الاثنين، 23 نوفمبر 2015

"غزة أحلى" في مخيم الشاطئ

غزة22-11-2015وفا- زكريا المدهون على طول ساحل البحر، زيّن فنانون شبان بريشاتهم جدران منازل مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بألوان زاهية ورسومات في محاولة لادخال الفرحة على قلوب المواطنين الذين يعانون أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة. ويشارك ثلاثون شابا ضمن مبادرة "غزة أحلى" لتلوين تسعين بيتا من مختلف الاحجام والارتفاعات بدعم من "شركة باديكو القابضة". وانطلق المشروع كما يقول منسق المبادرة رزق البياري، في الحادي عشر من الشهر الجاري وينتهي عند تلوين جميع منازل المخيم بطول 2 كيلو متر. وأشار البياري لـ "وفا"، الى أن المبادرة تهدف الى تزيين وتلوين منازل اللاجئين من الجهة الغربية للمخيم بألوان "زاهية وباردة" لرسم الفرحة على وجوه وقلوب المواطنين. وأنشئ مخيم الشاطئ للاجئين في عام 1952، ويقطنه حاليا حوالي 90 ألفا في ظروف مغايرة لرغد الحياة وجماليتها على شاطئ المتوسط. وأضاف البياري:" بعد تعرض غزة للقتل والدمار خلال الحروب الثلاثة الماضية اأصبحت غزة معتمة ومظلمة ونحاول انارتها من خلال تلك الرسوم والزخارف التي تنبض بالحياة." وشنت اسرائيل ثلاثة حروب في أعوام 2008، 2012، 2014، أدت الى استشهاد وجرح الالاف من المواطنين، وكذلك تدمير الاف المنازل والمنشآت الاقتصادية. وأكد البياري على أن المبادرة تهدف الى أنه يوجد حياة في غزة وأنها تستحق الأفضل، مشيرا الى أن الرسومات تشمل زخارف ونباتات ورسومات بحرية لأن معظم سكان المنطقة المستهدفة هم صيادون. وأوضح الى أن المبادرة تستهدف مخيما للاجئين في قطاع غزة بعد تلوين دوار الميناء وحارة في حي الزيتون. بدوره قال الفنان أسامة أبو حمره (26 عاما): "في البداية نقوم بدهان الجدران بألوان مختلفة ومن ثم تزينها بالرسومات المتنوعة كالزخارف والنوافذ والأبواب والمخلوقات البحرية والنباتات". وتابع أبو حمره لـ "وفا"، "نحاول برسوماتنا المختلفة الى زراعة الأمل والفرحة في نفوس المواطنين في ظل الحصار والأوضاع الصعبة التي يمرون بها، اضافة الى تعرضهم لثلاثة حروب نشرت الرعب والدمار والخراب." وخلال قيام أبو حمره برسم احدى الزخارف تدخل أحد المواطنين وألح عليه رسم سفينة على جدران منزله لانه يعمل صيادا. وعبّر زاهر عبد الباري (50 عاما) عن سعادته الغامرة لتلبية الرسام أبو حمره طلبه، مشيرا الى أنه يعمل في مهنة صيد الأسماك منذ سنوات طويلة. وشكر عبد الباري القائمين على المبادرة الشبابية التي لونت جدران منازلهم بألوان تبعث الحياة والأمل والصمود فوق هذه الأرض. من جانبه، شدد الفناني التشكيلي محمد نجم، على أن اختيار الجهة الغربية لمخيم الشاطئ له دلالات حيث أن المكان قريب من البحر والمنطقة مكتظة بالسكان الذين يعانون من الفقر، لافتا الى أنهم يرسمون رسومات لها علاقة بمهن المواطنين في هذه المنطقة لا سيما الصيادين. وعبر نجم لـ "وفا"، عن سعادته لمشاركته في هذه المبادرة الشبابية التي تؤكد أن "غزة أحلى" وعليها ما يستحق الحياة رغم الحصار والخراب والدمار. ـــــــــــــــــــــــ

هناك تعليق واحد: