السبت، 9 أبريل 2011

ارتقاء 17 شهيدا في قطاع غزة

ارتقى الى العلياء منذ الخميس الماضي سبعة عشر شهيدا وجرح العشرات بينهم أطفال ونساء ومسنين خلال العدوان الاسرائيلي المتواصل.
وتستخدم قوات الاحتلال الطائرات الحربية بجميع أنواعها والدبابات، فيما ترد المقاومة الفلسطينية بقصف البلدات والمدن الاسرائيلية جنوب الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. 

غزة: مخاوف من حرب إسرائيلية جديدة

غزة 9-4-2011وفا- زكريا المدهون: يعيش أهالي قطاع غزة منذ الخميس الماضي  أجواءً من القتل والرعب والدمار أعادت إلى أذهانهم  مشاهد الحرب المدمرة أو ما يعرف بـ (الرصاص المصبوب)  التي شنتها قوات الاحتلال نهاية عام 2008 وراح ضحيتها ألاف الشهداء والجرحى، وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.
 ومنذ يومين ينام ويستيقظ المواطنون في القطاع على أصوات القصف ومشاهدة القتل والدمار التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى.
أبو محمد عبد ربه من شمال شرق قطاع غزة، أعرب عن خشيته من أن يكون العدوان الإسرائيلي الحالي  مقدمة لحرب واسعة وشاملة أكثر دموية من الحرب السابقة التي فقد خلالها منزله وما زال يقطن في خيمة هو وأفراد أسرته التسعة.
وربط "أبو محمد" (55 عاماً) بين مخاوفه هذه، والتهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال والتي كان أخرها تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باستمرار العدوان العسكري على قطاع غزة لعدة أيام.
وكان لمنطقة شرق مخيم جباليا  خاصة منطقة عزبة عبد ربه التي يقطنها "أبو محمد" النصيب الأكبر من عمليات القتل والدمار خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة من  27/12/2008 وحتى 18/1/2009.
واستدرك ذلك المواطن قائلاً:"أتمنى  أن ينته هذا العدوان الهمجي حتى لا يسقط المزيد من الضحايا الأبرياء"، لافتاً الى أن الاحتلال الإسرائيلي  يريد من وراء عدوانه إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف شعبنا من أجل تركيعه وكسر إرادته.
وأكد أن شعبنا تعوّد على مثل هذه المجازر والهمجية الاسرائيلية التي لن تثنيه عن الصمود والتشبث بأرضه والتمسك بحقوقه المشروعة.
 وناشد عبد ربه المجتمع الدولي التدخل والضغط على قوات الاحتلال من اجل وقف عدوانها ضد أبناء شعبنا الأعزل.
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي لها النصيب الأكبر من العدوان الاسرائيلي المستمر، أعرب المسن أبو أكرم عبد الهادي عن صدمته الكبيرة من هول المنظر الدموي الذي شاهده عندما قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب منزله مما أد الى استشهاد مواطنين  أحدهما طفل في العاشرة من عمرة.
ووصف "أبو أكرم" (65 عاماً) مشاهد القصف بـ "البشعة" خاصة وأن القصف استهدف أطفالاً أبرياء كانوا يلهون بالمكان.
وأكد أن قوات الاحتلال تستهدف جميع أبناء شعبنا من أطفال ونساء ورجال ومسنين، مبدياً تخوفه من استمرار هذا العدوان الهمجي لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المواطنين.
 واستذكر"أبو أكرم" في هذه اللحظات الحرب الاسرائيلية المدمرة التي شنتها ضد قطاع غزة، داعيا جميع أبناء شعبنا الى التوحد والتكاتف لمواجهة العدوان الاسرائيلي.
وبدأ المواطنون في القطاع بأخذ التدابير اللازمة تحسباً لشنّ قوات الاحتلال عدوان شامل يشبه الحرب الأخيرة عبر تخزين المزيد من المواد التموينية.
فالمواطن حسن سلمان (48 عاماً) الذي كان يجر على عربة كيساً من الطحين، قال:"إنه لجأ
لشراء هذا الكيس تخوفاً من وقوع حرب جديدة تمتد أياماً طويلة تحدث خلالها أزمة إنسانية".
سلمان ربّ أسرة مكونة من ثمانية أفراد ويقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، يخشى
من وقوع حرب جديدة ضد غزة تمنع خلالها قوات الاحتلال إدخال المواد التموينية والغذائية
كما حصل في الحرب السابقة.
من جهته، أعرب الطفل كريم سلامة (سبعة أعوام) عن خوفه الشديد من أصوات القصف،
مشيراً الى أنه يهرب الى أمه عند سماعه أصوات الطائرات والقصف أو مشاهدة صور الشهداء                             والجرح  على شاشة التلفاز.
 وفي هذا الصدد نصح الأخصائي النفسي الدكتور سمير زقوت، الأهالي بمحاولة إدخال الطمأنينة والسكينة على نفوس أطفالهم وقت الأزمات والتكيف معها.
ودعا زقوت الوالدين الى منع صغارهم من رؤية الأشياء الخطرة على شاشة التلفاز والتهدئة من روعهم، وإضاءة المنازل، وعدم ترك الأطفال ينامون لوحدهم.
كما دعا الأخصائي النفسي المواطنين الى  التعايش مع الظروف التي نمر بها.

الأحد، 3 أبريل 2011

غزة: "أنفاق الموت"... لقمة عيش مغمسة بالدم


رفح 30-5-2010وفا- زكريا المدهون
حصدت الأنفاق الأرضية الممتدة على طول الحدود جنوب قطاع غزة أرواح أكثر من مائة وخمسين مواطناً، دفعتهم ظروف الحصار الإسرائيلي  للعمل لتلبية قوت أسرهم رغم علمهم المسبق بخطورة ما يقدمون عليه.
وتنتشر مئات الأنفاق في منطقة الشريط الحدودي، تستخدم  لتهريب المواد الغذائية والبضائع ومواد البناء التي تحظر إسرائيل دخولها لقطاع غزة الساحلي.
أخر ضحايا الأنفاق كان ستة مواطنين قتلوا أمس، فيما أصيب حوالي خمسة عشر آخرين، نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل أحد الأنفاق.
الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت العشرات من الشبان العاطلين  للعمل داخل الأنفاق لتأمين احتياجات أسرهم التي أنهكها الفقر المدقع.
الإحصائيات الفلسطينية والدولية، أظهرت ارتفاعا كبيرا بنسبة البطالة في قطاع غزة، مما ينذر بوقع كارثة إنسانية إذا استمرت إسرائيل في فرض حصارها المشدد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
لكن هناك العديد من الشبان لا يكترثون بهذه المخاطر في سبيل توفير لقمة العيش المغمسة بالدم.
(أحمد) شاب في مقتبل العمر من جنوب قطاع غزة، مصمم على العمل داخل الأنفاق التي يصفها بـ "أنفاق الموت"،مقابل حصوله على مائة شيقل أجرة أثني عشرة ساعة من العمل المتواصل داخل النفق.
أحمد ذو البشرة السوداء والجسم النحيف يبدأ عمله داخله النفق من الساعة السادسة مساء ويستمر حتى السادسة صباحاً من اليوم التالي.
وعن طبيعة عمله، يقول لـ "وفا": "أقوم بسحب البضاعة وهي متنوعة من أخشاب وأسمنت ومواد غذائية متنوعة حسب طلبات التجار".
ووصف أحمد (22 عاماً) عمله داخل الأنفاق بالصعب الذي قد يكلفه حياته في أية لحظة، لكنه أكد أنه سيواصل عمله داخل الأنفاق لانه لا يوجد له بديل أخر.
وقال: إنه بذل جهوداً كبيرة للحصول على فرصة عمل لكن دون جدوى، وأشار الى أن والده عاطل عن العمل منذ سنوات وهو أكبر إخوته الستة.
 وعن الضمانات لعمله في الأنفاق من مقبل صاحب النفق أو التاجر، رد أحمد بسخرية قائلاً"الضامن هو الله."
شاب أخر في الثلاثينات من عمره عرّف على نفسه باسم "أبو عبد الله" من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يعمل في الأنفاق لتوفير تكاليف زواجه.
قال أبو عبد الله: "العمل داخل الأنفاق صعب وخطير فبمجرد دخولك النفق تحت الأرض تشعر بالخوف وأن الموت يطاردك في كل لحظة".
وأضاف أن مخاوفه هذه ازدادات بعد تكرار حالات الموت داخل الأنفاق في الآونة الأخيرة، وهو يفكر حالياً بالبحث عن عمل أخر رغم صعوبة تحقيقه.
وعن الأسباب التي دفعته لهذا العمل، قال: "إنه عاطل عن العمل منذ سنوات بعد تخرجه من الجامعة تخصص مواد اجتماعية، فاضطر الى هذا العمل حتى لا يبق عالة على كاهل والده الذي يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد، ولتكوين نفسه للزواج".
 وأكد أن المبلغ الذي يحصل عليه قليل مقابل العمل الشاق الذي يقوم به لساعات طويلة، قائلاً" ما برميك على المر الا الأمر منه".
وتحذر جهات دولية تنشط في قطاع غزة، من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة(1.5 مليون) جرّاء الحصار الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، أعلن الناطق الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" عدنان أبو حسنة، أن هناك "أزمة إنسانية شديدة في قطاع غزة فيما يتعلق بقطاع الصحة و التعليم".
 وشدد أبو حسنة في تصريح صحفي وصل "وفا" نسخة منه، على أن سكان القطاع يتعرضون لضغط نفسي، منوهاً الى  ارتفاع عدد العاطلين عن العمل والفقراء والتدهور البطيء للصناعة والزراعة والتجارة.
وأكد أن جميع هذه القطاعات انهارت أو على وشك الانهيار، مبيناً أن أن 80 %  من إجمالي سكان القطاع يعيشون على المساعدات الإنسانية من الخارج.
وكشف المسئول في وكالة الغوث الدولية، أن 75 %  من سكان القطاع فقراء وأن نسبة البطالة بلغت 45%، وأن 1.1 مليون لاجئ يعيشون في غزة منهم 320 ألف يعيشون تحت خط الفقر.
وأضاف أبو حسنة، تؤكد دراساتنا أن هناك سبع آلاف أسرة بالقطاع يعدون من بين أفقر الفقراء في العالم.
ولم ينف أبو حسنة دخول مساعدات إنسانية لغزة حسبما تذكر إسرائيل، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال لا تسمح بمرور قطع غيار وتجهيزات فنية بديلة عن قطع التجهيزات المتقادمة واللازمة للاستمرار في تشغيل الآلات في المصانع أو في قطاع الزراعة.
ورأى أن الفقراء والأغنياء متساوون في غزة، "لأنه لا فرق بين من يمتلك مليون دولار أو دولار واحد مادام كلا منهما لا يستطيع الحصول على تعليم مناسب أو على الرعاية الطبية اللائقة" حسب قوله.
 الأغنياء الجدد حسب أبو حسنة هم الذين يمارسون التجارة عبر الأنفاق أو يهربون السلع ولكن هؤلاء قلة قليلة وربما يمثلون 2% فقط من السكان كما يقول.

الحصار والفقر يفتكان بأهالي قطاع غزة

غزة9-3-2011وفا- من زكريا المدهون
يقضي أبو محمد غراب من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة حوالي نصف يومه في عمله الجديد مقابل حصوله على مبلغ زهيد من المال لمساعدته على متطلبات معيشته الصعبة كما يقول. 
يعمل أبو محمد (50 عاماً) في احدى المقاهي منذ ساعات الصباح وحتى التاسعة مساءً مقابل عشرون شيقلاً (الدولار يعادل 3.6 شيكل).
"أقضي معظم وقتي في العمل لأعيل أسرتي المكونة من سبعة أفراد، بعضهم يدرسون في الجامعة وهم بحاجة الى مصاريف ومتطلبات كثيرة" قال أبو محمد.
  وتشير الإحصاءات  الى نسبة البطالة في قطاع غزة الساحلي (1.5 مليون نسمة) ارتفعت الى حوالي 40%.
ويعاني الغزيون من حصار تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة أعوام، الأمر الذي أدى الى تدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان.
وأشار أبو محمد الى ان معاناته تفاقمت منذ  بدء الحصار حيث انعدمت فرص العمل جرّاء اغلاق العديد من المصانع أبوابها، لافتاً الى أنه كان يعمل في صناعة البلاط والسيراميك.
وأظهرت تقارير محلية ودولية، أن ما نسبته 95% من مصانع قطاع غزة وعددها (4000) أما مغلقة أو مدمرة أو أصابها التلف والصدأ نتيجة الحصار الاسرائيلي.
في هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي عمر شعبان، أن إسرائيل تمنع دخول جميع المواد الخام  اللازمة للصناعة، مما سبب تعطل القطاعات الإنتاجية مما حرم مئات الآلاف من فرص العمل.
وأضاف، بعد الحصار توقفت مشاريع الأعمار التي كانت تحت التنفيذ وقدّرت قيمتها في حينه بمائتي مليون دولار، كذلك توقف قطاع النسيج والخياطة والذي كان يعمل به 35,000 عامل قبيل الإغلاق.
وشدد شعبان على أن ثلثي سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر وهم بالتالي ليس لديهم إمكانية الوصول للغذاء, و يعتمد 80% منهم على المساعدات الاغاثية, لذا فهم خارج القوة الشرائية  حيث لا يمتلكون المال الكاف للشراء.
وهنا يتساءل أبو محمد والتعب بادٍ على وجهه، هل يكفي مبلغ العشرون شيكلا لمصاريف البيت اليومية في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء، أم  لدفع رسوم الجامعات؟
وقال:"إنه يتلقى مساعدات تموينية "كابونة" من وكالة الغوث الدولية "أونروا" بين الفترة والأخرى، اضافة الى بعض المساعدات من الجمعيات الخيرية.
ويعتمد ألاف اللاجئين الفلسطينيين على المعونات الغذائية، وكذلك على العمل ضمن مشاريع البطالة التي تقدمها "الأونروا".                                         
وأظهرت نتائج بحث ميداني نشرها الجهاز المركزي للإحصاء نهاية العام الماضي، أن عدد المشاركين في القوى العاملة في قطاع غزة بلغ 315 ألف شخص، فيما بلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة في القطاع 36،3%.
ولا يختلف حال أبو محمد كثيراً عن حال  فايز طومان العاطل عن العمل منذ بداية الانتفاضة، وهو يعتمد على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث الدولية.
طومان (48 عاما) الذي يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، يصف حاله بـ "المأساوي"، بسبب انعدام الدخل.
وقال:" منذ سنوات طويلة وأنا بدون عمل طرقت جميع الأبواب لكن دون جدوى".
وعن كيفية تدبيره لأمور يقول:" إنه بالأساس يعتمد على معونات "الاونروا" الغذائية لكنها لا تكفيه فهو بحاجة الى مصاريف والتزامات أخرى كثيرة. 
وأضاف طومان:"عندي سبعة أفراد هم بحاجة الى طعام وشراب وكسوة ورسوم مدارس وجامعات، وهذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة لا تتوفر لديه."
   وأوضح أنه قبل الانتفاضة كان يعمل داخل أراضي 48 ، لكنه منذ ذلك الوقت بدون عمل، وازداد وضعه سوءاً خلال الحصار المستمر على قطاع غزة.
ورأى أن إنهاء الانقسام هو السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل التي يعاني منها أهالي القطاع وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي السيئ.