الاثنين، 23 نوفمبر 2015

العيد في غزة... لا مكان للفرح


غزة26-9-2015وفا- زكريا المدهون علت الضحكات وأصوات الصراخ من أفواه أطفال كانوا يهلون خلال عيد الأضحى المبارك على "أرجوحة" صغيرة نصبت على أحد المفترقات وسط مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. واقتصرت مظاهر العيد في قطاع غزة هذا العام على الشعائر الدينية وصلة الارحام وزيارة الاقارب ونحر الاضاحي بشكل خجول. وحاول الغزيون رغم ما يمرون به من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية ادخال الفرحة قدر المستطاع الى بيوتهم وخاصة الأطفال منهم. يقول ايهاب الشرافي لـ "وفا":"لا يوجد عيد في غزة الكل مهموم، والحديث فقط خلال الزيارات الاجتماعية اقتصر على الاوضاع الاقتصادية والسياسية ومشاكل القطاع الكثيرة ومن أهما الكهرباء." وتابع: "العيد في غزة اقتصر على الشعائر الدينية وصلة الأرحام وذبح الأضاحي للمقتدرين بسبب ارتفاع أسعارها"، منوها الى أن الحصار والفقر سرقا فرحة العيد في غزة. واضاف أنه حاول قدر المستطاع ادخال الفرحة على قلوب أطفال الخمسة من خلال العيدية واصطحابهم الى الألعاب والمنتزهات. وتنتشر في قطاع غزة العشرات من الملاهي وأماكن الترفيه التي يقصدها المواطنون المقتدرون، فيما أطفال الفقراء وأصحاب الدخل المحدود يلهون على الأراجيح والألعاب البسيطة التي يقيمها مواطنون بغرض الاسترزاق. وعلى خلاف العام العام الماضي، شهدت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعا كبيرا ما أدى الى اقتارها على المقتدرين وأصحاب الدخل المرتفع. وفي هذا الصدد يؤكد تاجر الحلال محمد الدنف، أن أسعار الأضاحي من العجول والمواشي مرتفعة جدا هذا العام ما أدى الى عزوف كثير الناس عن شرائها. وبيًن الدنف لـ "وفا"، أن المواطنين المقتدرين يذبحون الأضاحي لوحدهم، بينما أصحاب الطبقة المتوسطة وغالبيتهم من الموظفين يشتركون بالعجل ويوزع على شكل حصص، لافتا الى قيمة الحصة الواحدة أكثر من ألفي شيكل بينما كانت العام الماضي 1500. ووزع المضحون اللحوم على الفقراء والمحتاجين والأقارب، فيما تشهد المطاعم اقبالا كبيرا من المواطنين على شواء اللحوم خوفا من تلفها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة. ويعاني قطاع غزة الساحلي من حصار اسرائيلي متواصل منذ أكثر من تسعة أعوام، أدى الى ىتدهور الأوضاع الاقتصادية وشل مناحي الحياة المختلفة. ويعتمد حوالي 80% من سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) على المساعدات الانسانية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وجمعيات خيرية فلسطينية وعربية ودولية أخرى. وحسب المحلل والخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، "يحتفل الغزيون بعيد الأضحى المبارك في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية بسبب الحصار الاسرائيلي. وأشار الى تجاوز معدلات البطالة في قطاع غزة 55% , فيما تجاوز عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص, وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65% ، لافتا الى تجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من "الاونروا" و المؤسسات الإغاثية الدولية و العربية أكثر من مليون شخص.

الاعمار لم يكتمل في بيت حانون


بيت حانون30-9-2015وفا- زكريا المدهون لا تزال اسرة معين المصري من بلدة بيت حانون الحدودية تقطن في بيت متنقل "كرفان"، منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام. دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي صيف العام الماضي خلال عدوانها الذي استمر 51 يوماً، بيت عائلة المصري المكون من أربع طبقات وسوته بالارض. بعد مرور أكثر من عام على وقف اطلاق النار في قطاع غزة، لم يبن من عمارة المصري الا الطابق الأرضي المخصص لوالده وأخوته الصغار. وقال:"إنه يتم بناء الطابق الأول فقط من المنازل المكونة من عدة طبقات." المصري في نهانة العقد الثالث، يفكر حاليا كما يقول بترك السكن في "الكرفان"، والذهاب الى بيت "أنسبائه" أهل زوجته، منوها الى أن أسرت المكونة من ثمانية أفراد يعيشون ظروفا صعبة للغاية داخل البيت المتنقل. وتابع المصري لـ"وفا": "نعيش ظروفا انسانية صعبة للغاية داخل "الكرفانات" فهي ملتهبة وحارة في الصيف وباردة جدا في الشتاء ولا تتوفر بها أدنى مقومات المنازل." وأضاف أنه سيتوجه للسكن عند أهل زوجته حفاظا على أسرته ومعظمها من الأطفال وخاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء الذي عانوا منه الأمرين العام الماضي. ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها الأخير آلاف المنازل بين ضرر كلي وجزئي لا سيما في المناطق الحدود شمال وشرق قطاع غزة الساحلي. وحذرت جهات ومؤسسات دولية من أنه اذا لم يتم رفع الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ تسعة أعوام فان عملية اعادة اعمار قطاع غزة ستستمر لسنوات طويلة. وفي هذا الصدد حذرت مؤسسة أوكسفام البريطانية في تقرير سابق، من أن عملية إعادة الإعمار سوف تستغرق 100 عام في حال لم يرفع الحصار عن قطاع غزة, وإستمرار إدخال مواد البناء وفق الألية الدولية المعمول بها حاليا. بدوره قال محمد الكفارنة من بيت حانون:"إنه تم بناء طابق أرضي من بيت المدمر خلال العدوان والمكون من خمس طبقات. وأضاف لـ "وفا":"إن أبناءه الأربعة ما زالوا مشردين ويقطنون بالايجار حيث يدفع كل واحد منهم ألف شيكل شهريا بمساعدة "الأونروا." وأعرب المسن الكفارنة أن يتم لم شمل أسرته المشردة منذ أكثر من عام عبر اعادة بناء بيتهم. ويقول محللون اقتصاديون أن العدوان الاسرائيلي أدى الى ارتفاع معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65% , وتجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" والمؤسسات الإغاثية الدولية والعربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة. وحول سير آلية الأعمار، أكد المحلل والخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع،" حتى هذة اللحظة وبعد مرور عام على العدوان لم تبدأ عملية إعادة الإعمار الحقيقية ولم يتم بناء أي منزل في قطاع غزة من المنازل التي تم تدميرها بشكل كلى." ومن أسباب تعثر عملية إعادة الإعمار حسب الطباع، إستمرار الحصار الإسرائيلي، وكذلك استمرار إدخال مواد البناء وفق الألية الدولية المعمول بها حاليا والتي ثبت فشلها في التطبيق على أرض الواقع حسب قوله. وأشار في حديث لـ "وفا"، الى أن ما تم إدخالة من مادة الاسمنت للقطاع الخاص لإعادة اعمار قطاع غزة منذ منتصف شهر أكتوبر عام 2014 حتى الأن لا يتجاوز 200 الف طن وتم توزيع تلك الكميات على أصحاب المنازل المتضررة جزئيا وفق آلية الكوبونة المدفوعة الثمن, وهذه الكمية لاتكفي احتياج قطاع غزة لمدة 20 يوما من مادة الاسمنت. ولم يخف الطباع وجود إرتفاع على كميات الأسمنت الواردة للقطاع الخاص في الأشهر الاخيرة وذلك نتيجة لسماح الجانب الأسرائيلي بإدخال الأسمنت لغير المتضريين, لكن وفق ألية إدخال مواد البناء الدولية، لافتا الى أن تلك الكميات البسيطة ساهمت في إنخفاض أسعار الأسمنت في السوق السوداء, وأحدثت إنتعاشا إلى حد ما في قطاع الإنشاءات. وتوقع الخبير الاقتصادي أن يساهم إستمرار إدخال الاسمنت بهذة الوتيرة إلى حد ما في عودة قطاع الإنشاءات للحياة مرة أخرى، وبالتالي المساهمة في إنخفاض معدلات البطالة في قطاع غزة والتى تعتبر الأعلى عالميا والبالغة أكثر من 50%. وأختتم الطباع حديثه بالتأكيد على ضرورة إنهاء الحصار الكامل وإدخال مواد البناء دون قيود أو شروط، حيث يحتاج قطاع غزة يوميا إلى 10 الاف طن من مادة الأسمنت فقط.

غزة: انخفاض أسعار مواد البناء ينعش الحركة العمرانية


غزة: انخفاض أسعار مواد البناء ينعش الحركة العمرانية غزة 9-11-2015وفا- زكريا المدهون بدت الفرحة على وجه راشد أبو شرخ من مخيًم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد بناء شقة جديدة في منزل عائلته بعد سنوات من الانتظار، بسبب الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة. وقال ابو شرخ (30 عاماً): "أنتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر من أجل بناء شقة جديدة في الطابق العلوي لاستيعاب باقي أفراد عائلتي." أبو شرخ كباقي سكان القطاع لم يتمكن منذ بداية الحصار الاسرائيلي من اضافة أي بناء جديد في منزله،جرًاء منع قوات الاحتلال ادخال مواد البناء. وأوضح أبو شرخ لـ "وفا"، أنه خلال سنوات الحصار التسع زاد عدد أفراد عائلته بدون اضافة حتى غرفة جديدة، لكن توفر الاسمنت ومواد البناء وانخفاض اسعارها شجعه على بناء طابق جديد. في منزل مجاور لعائلة أبو شرخ، أكمل أيمن سلمان (52 عاما) من بناء طبقة جديدة في بيته مستغلا انخفاض أسعار مواد البناء. وقال سلمان:" إنه منذ سنوات طويلة ينتظر هذه الفرصة التي وصفها بالذهبية والمتمثلة بانخفاض أسعار مواد البناء، لبناء طبقة جديدة ومن ثم تجهيز شقة جديدة ليتزوج بها أحد أبنائه." وتسمح قوات الاحتلال بادخال الاسمنت للغزيين غير المتضررين من عدوانها الاخير صيف العام الماضي وفقا للآلية الدولية المتبعة، مما أحدث حركة عمرانية نشطة. وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطبًاع، "إنه طرأ ارتفاع على كميات الإسمنت الواردة للقطاع الخاص في الأشهر الاخيرة، وذلك نتيجة لسماح الجانب الإسرائيلي بإدخال الإسمنت لغير المتضررين من اصحاب المنازل والمشاريع الاستثمارية وزيادة عدد الموزعين المعتمدين, وفق آلية إدخال مواد البناء الدولية المعمول بها." وكانت أسعار الاسمنت قبل سنوات مرتفعة جدا حيث يبلغ سعر الطن أكثر من ثلاثة آلاف شيكل، بينما يباع حاليا لمن يسجل لدى جهات الاختصاص بحوالي 550 شيكل، وفي السوق السوداء بأكثر من ألف شيكل. ويحتاج قطاع غزة من مادة الاسمنت فقط يوميا حوالي 10 آلاف طن. ولفت الطباع في تقرير سابق، " الى أن تلك الكميات ساهمت في انخفاض أسعار الإسمنت في السوق السوداء, وأحدثت انتعاش إلى حد ما في قطاع الإنشاءات, وفي حال استمرار إدخال الاسمنت بهذه الوتيرة المرتفعة سوف يساهم ذلك في عودة قطاع الإنشاءات للحياة مرة أخرى وبالتالي المساهمة في انخفاض معدلات البطالة المرتفعة في القطاع والتي تعتبر الأعلى عالميا." ووفقا لتقارير اقتصادية، بلغت نسبة البطالة في القطاع الساحلي أكثر من 40%، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل 200 الف شخص, وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتجاوز 65% وتجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة الغوث الدولية "الاونروا" والمؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة. وشنت اسرائيل صيف العام الماضي عدونا شرساضد قطاع غزة، ما ادى الى استشهاد وجرح الاف المواطنين، اضافة الى تدمير الاف المنازل بين تدمير كلي وجزئي وطفيف. وقال مراقبون: "إن هذا العدوان الذي استمر 51 يوما أدى الى تفاقم أوضاع السكان (1.8 مليون نسمة) لا سيما في المجالات الانسانية والاقتصادية.

غزة:اجراءات الاحتلال تشل الصناعات الخشبية


غزة:اجراءات الاحتلال تشل الصناعات الخشبية غزة15-11-2015وفا- زكريا المدهون توقفت الماكينات عن الدوران في مصنع ماهر مشتهى لصناعة الأثاث والموبيليا في المنطقة الصناعية شرق مدينة غزة، بعد القرار الاسرائيلي بمنع دخول الأخشاب التي يزيد سمكها عن 2.5سم الى قطاع غزة تحت ذرائع وحجج واهية. وأجبر القرار الاسرائيلي الذي اتخذ قبل شهرين مشتهى على اغلاق أبواب مصنعه، وتسريح جميع عماله ليلتحقوا بدائرة البطالة المستشرية في القطاع المحاصر منذ أكثر من تسعة أعوام. ووصف مشتهى لـ "وفا" "القرار الاسرائيلي بـ"الكارثي" الذي يهدف الى تدمير الاقتصاد الوطني"، مشيرا الى تسريح 35 عاملا وانضمامهم الى جيش البطالة. وتابع، "كنا نصدر منتوجاتنا من الموبيليا والأثاث المنزلي الى أسواق الضفة الغربية، وبعد قرار المنع تكبدنا خسائر مادية فادحة ونحن الان بدون عمل." ويحذر القائمون على الصناعات الخشبية، من أن القرار الاسرائيلي ألحق أضرارا فادحة بقطاع الصناعات الخشبية، وسيؤدي الى اغلاق 90% من المصانع والورش والمناجر في قطاع غزة. وفي هذا الصدد، قال رئيس اتحاد الصناعات الخشبية مجاهد السوسي:" انخفض مستوى الانتاج في قطاع الصناعات الخشبية الى 10% بسبب القرار الاسرائيلي الظالم." وأشار السوسي لـ "وفا"، الى أن أغلب الاخشاب الممنوعة والتي يزيد سمكها عن 25 ملم، تدخل في جميع انواع صناعات الموبيليا من كنب وكراسي وطاولات سفرة وغرف نوم وديكورات، كما يطال المنع مواد الطلاء "البويا"." ويأتي القرار الاسرائيلي كما يؤكد العديد من المعنيين والاقتصاديين في اطار تشديد الحصار وتدمير ما تبقى من اقتصاد في قطاع غزة. وأدى العدوان الاسرائيلي صيف العام الماضي والذي استمر 51 يوما، الى تضرر ما يزيد عن 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والإستراتيجية، إضافة للعديد من المنشآت المتوسطة والصغيرة والتي تمثل مجمل اقتصاد القطاع في كافة القطاعات (التجارية والصناعية والخدماتية) والتي يتجاوز عددها 4500 منشأة اقتصادية. وأوضح السوسي، أن قرار قوات الاحتلال الاسرائيلي منع ادخال الخشب طال 90% من المصانع والورش والمناجر البالغ عددها حوالي 700 موزعة على جميع أنحاء قطاع غزة. وفي المحافظة الوسطى، أغلق كمال السعافين مصنع الموبيليا وسرح جميع عماله البالغ عددهم أكثر من 35 شخصا، مؤكدا ان القرار الاسرائيلي "دمر حياته". وقال السعافين لـ "وفا":"إنه كان يصنع الطاولات والخزانات وغرف النوم لتصديرها الى أسواق الضفة الغربية، وبيعها أيضا في أسواق القطاع" مقدرا خسائره اليومية بأكثر من 200 ألف دولار. ويخشى السعافين على ماكيناته وآلاته البالغ ثمنها أكثر من نصف مليون دولار من التلف والصدأ في حال استمر قرار المنع الاسرائيلي لفترات طويلة، مناشدا الجهات المعنية والمؤسسات الدولية الضغط على الجانب الاسرائيلي لالغاء القرار. وأعلن رئيس اتحاد الصناعات الخشبية، أنه يعمل في مجال الصناعات الخشبية (أثاث وموبيليا) حوالي عشرة آلاف شخص، أكثر من ثلثيهم عاطل عن العمل حاليا نتيجة قرار المنع الاسرائيلي، مشيرا الى أن قطاع غزة يحتاج شهريا من الأخشاب اللازمة لصناعة الأثاث والموبيليا 500 متر مكعب. وأوضح السوسي أن قطاع الصناعات الخشبية يساهم ضمن اقتصاد قطاع غزة بحوالي 2 مليون دولار شهريا. وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطبَاع، إن القرار الاسرائيلي سيساهم في تفاقم الأوضاع الاقتصادي السيئة أصلا في قطاع غزة المحاصر منذ 2007، منوها الى أنه قبل الحصار الاسرائيلي كانت منتجات الأثاث والأخشاب تصدر بكميات كبيرة الى أسواق الضفة الغربية واسرائيل. وحذر من آلاف العمال سينضمون الى دائرة البطالة البالغة أكثر من 45%، في وقت يبلغ فيع عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، بينما ارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%.

"غزة أحلى" في مخيم الشاطئ

غزة22-11-2015وفا- زكريا المدهون على طول ساحل البحر، زيّن فنانون شبان بريشاتهم جدران منازل مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بألوان زاهية ورسومات في محاولة لادخال الفرحة على قلوب المواطنين الذين يعانون أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة. ويشارك ثلاثون شابا ضمن مبادرة "غزة أحلى" لتلوين تسعين بيتا من مختلف الاحجام والارتفاعات بدعم من "شركة باديكو القابضة". وانطلق المشروع كما يقول منسق المبادرة رزق البياري، في الحادي عشر من الشهر الجاري وينتهي عند تلوين جميع منازل المخيم بطول 2 كيلو متر. وأشار البياري لـ "وفا"، الى أن المبادرة تهدف الى تزيين وتلوين منازل اللاجئين من الجهة الغربية للمخيم بألوان "زاهية وباردة" لرسم الفرحة على وجوه وقلوب المواطنين. وأنشئ مخيم الشاطئ للاجئين في عام 1952، ويقطنه حاليا حوالي 90 ألفا في ظروف مغايرة لرغد الحياة وجماليتها على شاطئ المتوسط. وأضاف البياري:" بعد تعرض غزة للقتل والدمار خلال الحروب الثلاثة الماضية اأصبحت غزة معتمة ومظلمة ونحاول انارتها من خلال تلك الرسوم والزخارف التي تنبض بالحياة." وشنت اسرائيل ثلاثة حروب في أعوام 2008، 2012، 2014، أدت الى استشهاد وجرح الالاف من المواطنين، وكذلك تدمير الاف المنازل والمنشآت الاقتصادية. وأكد البياري على أن المبادرة تهدف الى أنه يوجد حياة في غزة وأنها تستحق الأفضل، مشيرا الى أن الرسومات تشمل زخارف ونباتات ورسومات بحرية لأن معظم سكان المنطقة المستهدفة هم صيادون. وأوضح الى أن المبادرة تستهدف مخيما للاجئين في قطاع غزة بعد تلوين دوار الميناء وحارة في حي الزيتون. بدوره قال الفنان أسامة أبو حمره (26 عاما): "في البداية نقوم بدهان الجدران بألوان مختلفة ومن ثم تزينها بالرسومات المتنوعة كالزخارف والنوافذ والأبواب والمخلوقات البحرية والنباتات". وتابع أبو حمره لـ "وفا"، "نحاول برسوماتنا المختلفة الى زراعة الأمل والفرحة في نفوس المواطنين في ظل الحصار والأوضاع الصعبة التي يمرون بها، اضافة الى تعرضهم لثلاثة حروب نشرت الرعب والدمار والخراب." وخلال قيام أبو حمره برسم احدى الزخارف تدخل أحد المواطنين وألح عليه رسم سفينة على جدران منزله لانه يعمل صيادا. وعبّر زاهر عبد الباري (50 عاما) عن سعادته الغامرة لتلبية الرسام أبو حمره طلبه، مشيرا الى أنه يعمل في مهنة صيد الأسماك منذ سنوات طويلة. وشكر عبد الباري القائمين على المبادرة الشبابية التي لونت جدران منازلهم بألوان تبعث الحياة والأمل والصمود فوق هذه الأرض. من جانبه، شدد الفناني التشكيلي محمد نجم، على أن اختيار الجهة الغربية لمخيم الشاطئ له دلالات حيث أن المكان قريب من البحر والمنطقة مكتظة بالسكان الذين يعانون من الفقر، لافتا الى أنهم يرسمون رسومات لها علاقة بمهن المواطنين في هذه المنطقة لا سيما الصيادين. وعبر نجم لـ "وفا"، عن سعادته لمشاركته في هذه المبادرة الشبابية التي تؤكد أن "غزة أحلى" وعليها ما يستحق الحياة رغم الحصار والخراب والدمار. ـــــــــــــــــــــــ