الأحد، 8 مارس 2015

نساء غزيات... بين البيع في الأسواق والتشرد




غزة8-3-2015وفا- زكريا المدهون
على احد أطراف سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، تلح "ام أحمد" على المتسوقين لشراء ما تعرضه من خضروات... فيما أخريات يسكن في مراكز أيواء، أو في بيوت متهالكة تعرضت للقصف خلال العدوان الاسرائيلي صيف العام الماضي.
هؤلاء النسوة لا يعلمن أن اليوم هو الثامن من آذار "يوم المرأة العالمي"، فهموم الحياة وقسوتها خطفت البهجة والفرحة من قلوبهن.
"أبيع الخبيزة والنعنان لأصرف على أسرتي المكونة من عشرة أفراد"، قالت "أم أحمد" وهي تخفي وجهها خلف وشاح أبيض اللون.
وتتابع الخمسينية:" زوجي مريض ولا يقدر على ألعمل ان وجد أصلا، ولنا أطفال وطلاب مدارس وجامعات وهم بحاجة الى مصاريف، فأقوم بهذا العمل."
وتقول تقارير محلية ودولية:" إن 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا""، فيما ارتفعت نسبة البطالة بعد العدوان الاسرائيلي الى أكثر من 50%، ونسبة الفقر الى 60%.
وتكمل "أم أحمد" بعد بيعها كليو غراما من أوراق الخبيزة الخضراء لأحد المتسوقين:"أن تجني من عملها هذا شواكل قليلة تكفي فقط  مصاريف لأولادها"، مشيرة الى أنهم يعتمدون على وكالة الغوث ومؤسسات خيرية لتقديم المساعدات النقدية والعينية لهم.
ولا ترغب "أم أحمد" بهذا العمل لكن ظروفهم الاقتصادية الصعبة هي التي أجبرتها على ذلك، لافتة الى أنها في حال حصولها على فرصة عمل أو أحد أبنائها ستترك هذا العمل فورا كما تقول.
ولمعاناة المرأة الغزية أشكالا أخرى، كحال إحدى المواطنات التي عرّفت على نفسها بـ "أم مصطفى" من منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة والتي لا تزال تقطن هي وأسرتها في مدرسة أيواء تابعة لوكالة الغوث غرب مدينة غزة في ظروف انسانية صعبة للغاية.
وقالت:" دمرت قوات الاحتلال منزلنا بالكامل ومنذ انتهاء الحرب قبل أكثر من ستة شهور ونحن نعيش في تلك المدرسة في ظروف صعبة للغاية."
وأضافت تلك المرأة التي تعيل أسرة من سبعة أفراد،" أنها تذهب الى منزل شقيقتها القريب من المدرسة لتغسيل أولادها وطهي الطعام لهم"، منوهة الى الخدمات التي تقدمها "أونروا" لهم والمتمثلة بالطعام وهو عبارة عن معلبات، اضافة الى الأغطية والفرشات ومواد التنظيف.
وتتابع قائلة:" كل ذلك لا يكفي نريد العودة الى منزلنا فالوضع هنا صعب للغاية"، لافتة الى أنها لا تعلم أن اليوم هو "يوم المرأة العالمي" لتحتفل به كباقي نساء العالم.
وفي هذه المناسبة قال مركز الميزان لحقوق الانسان في تقرير له:" إن 34697 امرأة في قطاع غزة، هُجرنّ من منازلهن خلال العدوان الاسرائيلي الأخير،  فيما فقدت 791 سيدة أزواجهنّ.
وأكد المركز، أن النساء الغزيات يعانين من ظروف بالغة القسوة، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007، بالتزامن مع ما خلفه العدوان الإسرائيلي.
من جانبه حيّا رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، المرأة الفلسطينية في يومها العالمي، مؤكدا أنها تمر بواقع انساني ربما هو الأسوأ في ظل ما معاناتها جراء العدوان الإسرائيلي وتداعياته المستمرة حتى اللحظة.
وأضاف "كانت المرأة في غزة هدفا مباشرا لصواريخ وقذائف الاحتلال، اضافة الى معاناتها المريرة في مراكز الإيواء وغيرها لتستمر هذه الآلام وتتضاعف في ظل عدم البدء بإعادة الأعمار واستمرار الحصار.
 ودعا الشوا، الى تعزيز مشاركة المرأة السياسية والاقتصادية وفي مختلف مناحي المجتمع بما يكرس المساواة الحقيقة.