الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

غزة: فرص عمل مؤقتة في "رمضان"


غزة30-7-2012وفا- زكريا المدهون

خلق شهر رمضان الكريم فرص عمل مؤقتة أمام  العديد من سكان قطاع غزة الذي ترتفع فيه نسبة البطالة، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ  أكثر من خمسة أعوام.

ويعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية ينتظرها الكثير من العاطلين عن العمل، لتحسين ظروفهم الاقتصادية السيئة مؤقتا.

خلال التجوال في أسواق قطاع غزة الساحلي من شماله الى جنوبه، يصادفك عشرات الباعة المتجولين  كل منهم يعرض بضاعته ملحا على المتسوقين شرائها.

هذا الشاب عوض  يبيع خبز "الفينو والكعك" في أحد أسواق مدينة غزة التي تعد اكبر مدن القطاع على عربة متحركة، مناديا بصوته بين الحين والأخر على المتسوقين للشراء منه.

يقول عوض (27 عاماً) وهو يدفع بعربته الممتلئة بأنواع الخبز المختلفة التي يقبل عليها الصائمون في رمضان:" انتظر شهر رمضان من العام للعام، حتى أبيع فيه لتحسين ظروفي الاقتصادية ومساعدة أسرتي."

ويقول خبراء اقتصاديون: "إن قطاع غزة (1.5 مليون نسمة)، يعاني أوضاعا اقتصادية سيئة أدت الى ارتفاع نسبة البطالة الى حوالي 40%، مرجعين سبب ذلك الى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات."

وأضاف عوض لـ "وفا"، " أنا عاطل عن العمل وتخرجت من الجامعة منذ سنوات ولم أجد فرصة عمل تناسبني، فاضطررت الى بيع الخبز الفينو والكعك في رمضان."

 وأوضح عوض "أبدأ عملي بعد صلاة العصر حتى ساعات قبل الافطار، وفي نهاية اليوم أربح 30 شيكلاً تساعد نوعا ما في مصاريف أسرتي."

عوض يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد هو أكبرهم، بعد أن  حرم المرض والده من العمل.

وفي ركن أخر من السوق، كان الشاب أحمد سليمان، يبيع نبات الجرجير المعروف في غزة باسم "الروقة".

ويلقى الجرجير إقبالا من المواطنين في الشهر الفضيل باعتباره فاتحا للشهية وقليل الثمن.

وبينما كان أحمد يرشق بيديه الماء على بضاعته، تجمع حوله العديد من المواطنين يريدون الشراء منه.

يقول سليمان (45 عاماً):"لم أجد عملا الا بيع الجرجير، فهو رخيص وعليه إقبال في شهر رمضان."

 وأضاف سليمان وهو رب أسرة مكونة من تسعة أفراد:" أنا عاطل عن العمل منذ سنوات وطرقت جميع الأبواب دون فائدة فلم أجد سوى هذا العمل في رمضان لأعيل أسرتي الكبيرة."

وأشار الى أنه لا يخجل من عمله هذا فهو ليس عيبا، لافتا الى أنه يبيع في اليوم بحوالي 20 شيكلاً.

ويقول اقتصاديون محليون: "إن 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الاغاثية, لذا فهم خارج القوة الشرائية  حيث لا يمتلكون المال الكاف للشراء."

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطّباع، "أن أزمة البطالة والفقر تفاقمت نتيجة الحصار

وأضاف الطباع لـ "وفا": "أن معدلات البطالة والفقر ارتفعت  بشكل جنوني المفروض على محافظات غزة منذ أكثر من خمس سنوات."نتيجة توقف الحياة الاقتصادية بالكامل.

وأشار الى أنه وحسب أخر التقديرات الاقتصادية بلغ معدل البطالة 40% ومعدل الفقر 80% في محافظات غزة، وأصبح 85% من المواطنين يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من "الاونروا" وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية والاغاثية المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق