الأربعاء، 22 أغسطس 2012

غزة عشية العيد.... أسعار مرتفعة وحركة شرائية متدنية



غزة16-8-2012وفا- زكريا المدهون

تتنقل أم علي أبو دان من محل لأخر في سوق حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بحثا عن ملابس تناسب أبنائها ليرتدوها خلال عيد الفطر السعيد الذي يحل بعد أيام.

تقول أبو دان وهي تصطحب أربعة من أبنائها: " تعبت من كثرة البحث عن ملابس لأبنائي ليلبسوها خلال العيد... البضاعة قديمة وأسعارها مرتفعة جدا."

وتزدحم أسواق مدينة غزة خاصة في ساعات المساء بالمتسوقين لشراء احتياجات العيد من ملابس وأحذية وغيرها".

ووقفت أبو دان في وسط محل لبيع ملابس الأطفال مزدحم بالزبائن، وأخذت تفاصل البائع لشراء بدلة لأحد أطفالها.

وتقول:" يطلب البائع في البدلة 150 شيكل وهي تباع في الأيام العادية بنصف ثمنها".

وخلال تجولنا في أسواق غزة اشتكى الكثير من المواطنين من ارتفاع الأسعار بشكل كبير، متهمين الباعة باستغلال موسم العيد دون حسيب أو رقيب.

ويقول خبراء اقتصاديون:"إن قطاع غزة يعاني من أوضاع اقتصادية سيئة بسبب الحصار الاسرائيلي المستمر منذ أكثر من خمس سنوات،" مشيرين الى "ارتفاع نسبة البطالة لأكثر من 40% والفقر الى 80%."

وبعد مفاصلة طويلة مع البائع  اشترت أبو دان البدلة لابنها بمائة شيكل مؤكدة رغم ذلك أن سعرها مرتفعا.

وأوضحت أن غالبية مستلزمات العيد من ملابس وأحذية هي من إنتاج الصين وهي ليست بالجودة الكبيرة.

وبعد عملية حسابية تقول تلك المواطنة التي يعمل زوجها موظفا حكوميا:" إذا أردت كسوت أبنائي الأربعة فاني احتاج الى أكثر من ألف شيكل"، لافتة أيضا الى أن العام الدراسي على الأبواب وهو بحاجة الى مصاريف كبيرة.

بدوره ارجع التاجر معين موسى ارتفاع أسعار الملابس الى الحصار بالدرجة الأولى، والى استغلال الكثير من التجار الاوضاع بالدرجة الثانية وقيامهم باحتكار السلع.  

  وشدد موسى على أن أسواق القطاع تشهد ازدحاما كبيرا قبيل العيد، لكن أكثر الناس يسألون ويفاصلون البائع كثيرا قبل شراء أي غرض.

وأكد أن عيد الفطر هي فرصتهم الوحيدة للبيع والربح طوال العام الذي يشهد حالة ركود اقتصادي.

بدوره قال أحمد البلعاوي (58 عاما) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة:"إن شهر رمضان الكريم يحتاج الى مصاريف كبيرة وكذلك عيد الفطر وهما مناسبتان تثقلان كاهل المواطنين."

وتساءل البلعاوي العاطل عن العمل منذ سنوات،"كيف استطيع توفير ثمن كسوة العيد لأفراد أسرتي المكونة من ستة أفراد وأنا بدون عمل وبانتظار المساعدات من الجمعيات الإنسانية وأهل الخير."

ويقول اقتصاديون محليون: "إن 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الاغاثية, لذا فهم خارج القوة الشرائية  حيث لا يمتلكون المال الكاف للشراء."

وشدد البلعاوي، "على أن أطفالي ينتظرون العيد بفارغ الصبر كباقي الأطفال لشراء ملابس وأحذية جديدة والحصول على العيدية لشراء العاب العيد."

يقول البلعاوي:" أقوم بالتحايل على أطفالي بانتظار مساعدات أهل الخير لشراء ما استطيع لهم لرسم  البسمة على شفاههم قدر الإمكان."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق