الاثنين، 6 أكتوبر 2014





الرقص والرسم... لإخراج أطفال غزة من وضعهم النفسي

جباليا 17-8-2014وفا- زكريا المدهون
تراقص أطفال من مختلف الأعمار يرسمون على وجوههم أزهارا وأشكالا فنية، محاولين الخروج من الحالة النفسية التي يمرون بها نتيجة العدوان الإسرائيلي، وذلك في قاعة مركز حيدر عبد الشافي التابع لجمعية الإغاثة الطبية شمال قطاع غزة.
وفي منتصف القاعة وقف المرشد النفسي بشير كلوب، وتحلق حوله مجموعة كبيرة من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين العامين والعشرة أعوام، وبدأ بالغناء والرقص معهم بصوت مرتفع.
وقال كلوب لـ"وفا": "هذا النشاط يأتي ضمن التفريغ النفسي وهو نوع من الفرح والعلاج في نفس الوقت."
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": "تظهر على حوالي 400,000 طفل أعراض الضائقة النفسية، والتي تشمل التبول اللاإرادي، والتشبث بالوالدين، ورؤية الكوابيس، وهم بالتالي يحتاجون إلى دعم نفسي-اجتماعي."
 ويشكل عدد الأطفال دون سن الثامنة عشرة نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.
وفي ركن آخر من المركز، انشغلت المرشدة النفسية والاجتماعية نائلة عيسى، بالرسم على وجوه الأطفال، قائلة:"نحاول قدر المستطاع اخراج هؤلاء الأطفال وجميعهم من مناطق الشمال ومراكز الأيواء من الوضع النفسي الذين يمرون به بسبب العدوان الاسرائيلي."
وأضافت:"الأطفال خائفون جدا وبالتالي يعانون من حالات نفسية مثل: الاكتئاب والخوف من الأصوات المرتفعة والتبول اللاارادي والكوابيس الليلية."
وتابعت عيسى:"نقوم بمعالجة هؤلاء الأطفال بالرسم على وجوهم بألوان الماء وتقديم ألعاب ترفيهية ومسلية لهم عن طريق مهرجين، وكذلك جعلهم يرسمون على الورق."
وأشارت الى الصعوبات التي يواجهونها في البداية من بعض الأطفال الين يرفضون الاندماج مع زملائهم، منوهة الى أن الكثير من الأطفال في البداية كانوا يرسمون صورا تعبر عن الواقع الذي يعيشونه مثل القصف وهدم البيوت والطائرات والشهداء.
وبلغ عدد الأطفال الشهداء خلال العدوان الاسرائيلي أكثر من 400 شهيد وآلاف الجرحى.
الطفلة رفيف أبو العوف (خمس سنوات) حضرت من عزبة عبد ربه شرق جباليا برفقة جدتها الى مركز حيدر عبد الشافي لتلقي العلاج الجسدي والنفسي.
تقول الطفلة ببراءة:"قصف بيت جيراننا أنا خفت كتير وهربت الى الغرفة التانية".
وهنا تدخلت جدتها وقالت:"رهف تعاني من السخونة الناتجة عن الخوف من شدة القصف"، مشيرة الى أنها أحضرتها الى المركز للعلاج الجسدي والنفسي.
وأضافت،"تعاني رهف من الأصوات المرتفعة ومن الكوابيس والأحلام المزعجة أثناء النوم"، لافتا الى أن أسرتها تقدم لها الدعم النفسي والرعاية للخروج من حالاتها.
من جهته، قال الدكتور غسان الخطيب المدير الطبي للمركز:"منذ بداية العدوان يتوافد الى المركز يوميا مئات المواطنين وأطفالهم لتلقي العلاج الجسدي والنفسي."
وتابع لـ"وفا"،"ضاعفنا عدد الأطباء والأخصائيين لتلبية احتياجان سكان الشمال والتخفيف عنهم"، منوها الى عدم وجود أماكن للعلب والترفيه للأطفال .
وأوضح الخطيب، الى أنهم يقدمون العلاج والدواء بشكل مجاني، مضيفا الى أن أغلب الأطفال يعانون وضعا نفسيا صعبا جرّاء العدوان ونحاول قدر المستطاع مساعدتهم.
الطفل رضا أحمد (9 أعوام)، جلس على كرسي متحرك يغني وينشد بأصوات مرتفعة والفرحة مرسومة على شفاه.
وقال:"أسكن في منطقة الفاخورة وقد تحطمت نوافذ بيتنا من القصف الاسرائيلي وهربنا من القصف الى دار عمي مشيرا الى أنه يخاف من القصف والأصوات المرتفعة.
بدوره شدد الدكتور وائل أبو عون مسئول صحة الطفل في الاغاثة الطبية:" يصاب الأطفال بصدمة مباشرة نتيجة استشهاد أحد أفراد الأسرة أو الجيران ومشاهدته لهم، وهناك صدمة غير مباشرة."
وأضاف،"قمنا بالاغاثة الطبية بتدريب طواقم وكوادر على التدخل النفسي والعلاجي للاطفال من خلال اللعب والعلاج بالتمثيل."
وتابع أبو العون:"نقوم بدمج اطفال يعانون من صدمات نفسية مع زملائهم الأصحاء لاخراجهم تدريجيا من الحالة التي يمرون بها، مضيفا أنهم يعقدون جلسات تفريغ نفسي فردي وجماعي للأطفال المصابين بالصدمة.
وأوضح أبو عون الى أنهم يتردد يوميا على المركز حوالي 150 طفلا، مشيرا الى ان المشاكل النفسية وآثارها لم تظهر بعد وهي تراكمية وستتوسع في المستقبل اذا لم يتم علاجها.
وتقول الطفلة وفاء ياسين (10 أعوام):"إنها تخاف من النوم في العتمة"، مشيرة الى أنها شعرت بالخوف الشديد بعدما قصفت الطائرات بيت جيرانهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ز.م





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق