السبت، 9 أبريل 2011

غزة: مخاوف من حرب إسرائيلية جديدة

غزة 9-4-2011وفا- زكريا المدهون: يعيش أهالي قطاع غزة منذ الخميس الماضي  أجواءً من القتل والرعب والدمار أعادت إلى أذهانهم  مشاهد الحرب المدمرة أو ما يعرف بـ (الرصاص المصبوب)  التي شنتها قوات الاحتلال نهاية عام 2008 وراح ضحيتها ألاف الشهداء والجرحى، وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.
 ومنذ يومين ينام ويستيقظ المواطنون في القطاع على أصوات القصف ومشاهدة القتل والدمار التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى.
أبو محمد عبد ربه من شمال شرق قطاع غزة، أعرب عن خشيته من أن يكون العدوان الإسرائيلي الحالي  مقدمة لحرب واسعة وشاملة أكثر دموية من الحرب السابقة التي فقد خلالها منزله وما زال يقطن في خيمة هو وأفراد أسرته التسعة.
وربط "أبو محمد" (55 عاماً) بين مخاوفه هذه، والتهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال والتي كان أخرها تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باستمرار العدوان العسكري على قطاع غزة لعدة أيام.
وكان لمنطقة شرق مخيم جباليا  خاصة منطقة عزبة عبد ربه التي يقطنها "أبو محمد" النصيب الأكبر من عمليات القتل والدمار خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة من  27/12/2008 وحتى 18/1/2009.
واستدرك ذلك المواطن قائلاً:"أتمنى  أن ينته هذا العدوان الهمجي حتى لا يسقط المزيد من الضحايا الأبرياء"، لافتاً الى أن الاحتلال الإسرائيلي  يريد من وراء عدوانه إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف شعبنا من أجل تركيعه وكسر إرادته.
وأكد أن شعبنا تعوّد على مثل هذه المجازر والهمجية الاسرائيلية التي لن تثنيه عن الصمود والتشبث بأرضه والتمسك بحقوقه المشروعة.
 وناشد عبد ربه المجتمع الدولي التدخل والضغط على قوات الاحتلال من اجل وقف عدوانها ضد أبناء شعبنا الأعزل.
وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي لها النصيب الأكبر من العدوان الاسرائيلي المستمر، أعرب المسن أبو أكرم عبد الهادي عن صدمته الكبيرة من هول المنظر الدموي الذي شاهده عندما قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب منزله مما أد الى استشهاد مواطنين  أحدهما طفل في العاشرة من عمرة.
ووصف "أبو أكرم" (65 عاماً) مشاهد القصف بـ "البشعة" خاصة وأن القصف استهدف أطفالاً أبرياء كانوا يلهون بالمكان.
وأكد أن قوات الاحتلال تستهدف جميع أبناء شعبنا من أطفال ونساء ورجال ومسنين، مبدياً تخوفه من استمرار هذا العدوان الهمجي لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المواطنين.
 واستذكر"أبو أكرم" في هذه اللحظات الحرب الاسرائيلية المدمرة التي شنتها ضد قطاع غزة، داعيا جميع أبناء شعبنا الى التوحد والتكاتف لمواجهة العدوان الاسرائيلي.
وبدأ المواطنون في القطاع بأخذ التدابير اللازمة تحسباً لشنّ قوات الاحتلال عدوان شامل يشبه الحرب الأخيرة عبر تخزين المزيد من المواد التموينية.
فالمواطن حسن سلمان (48 عاماً) الذي كان يجر على عربة كيساً من الطحين، قال:"إنه لجأ
لشراء هذا الكيس تخوفاً من وقوع حرب جديدة تمتد أياماً طويلة تحدث خلالها أزمة إنسانية".
سلمان ربّ أسرة مكونة من ثمانية أفراد ويقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، يخشى
من وقوع حرب جديدة ضد غزة تمنع خلالها قوات الاحتلال إدخال المواد التموينية والغذائية
كما حصل في الحرب السابقة.
من جهته، أعرب الطفل كريم سلامة (سبعة أعوام) عن خوفه الشديد من أصوات القصف،
مشيراً الى أنه يهرب الى أمه عند سماعه أصوات الطائرات والقصف أو مشاهدة صور الشهداء                             والجرح  على شاشة التلفاز.
 وفي هذا الصدد نصح الأخصائي النفسي الدكتور سمير زقوت، الأهالي بمحاولة إدخال الطمأنينة والسكينة على نفوس أطفالهم وقت الأزمات والتكيف معها.
ودعا زقوت الوالدين الى منع صغارهم من رؤية الأشياء الخطرة على شاشة التلفاز والتهدئة من روعهم، وإضاءة المنازل، وعدم ترك الأطفال ينامون لوحدهم.
كما دعا الأخصائي النفسي المواطنين الى  التعايش مع الظروف التي نمر بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق