الأحد، 3 أبريل 2011

الحصار والفقر يفتكان بأهالي قطاع غزة

غزة9-3-2011وفا- من زكريا المدهون
يقضي أبو محمد غراب من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة حوالي نصف يومه في عمله الجديد مقابل حصوله على مبلغ زهيد من المال لمساعدته على متطلبات معيشته الصعبة كما يقول. 
يعمل أبو محمد (50 عاماً) في احدى المقاهي منذ ساعات الصباح وحتى التاسعة مساءً مقابل عشرون شيقلاً (الدولار يعادل 3.6 شيكل).
"أقضي معظم وقتي في العمل لأعيل أسرتي المكونة من سبعة أفراد، بعضهم يدرسون في الجامعة وهم بحاجة الى مصاريف ومتطلبات كثيرة" قال أبو محمد.
  وتشير الإحصاءات  الى نسبة البطالة في قطاع غزة الساحلي (1.5 مليون نسمة) ارتفعت الى حوالي 40%.
ويعاني الغزيون من حصار تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة أعوام، الأمر الذي أدى الى تدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان.
وأشار أبو محمد الى ان معاناته تفاقمت منذ  بدء الحصار حيث انعدمت فرص العمل جرّاء اغلاق العديد من المصانع أبوابها، لافتاً الى أنه كان يعمل في صناعة البلاط والسيراميك.
وأظهرت تقارير محلية ودولية، أن ما نسبته 95% من مصانع قطاع غزة وعددها (4000) أما مغلقة أو مدمرة أو أصابها التلف والصدأ نتيجة الحصار الاسرائيلي.
في هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي عمر شعبان، أن إسرائيل تمنع دخول جميع المواد الخام  اللازمة للصناعة، مما سبب تعطل القطاعات الإنتاجية مما حرم مئات الآلاف من فرص العمل.
وأضاف، بعد الحصار توقفت مشاريع الأعمار التي كانت تحت التنفيذ وقدّرت قيمتها في حينه بمائتي مليون دولار، كذلك توقف قطاع النسيج والخياطة والذي كان يعمل به 35,000 عامل قبيل الإغلاق.
وشدد شعبان على أن ثلثي سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر وهم بالتالي ليس لديهم إمكانية الوصول للغذاء, و يعتمد 80% منهم على المساعدات الاغاثية, لذا فهم خارج القوة الشرائية  حيث لا يمتلكون المال الكاف للشراء.
وهنا يتساءل أبو محمد والتعب بادٍ على وجهه، هل يكفي مبلغ العشرون شيكلا لمصاريف البيت اليومية في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء، أم  لدفع رسوم الجامعات؟
وقال:"إنه يتلقى مساعدات تموينية "كابونة" من وكالة الغوث الدولية "أونروا" بين الفترة والأخرى، اضافة الى بعض المساعدات من الجمعيات الخيرية.
ويعتمد ألاف اللاجئين الفلسطينيين على المعونات الغذائية، وكذلك على العمل ضمن مشاريع البطالة التي تقدمها "الأونروا".                                         
وأظهرت نتائج بحث ميداني نشرها الجهاز المركزي للإحصاء نهاية العام الماضي، أن عدد المشاركين في القوى العاملة في قطاع غزة بلغ 315 ألف شخص، فيما بلغت نسبة المشاركة في القوى العاملة في القطاع 36،3%.
ولا يختلف حال أبو محمد كثيراً عن حال  فايز طومان العاطل عن العمل منذ بداية الانتفاضة، وهو يعتمد على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث الدولية.
طومان (48 عاما) الذي يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، يصف حاله بـ "المأساوي"، بسبب انعدام الدخل.
وقال:" منذ سنوات طويلة وأنا بدون عمل طرقت جميع الأبواب لكن دون جدوى".
وعن كيفية تدبيره لأمور يقول:" إنه بالأساس يعتمد على معونات "الاونروا" الغذائية لكنها لا تكفيه فهو بحاجة الى مصاريف والتزامات أخرى كثيرة. 
وأضاف طومان:"عندي سبعة أفراد هم بحاجة الى طعام وشراب وكسوة ورسوم مدارس وجامعات، وهذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة لا تتوفر لديه."
   وأوضح أنه قبل الانتفاضة كان يعمل داخل أراضي 48 ، لكنه منذ ذلك الوقت بدون عمل، وازداد وضعه سوءاً خلال الحصار المستمر على قطاع غزة.
ورأى أن إنهاء الانقسام هو السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل التي يعاني منها أهالي القطاع وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي السيئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق