الثلاثاء، 14 يونيو 2011

غزة: شاطئ البحر الملاذ الوحيد للمواطنين هربا من حرارة الجو

غزة 10-6-2011وفا- (زكريا المدهون)
اكتظ شاطئ البحر في غزة  من شماله حتى جنوبه بآلاف المواطنين هرباً من ارتفاع درجات الحرارة التي تسود المنطقة هذه الأيام، وكذلك مع بدء الإجازة الصيفية  لطلبة المدارس.
ويعتبر شاطئ البحر المتنفس الطبيعي الوحيد لأهالي قطاع غزة الساحلي (1.5 مليون نسمة)، الذين ما زالوا يعانون من الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ أربع سنوات.
فعلى شاطئ بحر السودانية شمال مدينة غزة، جلست أسرة المواطن حسن قاسم  من حي الشيخ رضوان، تتمتع بجمال البحر.
وقال قاسم الذي يعمل موظفا حكوميا: "في الإجازة الصيفية يعتبر شاطئ البحر متنفسنا الوحيد الذي نهرب إليه من حرارة الأجواء، وللتنفيس عن أنفسنا لساعات معدودة.
وأضاف وهو يجلس مع أفراد أسرته على رمل البحر، "في ظل الحصار لا يوجد مكان نقصده سو البحر الذي بات لا يتسع للمصطافين"، مشيرا الى آلاف المواطنين من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين ينتشرون على الشاطئ الشمالي لقطاع غزة.
ولا يخلو متر مربع واحد على طول الشاطئ من شماله حتى جنوبه من كتل بشرية  جاءوا ليلهوا ويتمتعوا بجمال البحر بعد أن سدّ الحصار الظالم جميع المنافذ في وجوههم.
وقال د. خالد دحلان أخصائي الأمراض النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية: "إن شاطئ البحر يعتبر الرئة الطبيعة الوحيدة لأهالي قطاع غزة... فهو بالمجان للأغنياء والفقراء."
وأضاف  دحلان في تصريح لـ"وفا": "أن المواطنين في القطاع يعانون من الحرمان ومن الخدمات الأساسية بسبب الحصار الإسرائيلي، ما يدفعهم الى الذهاب الى البحر للتخلص من حالة الاكتئاب والقلق والاضطرابات التي يعانون منها".
وقال قاسم:" تزداد أيام ذهابنا للبحر في الحر الشديد الذي يصاحبه انقطاع للتيار الكهربائي"، مؤكدا أن أسرته لا تستطيع الجلوس في المنزل من شدة الحر.
وانتقد قاسم سيطرة الكافيتريات والاستراحات على مساحة  واسعة من الشاطئ، حيث لم يتبقى للمواطنين الفقراء ومحدودي الدخل للجلوس على الرمال.
وتنتشر على طول شاطئ البحر عشرات الاستراحات التي يشتكي المواطنون أنها تحتل الشاطئ وتحرمهم من التمتع والجلوس على الرمال.
بينما يرد أصحاب هذه الاستراحات بالقول:"إنهم تأجروا هذه المناطق من البلديات بأسعار مرتفعة."
وقال أحد أصحاب هذه الاستراحات: "تأجرت هذه الاستراحة من 1-5 وحتى 13-10 بمبلغ 15000 دولار أمريكي.
من جهته عبر الطفل علي قاسم  (6سنوات) عن سروره الكبير لقدومه الى البحر...و قال:" أنا بحب السباحة في البحر لأنه مفش مكان تاني نلعب فيه".
عشرات الأطفال من أمثال علي كان يسبحون بمياه البحر، بينما كان آخرون يتسابقون ويبنون أشكالا مختلفة بالرمال.
وأضاف علي، "أروح إلى البحر تقريباً كل يوم خلال الإجازة مع أهلي حتى نسبح ونلعب ونفرح كتيرا".
بدوره قال محمد عطوة: "لدي أربعة أطفال لو أريد الجلوس في إحدى الاستراحات فهذا سيكلفني أكثر من مائة شيقل بين أكل ومشروبات وأجرة الجلوس"، مشيرا الى أنه موظف بسيط وراتبه قليل.
وتابع عطوة:"أحضر ما يلزمنا من طعام وشراب ونقوم بالجلوس على الشاطئ إلا أننا في أحيان كثيرة نتعرض للمضايقات من أصحاب الاستراحات.".
وأضاف "البحر هو المكان الوحيد الذي نروح به لعدة ساعات عن همومنا ومشاكلنا ومشاغلنا اليومية."

وشدد الدكتور دحلان على أن البحر هو مكان للترفيه والتخفيف من عناء النفس للكبار والصغار، مشيراً الى أن النظر للبحر وملامسة مياهه والاستحمام بها أو التأمل بالبحر هو بمثابة علاج نفسي للناس الذين مروا وما زالوا يمرون بظروف نفسية صعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق