الأربعاء، 30 مارس 2011

في غزة... "التوك توك" وسيلة للتغلب على البطالة.

غزة 26-3-2011وفا- من زكريا المدهون
يقود الشاب محمود (30 عاماً) دراجة نارية بثلاث عجلات أو ما يعرف باسم "التوك توك" في أحد أسواق مدينة غزة، يعرض عليها أصنافاً مختلفة من الأدوات المنزلية، في محاولة منه للتغلب على البطالة التي يعاني منها منذ سنوات.
 في سوق الشيخ رضوان الشعبي القريب من مدينة غزة، التف بعض المواطنين حول الدراجة النارية لشراء أدوات منزلية يحتاجون إليها بأسعار أرخص مما تباع في المحال كما يقول محمود الذي ارتسمت على وجهه الفرحة.
محمود ذو  البشرة السوداء يقول:" إنه خريج جامعي أضطر لشراء هذه الدراجة النارية بمساعدة والده وبالدّين من بعض الأقارب ليبيع عليها ما يتوفر لديه من بضاعة وسلع لعلها تساعده على توفير تكاليف الزواج المرتفعة جداً".
وتنتشر في قطاع غزة الآلاف من الأنواع المختلفة من "التوك توك" والتي لجأ اليها المواطنون لا سيما الشبان منهم لمساعدتهم في التغلب على ضنق المعيشة والفقر المدقع المنتشر في القطاع الساحلي الضيق.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من خطورة ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة الى 50% وتدني مستوى الأجور.
وتقدّم "أونروا" مساعدات نقدية وتموينية لآلاف الأسر الفلسطينية في قطاع غزة، في ظل الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ أربع سنوات.
وفي هذا الصدد، يؤكد الشاب محمود أنه اشترى هذه الدراجة النارية لعدم مقدرته على الحصول على وظيفة منذ تخرجه من الجامعة قبل ثماني سنوات، أو حتى أية فرصة عمل في أي مجال.
 واضاف أنه يقوم بالتجوال في "التوك توك" في جميع أسواق مدينة غزة خاصة وأن أسعار "البنزين" المصري المهرب رخيصة، ما يساعده على الربح، مشيراً الى  أنه قد يبيع في اليوم الواحد بخمسين شيقل (الدولار يعادل 3.6 شيكل).
وتابع الشاب الثلاثيني ساخرا: "لعل هذا العمل الجديد يساعدني على توفير تكاليف الزواج المرتفعة جدا والتي تصل الى عشرة الاف دينار أردني".
هناك وظائف أخرى لـ "التوك توك" غير الذي يمتهنها محمود، فالشاب محمد عبد اللطيف (22 عاماً) حوله الى وسيلة لنقل البضائع والمواد التموينية والعفش للمواطنين والتجار على حد سواء.
محمد الذي يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كتب رقم هاتفه النقال على "التوك توك" واستعداده لتوصيل جميع طلبات المواطنين.
وبعد أن حمد الله على هذا العمل، قال: "أساعد أسرتي في تدبير أمورها الاقتصادية خاصة أن والدي مريض ولا يقدر على العمل، وأنا أكبر أخوتي".
وأضاف محمد قمت بشراء هذا "التوك توك" بأكثر من ألف دولار أمريكي بالتقسيط من أحد التجار، عسى أن يعيننا على تدبر أوضاعنا المعيشية السيئة".
وقال كريستوفر جانس الناطق الرسمي باسم وكالة غوث الدولية في تصريحات سابقة: "إن نسبة البطالة ارتفعت في قطاع غزة في الربع الثاني من عام 2010 من 44.3 % إلى 44.5 % في الربع الثالث من نفس العام".
وحذر المسئول الأممي، من أن مجتمعا تبلغ فيه نسبة البطالة حوالي 50 % يصل إلى حافة الانهيار.
وأوضح محمد:" إنه يعمل حسب الطلب، وأحيانا أخرى أثناء توزيع "الأونروا" والشئون الاجتماعية المواد التموينية على المحتاجين، مشيراً الى أن المواطنين باتوا يفضلون "التوك توك" على عربات الكارو التي تجرها الحمير لسرعتها ونظافتها.
وأثناء حديثي مع محمد رنّ هاتفه النقال، وقال: "أحد الزبائن يريد توصيله وانطلق مسرعاً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق