الجمعة، 25 ديسمبر 2015

مجموعة تقارير عن الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 وتداعياتها وعن الحصار


20طن متفجرات لكل شهيد في قطاع غزة غزة 11-7-2014 وفا-زكريا المدهون قضت ألفا طن من المتفجرات اسقطتها اسرائيل على قطاع غزة خلال اربعة ايام من العدوان المتواصل على أكثر من مائة مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، أي بمعدل 20 طنا لكل شهيد من ناحية حسابية. واسقطت اسرائيل هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات على قطاع لا تزيد مساحته عن 365 كيلومترا مربعا ويعد الاعلى كثافة سكانية في العالم، ما تسبب في ابادة عائلات بأكملها مثل عائلات كوارع وحمد والحاج وغيرهم، ومن بين الشهداء 25 طفلا بعضهم لم يتجاوز العام. ويهاجم جيش الاحتلال بمختلف قطاعته 'الجو والبر والبحر' قطاع غزة بمعدل غارة كل أربع دقائق ونصف. وقال حسن قاسم، من اهالي حي الشيخ رضوان جنوب مدينة غزة، 'لا يسمع في غزة إلا أصوات الانفجارات المتتالية والتي من كثرتها أصبحنا لا نعرف الأماكن التي تستهدفها'. وأضاف، 'في غزة لا تسمع الا القصف ولا تشاهد الا الدم والاشلاء والدمار والخراب'، متسائلا بتهكم عن هذا الاحتلال الذي وضع الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين في 'بنك أهدافه'. ويتساءل قاسم أيضا هل سيارات البلديات ومقار الاسعاف والمنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية هي الأخرى في ضمن أهداف البنك الاسرائيلي. أسرة قاسم تركت منزلها بعد قصف منزل أحد جيرانهم قبل يومين، واصفا تلك الليلة بـ'الكابوس'. وأضاف 'المنطقة ضربها زلزال، بيتي الخرساني المكون من عدة طبقات أرتج من شدة القصف وكذلك بقية المنازل المجاورة التي هرع قاطنوها ناجين بأرواحهم الى الشوارع. وبعد القصف، 'سحب من الغبار والدخان غطت المكان وتطايرت الحجارة الى مساحات بعيدة' هكذا وصف قاسم مشهد تلك الليلة المرعبة، مؤكدا أن أطفاله وبقية أطفال الحي المكتظ بالسكان أصيبوا بالهلع والخوف. وبلغ عدد المنازل المستهدفة والمتضررة في قطاع غزة منذ بداية العدوان، أكثر من 8000 منزل حسب ما اعلن وزير الأشغال والإسكان مفيد الحساينة. وأوضح في تصريح صحفي اليوم الجمعة، إن نحو 282 وحدة سكنية دمرت بشكل كلي و8910 تضررت بشكل جزئي 260 منها لا تصلح للسكن. وشنت قوات الاحتلال 1874 هجوما على القطاع خلال اربعة ايام، وزعت ما بين 1288 غارة جوية و344 قذيفة بحرية و242 قذيفة مدفعية على ما أفاد المرصد الأورومتوسطي. ورأى مركز الميزان لحقوق الانسان، أن استهداف المدنيين على هذا النحو أمر خطير يفرض على المجتمع الدولي، ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة التحرك العاجل لحماية المدنيين، ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتفعيل أدوات الملاحقة والمسائلة عن هذه الجرائم. وشدد المركز، على ان المدنيين الفلسطينيين عموماً والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي عن مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكأن زلزالا ضرب المنطقة.. رائحة الموت والبارود تنبعث من منزل عائلة البطش غزة13-7-2014وفا- زكريا المدهون تحاول آلية ثقيلة بصعوبة رفع كتل وأعمدة خرسانية كبيرة علها تعثر على جثث تحت أنقاض منزل عائلة البطش الذي سوته مقاتلة حربية فجر اليوم الأحد بالأرض ما أدى الى استشهاد ثمانية عشر مواطنا واصابة أكثر من أربعين آخرين. في منطقة الشعف شرق حي الشجاعية، يجتهد رجال الدفاع المدني ومتطوعون في البحث بين الأنقاض علهم يجدون جثة لأحد الشهداء بعدما فقدوا الأمل بوجود أحياء. المشهد في المنطقة المنكوبة بدا مختلفا تماما، وكأن زلزالا ضرب المنطقة كما يصف شهود عيان من سكان الحي ما حصل. عمارة سكنية مكونة من عدة طبقات أصبحت في لحظة أثرا بعد عين، منازل مجاورة نالها هي الأخرى نصيبا من الدمار والخراب. سحب الغبار تملأ المكان مع كل ضربة تقوم بها آليات ثقيلة ترفع الأنقاض لوضعها في شاحنات كبيرة. وما زاد من أعداد الشهداء والمصابين هو تزامن القصف مع خروج المصلين من مسجد مجاور بعد انتهائهم من أداء صلاة التراويح. 'أعتقدنا في البداية أن زلزالا ضرب المنطقة'، قال سامي البطش أحد أقرباء العائلة المستهدفة. وأضاف وهو يحبس دموعه بصعوبة،'اهتزت المنطقة وأعتقد أن بيتي سقط على رأسي وأخذ كل من في البيت بالصراخ.' وتابع البطش الذي يبعد بيته مئات الأمتار عن المكان المستهدف،'خرج الجيران بعد ذلك من منازلهم للنجاة بأرواحهم... وحينها عرفوا أن قنابل الطائرات هي التي زلزلت منطقتهم.' وأكد، على أن رائحة الموت انتشرت بالمكان... وكدنا نختنق من كثافة الغبار المنبعث من المنطقة. وأضاف، 'كانت الفاجعة وهول الموقف مما شاهدته... العمارة سويت بالأرض واخذ المواطنون والمسعفوفون بانتشال الجثث المتفحمة والمقطعة للأطفال والنساء والشيوخ.' 'صراخ وعويل وتكبير وبكاء من شدة المجزرة وقساوة المشهد'، قال البطش، مؤكدا أنه لم ير طوال حياته بشاعة مثل ما شاهده اليوم. بدوره، أكد أبو حماده عبده من سكان منطقة الشعف التي استهدفها القصف، أن الانفجار كان قويا جدا هزّ الحي بأكمله. وأضاف، 'زجاج نوافذ المنازل التي تبعد عن المكان المستهدف مئات الأمتار تحطم وتطاير فما بالك بالمنازل الملاصقة والقريبة. وتابع، النيران اشتعلت في المكان والحجارة تطايرت الى مئات الأمتار وساد المنطقة حالة من الرعب والخوف لحظة سماع الانفجار. المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ومقره مدينة غزة أكد أن ما أن قصف منزل عائلة البطش هو ' جريمة بشعة تضاف إلى سجل الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال خلال هذا العدوان.' وشدد المركز على أنه تم قصف منزل سكني يعود بدون سابق انذار، وأثناء خروج المصلين من مسجد قريب من المنزل، بعد تأدية صلاة العشاء، الأمر الذي أوقع 18 شهيدا من نفس العائلة، فضلاً عن مقتل جنين في بطن امه، وعشرات الجرحى. وأعلن وزير الاشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أن عدد البيوت المدمرة كلياً بلغ 292 منزلاً، و283 أصبحت غير صالحة للسكن، وآلاف المنازل تضررت بشكل جزئي. ـــــــــــــــــــــ أصوات الانفجارات تبدد سكون ليل غزة غزة 14-7-2014 وفا- زكريا المدهون يبدد هدير الطائرات والانفجارات العنيفة سكون الليل في قطاع غزة، ويقض مضاجع الآمنين، ويدمر البيوت على رؤوس ساكنيها. منذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، كثفت قوات الاحتلال غاراتها الجوية بعد منتصف الليل ووقت السحور، فيضطر الكثير من السكان على الاستيقاظ مجبرين حتى ساعات النهار. بعد أداء صلاة التراويح تخف الحركة في الشوارع، ويلتزم المواطنون بيوتهم أو يجلسون على مسافة قريبة منها يتابعون أخبار العدوان عبر الإذاعات المحلية. وفي المناطق الحدودية والمهددة بالاجتياح البري من قبل الاحتلال، يلتزم المواطنون بيوتهم مع حلول الظلام. أحمد المقيد من سكان جباليا شمال قطاع غزة، أكد أن العدوان الإسرائيلي يشتد خلال ساعات الليل، مشيرا إلى أن 'أصوات الانفجارات الناتجة عن الغارات الجوية تهز بيوتنا وتنشر الهلع والخوف بين صفوف الأطفال'. وأضاف: 'الانفجارات قوية جدا وتصدر أصواتا مرعبة وخاصة عندما تكون قريبة'، لافتا إلى أنه لا ينام في ساعات الليل منذ بداية العدوان تحسبا لوقوع أي طارئ لأن الاحتلال لا يفرق بين أحد، 'فالكل مستهدف'. وشدد المقيد على أن مجازر الاحتلال خلال عدوانه الغاشم غالبيتها وقعت في ساعات الليل، مشيرا إلى مجزرة عائلة البطش التي وقعت في المساء وتزامنت مع خروج المصلين من المسجد. وأكد أنه لا يتأخر كثيرا خارج منزله في ساعات الليل ولا يخرج إلا للضرورة القصوى، خوفا من غدر طائرات الاحتلال. وتزداد مخاوف المواطنين المجاورين لمنزل قد هدد بالاستهداف من قبل قوات الاحتلال، بيد أنهم يخلون بيوتهم خلال دقائق معدودة قبل عملية القصف التي تدمر المنطقة بالكامل. وعبر المواطنون القاطنون بالقرب من شواطئ بحر غزة، عن خشيتهم من ارتكاب زوارق الاحتلال الحربية التي تكثف قصفها في ساعات الليل مجازر بحقهم. وقال أبو مهند العريني الذي يقطن قريبا من البحر في مخيم الشاطئ للاجئين، إن الزوارق الحربية تقوم بعمليات قصف عنيفة كل ليلة. وأضاف أن صوت الانفجارات القوية تهز أركان بيته وجميع بيوت جيرانه، مشيرا إلى تخوفه من ارتكاب تلك الزوارق مجزرة بحق المواطنين الآمنين، خاصة أن بيوت المخيم متلاصقة وضعيفة غالبيتها من 'الاسبست'. ـــ الناجحون في غزة..أصوات الانفجارات بدلا من الألعاب النارية غزة 15-7-2014 وفا- زكريا المدهون غابت أصوات الألعاب النارية عن مدينة غزة احتفاء بالناجحين بالثانوية العامة، وحل بدلا منها أصوات انفجارات القنابل التي تلقيها الطائرات الحربية الاسرائيلية. تلقت أسرة أمجد حماد خبر حصوله على معدل (84%) في الفرع العلمي بفرحة منقوصة، واقتصرت فقط على تقديم التهاني والتبريكات من الوالدين والأشقاء اضافة الى الأعمام بواسطة الهاتف. وبعد أن حمد الله على نجاحه، قال أمجد الذي يقطن مدينة الزهراء جنوب غرب مدينة غزة: 'كيف أحتفل بنجاحي وأبناء شعبنا يستشهدون والبيوت تقصف وتهدم على رؤوس سكانها.' وأهدى أمجد تفوقه الى أرواح الشهداء، مؤكدا أنه سيدرس الطب ليقوم بمعالجة أبناء شعبه الذين يتعرضون للقتل من قبل قوات الاحتلال. بدوره، شدد والد أمجد، على أنه فرح بنجاح ابنه، وفي نفس الوقت حزين على رحيل آلاف الشهداء والجرحى، مؤكدا أن الاحتلال سرق الفرحة من قلوبنا، لكن كل ذلك يهون أمام تضحيات الشهداء والجرحى. وفي السنوات الماضية كانت الاحتفالات تعم جميع محافظات غزة، وتطلق الألعاب النارية بالهواء وتسمع أصوات الزغاريد وتوزع الحلوى، لكن هذا العام بات المشهد مختلفا تماما فلا يسمع في غزة صوت انفجارات القنابل الناتجة عن الغارات الاسرائيلية. وقال أحد المواطنين: 'إن إبنة جيرانه حصلت على معدل 92%، ولم يعرف أنها متفوقة الا عن طريق 'الإنترنت' رغم ملاصقة بيته لبيتهم. وقال: 'قدمت التهاني لجاري عن طريق الهاتف مراعاة للظروف الراهنة جرّاء العدوان الإسرائيلي.' بدورها، لم تحتفل أميرة الحلاق من سكان حي الشيخ رضوان شرق مدينة غزة، بنجاحها هذا العام مثلما احتلفت شقيقتها بنجاحها العام الماضي. وأضافت:'فرحتي غير مكتملة كباقي زميلاتي لأن الحزن والألم والجراح تخيم على أرجاء محافظات الوطن.' وتابعت:'كنت أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر بعد أن اجتهدت وسهرت الليالي، لكن قدّر الله وما شاء فعل.' وتقسم والدة أميرة:'إن فرحتهم ناقصة واقتصرت فقط على أهل البيت والأعمام بدون أية مظاهر.' ولا يختلف حال عدي الهندي عن حال أميرة، فالفرحة غابت عن بيته رغم نجاحه في الفرع العلمي، مؤكدا أن نفسيته غير مهيأة للفرحة والاحتفال بنجاحه، بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى. ويلف محافظات غزة من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا حالة من الحزن والآسى على أرواح الشهداء والجرحى. وتشن قوات الاحتلال منذ اسبوع عدوانا بريا وبحريا وجوياً، أسفر عن استشهاد 192 مواطنا، واصابة حوالي الألفين، وتدمير مئات المواطنين. ــــــــــ اسرائيل تحرم أطفال عائلة بكر من إكمال اللعب غزة 16-7-2014 وفا - زكريا المدهون امتزجت دماء إسماعيل ومحمد وزكريا وعاهد عصر اليوم الأربعاء، برمال بحر غزة البيضاء، بعد أن حرمهم زورق إسرائيلي من إكمال اللهو بكرة القدم. الأطفال الأربعة أخوة وأبناء عم من عائلة بكر أكبرهم عشرة أعوام، ذهبوا إلى شاطئ البحر القريب من منازلهم للهو والاستمتاع برمال البحر ولعب كرة القدم، معتقدين أنهم سيكونون بأمان هناك. كاميرات قريبة كانت مثبتة بالمكان فضحت تلك الجريمة البشعة التي لم ترحم براءة هؤلاء الأطفال وحلمهم بمستقبل أفضل بعيدا عن القتل ونزيف الدم. طاردت القذائف الإسرائيلية رغم علم من قتلهم بأنهم أطفال، ولم يتوقف إطلاق القذائف إلا بعد استشهاد الأطفال الأربعة وإصابة العديد من زملائهم بجروح مختلفة. حالة من الغضب سادت أوساط المواطنين استنكارا لهذه الجريمة البشعة التي طالت أطفالا بعمر الزهور. وأثناء تشييع الأطفال الأربعة صرخ أحد أقربائهم قائلا:'ما ذنب هؤلاء الأطفال هل هم إرهابيون أو هم ضمن بنك الأهداف' الإسرائيلي؟'. وتابع وهو يحاول حبس دموعه: 'ذهبوا للعلب على شاطئ البحر... فعادوا أشلاء مقطعة.' وتساءل: 'أين العالم من هذه الجرائم؟، أليس من حق أطفالنا أن يعيشوا بأمن وأمان كباقي أطفال العالم؟'. وهتف المشيعون بغضب ضد الاحتلال وجرائمه التي تطال البشر والحجر والشجر. وعصر اليوم استشهدت طفلة بعمر الزهور بقصف إسرائيلي في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وتتعمد قوات الاحتلال استهداف الأطفال، حيث استشهد خلال العدوان الاسرائيلي المستمر منذ عشرة أيام، أكثر من أربعين طفلاً وجرح المئات منهم. -------------- تفاقم الازمة الانسانية في قطاع غزة مع تواصل العدوان غزة 19-9-2014 وفا- زكريا المدهون يعيش سكان قطاع غزة أزمة انسانية صعبة للغاية، لا سيما القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية التي تنفذ فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي عملية برية منذ ثلاثة ايام. ويعتبر الاجتياح البري هو الأكثر دموية بحق سكان القطاع منذ بدء العدوان الاسرائيلي قبل 12 يوما الأمر الذي ادى حتى اليوم الى استشهاد وجرح المئات. ومنذ اليوم الاول لعمليتها البرية، دمرت قوات الاحتلال بشكل متعمد خطوط الكهرباء المغذية لمناطق واسعة من القطاع ما أدى الى غرقها بظلام دامس. أحد سكان بيت حانون شمال القطاع، قال في اتصال هاتفي مع 'وفا': 'نعيش أوضاعا سيئة للغاية لا يوجد ماء ولا كهرباء منذ ثلاثة أيام.' وأضاف، 'تحولت بيت حانون الى ساحة قتال والى مدينة أشباح لا يسمع فيها الا أصوات الانفجارات'، مشيرا الى أن قوات الاحتلال فجرت بيته وهو متواجد حاليا مع أفراد اسرته في منزل أحد جيرانه. وشدد على أن المدفعية الاسرائيلية تطلق قذائفها بعشوائية، ما أدى الى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين، وتدمير العشرات من المنازل أيضاً. وأطلق ذلك المواطن صرخة استغاثة الى المؤسسات الدولية الى تقديم يد العون والمساعدة وتوفير الماء والدواء لأطفالهم. ولا يختلف الوضع في شمال قطاع غزة عن شرقه، فالوضع الانساني والميداني فيها سيئ هو الآخر، فانفجارات القذائف وفوانيس الانارة التي تطلقها قوات الاحتلال خلال الليل تضيء عتمة غزة. مناطق واسعة في حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، والبلدات الواقعة شرق محافظة خان يونس جنوبا وكذلك جاراتها رفح وخان يونس، لا يوجد فيها كهرباء ولا ماء. ويقول سكان يقطنون تلك المناطق في اتصالات مع 'وفا':'إن أوضاعهم صعبة للغاية فلا يوجد كهرباء ولا ماء صالح للشرب وكل من يخرج من بيته أو حتى الجالس فيه تلاحقه قذائف المدفعية. وتابعوا: 'اضافة للقصف العشوائي من المدفعية نتعرض لغازات غريبة ترشها قوات الاحتلال لإجبار السكان على اخلاء منازلهم'. وأضافوا، 'القذائف العشوائية تنهمر علينا خاصة خلال ساعات الليل كالمطر، فلا نعرف أين نختبئ نحن وأطفالنا من شدة القصف؟' وناشدوا الضمائر الحية في العالم، التدخل الفوري لوقف العدوان الغاشم الذي لا يفرق بين البشر والشجر والحجر. وفي باقي مدن غزة، الأوضاع الانسانية صعبة على صعيد توفر الماء والكهرباء، حيث تغرق مناطق واسعة من المحافظة في ظلام دامس، ويعانون من انقطاع المياه خاصة سكان الابراج والبنايات المرتفعة. كما يعاني قاطني تلك الابراج والمباني من الصعود الى شققهم سيما المرضى وكبار السن لتوقف المصاعد عن العمل، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. منظمات حقوق الانسان التي تنشط في قطاع غزة، تؤكد أن قوات الاحتلال ترتكب جرائم ضد الانسانية، ومخالفة لكل المواثيق والمعاهدات الدولية. وشددت تلك المنظمات، على أن تللك القوات تواصل منذ عدوانها أعمال قصفها الجوي والبري والبحري، مستهدفة مزيدا من المنازل السكنية، والمنشآت المدنية، موقعة مزيدا من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جثث الشهداء في الشوارع.. 'مجزرة الشجاعية' تنكأ جراح الفلسطينيين غزة 20-7-20147 وفا- جثث وأشلاء ملقاة في الشوارع لأطفال ونساء ورجال ومسنين.. و'برك' من الدماء هنا وهناك.. بيوت دمرت على رؤوس قاطنيها، سيارات محترقة بينها مركبات اسعاف، اشجار اقتلعت وحجارة أعمدة من الخرسانة والباطون تملأ الشوارع، كلها مشاهد أعادت شعبنا 31 عاما الى الوراء، مذكرة إياهم بمجزرة صبرا وشاتيلا، لكن اليوم بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. فجع المسعفون وفرق الانقاذ والطوارئ والصحفيون من مشاهد الموت والدمار التي رأوها خلال الاتفاق على وقف اطلاق النار لمدة ساعتين في حي الشجاعية للسماح لفرق الاسعاف والطوارئ من انتشال جثث الشهداء والجرحى الذين قدر عددهم بالمئات. نساء ورجال وأطفال يهرعون بالشوارع وهم يبكون من هول ما شاهدوه من قتل ورعب ودمار خلال الليل الفائت، حيث كانت قذائف المدفعية لا ترحم أحدا. أحد الشبان الناجين من المجزرة وهو يساعد قريب له على السير يقول للصحفيين'اذهبوا هناك دمروا الدار على رؤوس اصحابها فيها 14 شهيدا تحت الحجارة.' جثث ملاقاة لنساء وأطفال ومسنين في الشوارع والى جوارها برك من الدماء، بيوت لم ترحم قاطنيها قذائف المدفعية التي كانت تنهمر عليهم كالمطر بمعدل ثلاث قذائف بالدقيقة. حجارة وأعمدة من الباطون والخرسانة تتناثر بالشوارع وأشجار اقتلعت من جذورها، فيما دمرت المحال التجار والورش وبعض المصانع. يحاول الناجون من المجزرة البحث عن مكان أكثر أمنا وهم يغادرون منزلهم خلال فترة وقف اطلاق النار. رائحة البارود والموت تنبعث في شوارع حي الشجاعية المكتظ بالسكان، وما زالت سحب الدخان الأسود تنبعث من المكان بعد استئناف قوات الاحتلال لعمليات القصف الوحشي بعد انتهاء مدة وقف اطلاق النار. واكتظت ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعشرات جثث الشهداء، ما أضطر الى وضع جثث شهداء آخرين على الأرض. لم ترحم قذائف الاحتلال وطائراته التي شاركت بالمجزرة سائقي الاسعاف الذين حاولوا ليل أمس، التقدم لانتشال الشهداء واسعاف الجرحى رغم التنسيق المسبق مع اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر، ما أدى الى استشهاد ضابط اسعاف بعد تدمير سيارته بالكامل. أبو محمد رجل مسن بالسبعين من عمره، وصف ما حدث بحي الشجاعية ب'المجزرة البشعة'، مشيرا الى استشهاد العشرات من جيرانه بسبب القصف العشوائي. وشدد على أنه نجا وأسرته وأحفاده من الموت بأعجوبة، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني يتعرض منذ النكبة لمذابح من قبل اسرائيل بدون أن يسألها أحد. وأضاف، الآن أبحث عن مكان أكثر أمنا للجوء اليه، منوها الى أنه لا يوجد مكان أمن بغزة فكل مكان مستهدف من قبل الاحتلال. واخترقت قوات الاحتلال فترة وقف اطلاق النار، واستهدفت برصاصها وقذائفها فرق الاسعاف والمنقذين والصحفيين. آلاف المواطنين الناجين من المجزرة توجهوا الى بيوت لأقربائهم ربما تكون أكثر أمنا، بينما آخرون ذهبوا الى مراكز الأيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، والى مدارس حكومية لعدم استيعاب مدارس الوكالة للزيادة في أعداد النازحين. وفي هذه الصدد، قالت 'الأونروا': إن أكثر من 61000 شخصا طلبوا الأمن والأمان في مراكزها المخصصة كمأوى للنازحين والمشردين من بيوتهم وإحيائهم وهو يفوق عدد الذين نزحوا قبل خمس سنوات خلال الاجتياح الأخير. من جانبها، رأت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، أن ما حصل في حي الشجاعية' جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وشكلاً من أشكال الإبادة الجماعية تقترفها دولة الاحتلال بحق السكان المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة.' وطالب الهيئة في بيان صحفي:' المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري والجاد لوقف المجازر البشعة والجرائم التي يتم اقترافها في قطاع غزة، وما يسفر عنها من عمليات تهجير ونزوح جماعي لآلاف سكان المناطق الحدودية وتشريدهم من منازلهم. وحذرت من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي والقصف الجوي والبري والبحري، واستمرار الحصار الخانق للقطاع، وكل ذلك على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وفي ظل صمت دولي رسمي فاضح. كما طالبت الهيئة، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري وللضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم الاحتلال واتخاذ الإجراءات لملاحقة مقترفيها وضمان الحماية الدولية للمدنيين العزل وإنهاء عدوانها وحصارها وحقن دماء الأبرياء. ـــــــــــــــــــــــــــــــ نازحو غزة.. صمود رغم شُح الخدمات ونُدرتها غزة21-7-2014وفا- زكريا المدهون في ساحة احدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' غرب مدينة غزة، كان أطفال يلهون بكرة السلة، بينما رجال من مختلف الأعمار يستلقون على الأرض أو يجلسون على مقاعد دراسية أسفل شجرة وارفة. المكان تحول الى ما يشبه 'مخيمات النازحين' الذين يهربون من منازلهم وقت الحروب والصراعات بحثا عن أماكن أكثر أمناً، جلهم جاء من مناطق شمال قطاع غزة. يقول 'النازحون': إنهم تركوا منازلهم منذ بداية العدوان خوفا على حياتهم وحياة أطفالهم، بعد تلقيهم تهديدات بالقتل والقصف من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. حماده زايد (20 عاماً) هرب هو وأفراد أسرته المكونة من خمسة عشر فردا الى مدارس الوكالة غرب مدينة غزة. وقال زايد من سكان منطقة السلاطين شمال القطاع لـ 'وفا': 'منذ أسبوع هربنا من منازلنا بعد القصف العشوائي لمنازل المواطنين.' وأضاف، لم نتمكن من أخذ احتياجاتنا الضرورية وهربا فقط بأرواحنا رجالا ونساء وأطفال وشيوخا. وخلال تجوال 'وفا' في ساحة المدرسة اشتكى مواطنون من تدني الخدمات المقدمة لهم وخاصة من جهة 'الأونروا' التي تحتضنهم بمدارسها على حد قولهم. وأشار زايد، الى قلة الطعام المقدم لهم وهو عبارة عن معلبات من 'التونة' يفطرون عليها خلال شهر رمضان المبارك، اضافة الى عدم كفاية الأغطية والفراش وعدم توفر المياه الصالحة للشرب. من جهته، ترك ناصر جبر (50 عاماً) هو الآخر منزله في منطقة السلاطين، بعد قصف الاحتلال لمنزلهم. وأضاف، 'لم أجد الا هذه المدرسة أنا وأفراد اسرتي المكونة من أربعين شخصا'، مشيرا الى أنهم يتلقون معونات غذائية من وكالة الغوث لكنها ليست كافية. وتقدّر 'الأونروا' عدد النازحين الى مدارسها منذ بدء العدوان الاسرائيلي بأكثر من 80 ألفاً موزعين على 61 مدرسة، مشيرة الى أنها أطلقت نداء استغاثة الى الممولين العرب والدوليين لتقديم الدعم لها لإغاثة النازحين. وأشارت الوكالة إلى أن احتياطي المواد الطارئة لديها كالبطانيات وخلافه على وشك النفاد والحال كذلك للمواد الغذائية، وأنه تم توفير بعض الدعم المادي لتأمين كميات حيوية من الغذاء والسلات الغذائية والماء والبطانيات للصائمين، وأن الجهود المكثفة جارية لتأمين كميات أكبر من خارج القطاع. وفتحت أبواب المدارس الحكومية أبوابها أمام النازحين من المناطق الشرقية لمدينة غزة وتحديدا حيي الشجاعية والزيتون. بدوره، قال عبد الكريم الريزي (60 عاماً): إنه جاء من شمال غرب غزة وتحديدا بالقرب من 'المدرسة الأمريكية' التي تشهد قصفا عنيفا من قبل طائرات الاحتلال والزوارق الحربية. وتابع: الريزي، 'آلاف السكان تركوا المنطقة وتوجهوا الى مدارس الوكالة دون أن يأخذوا أي شيء معهم، لافتا الى أن زوجة أبنه أنجبت الليلة الماضية وهي بحاجة الى عناية ورعاية خاصة لها ولطفلها. وأضاف ينام كل أربعة أشخاص من الرجال على فرشة واحدة في ساحة المدرسة، بينما الفصول الدراسية خصصت للنساء والأطفال حيث يضم كل فصل أكثر من أسرة. وسأل الريزي الله سبحانه وتعالى أن ينتهي العدوان ويعود الى بيته ويعيش كباقي سكان العالم بأمن وراحة بال. ـــــــــــــ جرائم الاحتلال تلاحق أطفال غزة في منامهم غزة 22-7-2014 وفا- زكريا المدهون تهرع أم أحمد الخطيب عند سماعها دوي الانفجارات العنيفة الناتجة عن القصف الإسرائيلي الى أطفالها الثلاثة، وتحتضنهم وتصطحبهم الى مكان أكثر أمنا في البيت حفاظا على سلامتهم. 'قوات الاحتلال تقصف منازل وبيوت المدنيين دون سابق إذار وبشكل عشوائي الكل بات مستهدفا.' تقول الخطيب التي تقطن مدينة غزة. وأضافت 'أخاف على أطفالي من القصف الاسرائيلي الذي طال آلاف الأطفال دون رحمة أو شفقة'، مشيرة الى أن أطفالها وهم بنتان وولد تنتابهم حالة من الهلع والخوف عند سماع أصوات القصف ويأخذون بالصراخ والبكاء'. وتقدّر مصادر طبية وحقوقية عدد الأطفال الشهداء بأكثر من 151 طفلا وحوالي ألف جريح. وأشارت الخطيب إلى ما حصل الليلة الماضية لأسرة الكيلاني بعد قصف برج سكني في مدينة غزة، ما أدى الى استشهاد خمسة أطفال ووالديهم. وكشفت أنه ينتاب أطفالها حالة نفسية سيئة أثناء النوم، حيث يستيقظون مفزوعين خائفين وهم يصرخون بأصوات مرتفعة. وقتلت قوات الاحتلال بشكل متعمد خلال عدوانها أربعة أطفال كانوا يلهون على شاطئ بحر مدينة غزة، وآخرين كانوا يلهون فوق سطح منزلهم. وأعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن ثلث الشهداء هم من الأطفال وأن أكثر من نصفهم تقل أعمارهم عن 12 عاما. ومنذ بدء العدوان على القطاع قبل خمسة عشر يوما، أبادت قوات الاحتلال عائلات بكامل أفرادها غالبيتهم من الأطفال مثل أطفال عائلات: الكيلاني، والقصاص، وبكر، والحلاق، وأبو جامع، وكوارع، وغيرها الكثير. من جانبه، أكد عصام المقيد من شمال قطاع غزة، أن أطفاله الخمسة تنتابهم حالات من القلق والخوف بسبب استمرار قوات الاحتلال باستهداف الأطفال بدون أي سبب وبشكل عشوائي. وأضاف المقيد الذي يقطن في منطقة تل الزعتر القريب من مخيم جباليا، 'عندما تقوم الطائرات بقصف منزل أو هدف بالقرب من منزلنا تسيطر حالة من الفزع والخوف على أولادي الصغار الذي يهرعون إليّ أو إلى أمهم.' وتابع: 'أحاول أنا وزوجتي قدر الإمكان التخفيف عنهم وطمأنتهم وحمايتهم'، لافتا الى أنه عند قدوم الليل تزداد مخاوف أطفاله في ظل اشتداد عمليات القصف. وطالب المقيد، بحماية أطفال غزة من أعمال القتل المتعمدة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. وتتهم منظمات حقوق الإنسان، قوات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين العزل مخالفة كافة المواثيق والأعراف الدولية. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار قوات الاحتلال باستخدام سياسة العقاب الجماعي ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية، التي تكفل حماية المدنيين في أوقات الحرب. وشدد المركز على أن قصف المنازل والمنشآت المدنية بهذا الشكل العشوائي وبدون سابق إنذار هو جريمة حرب بشعة تضاف إلى سجل الجرائم التي باشرت حكومة الاحتلال باقترافها منذ بداية العدوان والتي تنذر بسقوط المزيد من الضحايا وإبادة عائلات بأكملها. ــــــــــــــــــــــــــ غزة تتقاسم الوجع ورغيف الخبز غزة 24-7-2014وفا- زكريا المدهون تّبرع طفل من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ببعض ملابسه لأطفال من حي الشجاعية يتواجدون في ساحات مستشفى الشفاء، بعد أن أجبرهم العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ أكثر من سبعة عشر يوما على ترك منازلهم والنجاة بأرواحهم. الطفل أحمد الحلبي حمل ملابسه وقدمها لنشطاء يقومون بجمع التبرعات المختلفة لإغاثة أهالي حي الشجاعية الذين أخذوا مستشفى الشفاء ملاذا لهم. وقال الحلبي (12عاماً):' أعطيت ملابسي لأطفال الشجاعية لأن ليس لديهم ملابس'، مشيرا إلى أن أخوته وأطفال الجيران تبرعوا بملابسهم لأطفال الشجاعية المشردين. ويقوم شبان ونشطاء بزيارة المنازل في مخيم الشاطئ لجميع مساعدات للنازحين من حي الشجاعية المتواجدين في مستشفى الشفاء وهي عبارة عن ملابس وفرشات وأغطية وأطعمة ومعونات نقدية. وأوضح وسيم عبيد وهو يرتب بعض المعونات على دراجة ثلاثية العجلات، 'أنه بادر هو وبعض الشبان والأصدقاء من المخيم إلى تنظيم حملة لإغاثة ومساعدة النازحين من أهالي الشجاعية ممن تركوا منازلهم بعد مجازر الاحتلال ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ساحات مستشفى الشفاء. وتقدّر وكالة الغوث الدولية 'الأونروا'، عدد النازحين في مدارسها بأكثر من 80 ألفا، إضافة إلى مئات آلاف ممن يتواجدون في المدارس الحكومية وفي الحدائق والساحات العامة. وقال عبيد: 'إن الحملة لاقت اقبالا واسعا من قبل المواطنين الذين هبوا للتبرع لإخوانهم في الشجاعية بما يتوفر لديهم رغم سوء الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها.' ويشهد قطاع غزة تكافلا اجتماعيا غير مسبوق خلال العدوان الإسرائيلي، حيث فتحت الكثير من الأبواب أمام النازحين من حي الشجاعية وتقاسموا معهم رغيف الخبز. وأكد عبيد، أن المساعدات المقدمة لاقت استحسانا من قبل النازحين عن بيوتهم، داعيا المواطنين إلى مزيد من التآخي والتكافل والتراحم. من جانبه، قدّم أبو ثائر بعض الأغطية للقائمين على حملة المساعدات الإنسانية، معربا عن تضامنه الكبير مع اخوانه النازحين في حي الشجاعية. ورغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها أبو ثائر أصرّ على التبرع بأغطية أطفاله وأولاده لسكان 'الشجاعية' الذين هم أحق منه كما يقول. وتابع: 'أسرتي لها بيت تنام فيه، لكن أخواننا في الشجاعية كان الله بعونهم لا بيوت تؤويهم خرجوا بطولهم لا يوجد معهم أي شيء.' وتحذر جهات انسانية وحقوقية، من تدهور الأوضاع الانسانية والمعيشية في قطاع غزة في ظل تواصل العدوان الاسرائيلي. وفي حديقة مستشفى الشفاء، يتواجد الالاف من سكان حي الشجاعية والمناطق الشرقية، يعيشون بظروف انسانية صعبة حيث لا يوجد معهم فراش ولا ملابس. ويقوم هؤلاء النازحون وهم من مختلف الأعمار بالنوم على بعض الفرشات والأغطية التي تبرع بها أهل الخير، فيما آخرون يشكون من قلة هذه التبرعات ويحمدون الله على أن العدوان حصل في فصل الصيف. ـــــــــــــــــــــــــــ في الشجاعية...ذهول وصدمة من هول الخراب والدمار غزة 26-7-2014 وفا- زكريا المدهون استغل نازحون من أهالي حي الشجاعية شرق مدينة غزة اليوم السبت، فترة الهدنة الإنسانية لتفقد الدمار الذي حلّ بمنازلهم وممتلكاتهم نتيجة العدوان الإسرائيلي. صعق الأهالي من حجم الدمار والخراب الكبيرين في منازلهم وممتلكاتهم، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية. 'مناطق واسعة من الحي تغيرت معالمها وجرى مسحها عن الوجود شرق الشجاعية مثل: النزاز والشعف والبلتاجي والمنطار والمنصورة. ووصف أبو محمد جندية ما حصل في 'الشجاعية' بـ 'الزلزال'، بعد أن دمرت قوات الاحتلال المنازل فوق رؤوس سكانها. وتابع: 'استشهد مئات المواطنين ومازال العشرات منهم تحت الأنقاض، معربا عن صدمته مما شاهده من دمار وخراب حلت بمنزله ومنازل الحي. واستطاعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني خلال فترة الهدنة، انتشال جثامين عشرات الشهداء من الحي. وقالت مراكز حقوق الانسان: إن أعداداً من الجرحى قد نزفوا حتى الموت في تلك المناطق بسبب عدم السماح لسيارات الإسعاف من الوصول إليهم ونقلهم للمشافي. وقال شهود عيان:' إنه رغم التهدئة أطلقت قوات الاحتلال النار صوب المواطنين ومنعتهم من تفقد منازلهم الواقعة على الأطراف الشرقية لحي الشجاعية.' وخلال فترة الهدنة التي بدأت الساعة الثامنة صباحا وتستمر حتى منتصف الليل بعد أن جرى تمديدها لمدة أربع ساعات اضافية، استغل نازحون فترة الهدوء المؤقتة لجلب الحاجيات الضرورية إن وجدت أصلا. واتخذ الالاف من 'النازحين' من الساحات والحدائق العامة وساحات مستشفى الشفاء الرئيسة غرب المدينة مأوى لهم، ويعيشون ظروفا إنسانية صعبة للغاية. وقال أحد المواطنين وهو يحمل بعض الفراش: 'أسرتي تنام في ساحة مستشفى الشفاء، لا توجد لنا أغطية ولا فرشات للنوم عليها'. وضاعت أحلام الشاب علاء المغني بعدما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقته التي كان يحلم باتخاذها بيتا للزوجية. وقال المغني (30 عاماً): 'وضعت شقا عمري في الشقة ولكن في لحظات كل شيء ضاع'، مؤكدا أن كل ذلك يهون أمام الدماء التي سالت والخراب والدمار الذي حلّ بالحي. وشدد على أنه صعق من هول وحجم الدمار الذي شاهده، مشيرا الى مناطق واسعة من حي الشجاعية مسحت بالكامل. وتابع: 'إن الكثيرين من السكان الذي استغلوا فترة الهدنة لتفقد منازلهم لم يتعرفوا على أماكن بيوتهم التي جرفت وسويت بالأرض. ولم يختلف الوضع في حي الشجاعية كثيرا عن باقي المناطق الشرقية والشمالية في قطاع غزة التي تتعرض لعدوان وحشي منذ عشرين يوما، أدى لاستشهاد أكثر من ألف مواطن غالبيتهم من النساء والأطفال. ولم تسلم المنازل من آلة الحرب الاسرائيلية التي تم تدميرها فوق رؤوس ساكنيها وكان آخرها منزل عائلة النجار شرق خان يونس جنوب القطاع. وكانت قوات الاحتلال ارتكبت بداية الأسبوع الماضي مجزرة بشعة في حي الشجاعية، أدت إلى استشهاد وإصابة المئات، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اقتصاديون يتهمون إسرائيل بتعمد تدمير اقتصاد غزة غزة 10-8-2014 وفا- زكريا المدهون اتهم اقتصاديون اليوم الأحد، قوات الاحتلال الإسرائيلي، بتعمد تدمير اقتصاد قطاع غزة عبر استهداف المنشآت الاقتصادية. وتشير التقديرات الأولية للاتحاد العام للصناعات الى تضرر 195 منشأة نتيجة العدوان الإسرائيلي، بينها عدد كبير تعرض لتدمير كلي. ورجح نائب رئيس الاتحاد علي الحايك، تزايد الأعداد خلال الفترة المقبلة مع استمرار تسجيل المتضررين، مؤكدا أن آلة الحرب الاسرائيلية تعمدت تدمير البنية التحتية للاقتصاد الوطني من خلال استهدافها بشكل مباشر للمصانع التي لم تشكل خطرا أمنيا على الاحتلال، وهو ما يؤكد المحاولات المستمرة للاحتلال لتدمير الاقتصاد في غزة، وإبقاء تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الاسرائيلي. وأوضح أن القطاع الصناعي في غزة عانى سابقا من تدهور كبير بسبب الضربات المتلاحقة، حيث شهد حربين سابقتين تسببتا في إصابات واسعة النطاق من تدمير للبنية التحتية لكثير من المنشآت الصناعية، سواء بالتدمير الجزئي أو الكلي الأمر، الذي تسبب بعد الحربين بحالة شلل شبه كاملة للقطاع الصناعي. وأضاف الحايك، 'عانى القطاع الصناعي من حصار خانق، ما أدى إلى توقف عدد كبير من المصانع عن العمل وتسريح عدد كبير من العمال، إضافة إلى تعطيل كبير للطاقة الإنتاجية لباقي المصانع وزيادة في نسبة البطالة'. وشدد على أنه تم استهداف المصانع الفلسطينية وبشكل خاص قطاع الصناعات الإنشائية في غزة، ما يظهر محاولة الاحتلال لمنع وتعطيل أي عملية إعادة لإعمار ما تسبب به من دمار في قطاع غزة. بدوره، قال محمد أبو حمرا صاحب شركة 'رواد انترناشونال للمواد الغذائية' في مدينة غزة: إن قوات الاحتلال تعمدت تدمير مخازن الشركة التي تحتوي على ثلاجات كبيرة للألبان والمواد الغذائية'. وأضاف أبو حمرا أن طائرات الاحتلال دمرت بصاروخين مستودعا للألبان والمواد الغذائية يحتوي على ثلاث ثلاجات بمساحة 550 مترا مربعا، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، إضافة إلى تدمير مكاتب الإدارة والمعدات والسيارات. وأشار وهو وكيل لشركة جنيدي للألبان في الضفة الغربية، إلى أن منزله المكون من عدة طبقات ويقع فوق المستودع دمر هو الآخر بشكل كامل وسوي بالأرض. وقدّر أبو حمرا خسائره المباشرة بمليون ونصف المليون دولار أميركي، منوها إلى فقدان مائة عامل لمصدر دخلهم الوحيد. من جهته، اتهم الخبير الاقتصادي، ماهر الطبّاع، قوات الاحتلال بتعمد تدمير الاقتصاد الوطني في قطاع غزة عبر استهدافها القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية. ورسم الطبّاع صورة سوداوية للاقتصاد الغزي الذي يعاني بشكل كبير قبل العدوان، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال التي ارتكبت مجازر بحق سكان غزة، ترتكب نفس المجازر بحق منشآته الاقتصادية. وأكد أن لتدمير تلك المنشآت تداعيات كارثية على الاقتصاد الغزي، متوقعا أن ترتفع معدلات البطالة لتتجاوز نسبة الـ50% بعد أن كانت 41%، وأن 30 ألف شخص سينضمون الى جيش البطالة البالغ عدده أصلا 180 ألف شخص، بعد فقدانهم لمصدر دخلهم الوحيد. وتوقع الخبير الاقتصادي أيضا أن ترتفع معدلات الفقر في القطاع المحاصر لتصل إلى 60% بدلا من 38%، لافتا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل كانت له نتائج كارثية على مختلف الأوضاع الإنسانية في القطاع. واقترح الطبّاع، ضرورة إنشاء هيئة خاصة مستقلة لإعادة إعمار قطاع غزة، ممثلة من القطاع العام والخاص وكافة الجهات ذات الاختصاص، وذلك للتنسيق والإشراف على كافة المشاريع. كما اقترح التجهيز بشكل سريع لعقد مؤتمر دولي للمانحين، والتحضير الجيد لعقد مؤتمر للمستثمرين العرب والأجانب لحثهم على الاستثمار في قطاع غزة، وإطلاق حملة عربية ودولية لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي على مدار ثماني سنوات، وتعويض كافة المتضررين في كافة المجالات خلال السنوات السابقة. ودعا إلى تنفيذ برنامج عاجل وفوري لتوفير منازل بديلة للسكن المؤقت للذين أصبحوا بلا مأوى، وتقديم إغاثة عاجلة للشركات والمصانع والمحال التجارية التي تدمرت بشكل كلي وجزئي. وقال الطبّاع: 'إن أي تهدئة مقبلة مع الاحتلال الاسرائيلي يجب أن تشترط على إنهاء حصار قطاع غزة الفوري، وفتح كافة المعابر التجارية لكافة الواردات والصادرات دون قيود أو شروط من الاحتلال الاسرائيلي. وأضاف يجب أن تكفل 'التهدئة' لمواطني القطاع حرية الحركة والسفر للخروج من السجن المغلق على مدار ثماني سنوات من الحصار والدمار، وتضمن التواصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية. ــ هواجس المرض والأوبئة تطارد نازحي غزة غزة11-8-2014وفا- زكريا المدهون اشتكت سهام السلطان التي تقيم في احدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، من تدني الخدمات الصحية، وقلة مواد التنظيف المقدمة لهم. السلطان التي نزحت عن بيتها شمال قطاع غزة بداية العدوان الاسرائيلي، تقيم الآن في مدرسة تابعة لـ 'الأونروا' غرب مدينة غزة برفقة عائلتها المكونة من أكثر من عشرين فردا. وتحذر الجهات الصحية، من انتشار الأوبئة والأمراض بين النازحين الذين يقّدر عددهم بأكثر من أربعمائة ألف شخص. وقالت تقارير طبية: 'إن أمراضا وأوبئة بدأت تنتشر بين النازحين منها مرض السحايا والأمراض الجلدية والمعوية.' وتقول السلطان:' أعيش مع أسرة زوجي المكونة من 22 فردا داخل صف واحد، وهناك نقص في مواد التنظيف ومستوى النظافة، اضافة الى انعدام الرعاية الصحية.' وأضافت، 'تقدم الأونروا لنا في اليوم فلقة صابونة واحدة لكل صف يحتوي على أكثر من عائلة، وكذلك معلقة من سائل 'الكلور'، متسائلة هل هذا يكفي لهذا العدد الكبير من الأشخاص؟ وتابعت بعصبية، 'قبل يومين استيقظت من النوم واذا بدودة تسبح على رقبتبي حسب قولها'، مشيرة الى أنها يوم أمس قامت بتغسيل طفلها الصغير بماء بارد فأصبته نزلة برد. وأطلقت جهات حقوقية محلية ودولية منذ بداية العدوان تحذيرات من وقوع أزمة انسانية في قطاع غزة. وقالت السلطان:' إن ابن 'سلفي' شقيق زوجها مكث في مستشفى النصر للأطفال ثلاثة أيام بعد أن أصابه اسهال وسخونة، وهو ما حدث مع أحد أطفالها الأربعة في بداية العدوان.' وأوضحت، أنه اليوم ولأول مرة منذ قدومنا الى تلك المدرسة عقدت الوكالة لنا ندوة ارشادية حول النظافة الشخصية، لافتا الى أنهم لا يملكون المال لشراء الدواء. بدورها اتفقت الفتاة مها التوام (16 عاما) التي تقيم في فصل مجاور مع السلطان في تدني مستوى النظافة وقلة مواد التنظيف المقدمه لهم. وأضاف لا يوجد ماء ساخن للاستحمام ودورات المياه دائما متسخة، منوهة الى أن شخصا من المقيمين في المدرسة تم اختياره ليقوم بمهمة تنظيف الدورات مقابل حصوله على شيكل واحد أو علبة تونة من كل فصل. واشتكت التوام من عدم حضور أطباء لأجراء فحوصات طبية للمقيمين في المدرسة، منوهة الى عدم وجود مسحوق لغسل الملابس. وأثناء تجوالي في المدرسة لاحظت ملصقات ارشادية معلقة على الجدران حول النظافة الشخصية وطرق الوقاية من الأمراض. وعقب المستشار الاعلامي لـ 'الأونروا' عدنان أبو حسنه على تلك الشكاوى قائلا: 'تبذل الوكالة جهودا كبيرة في موضوعي النظافة والخدمات الطبية المقدمة للنازحين في مدارسها'. وأقرّ أبو حسنه في تصريح لـ 'وفا' بوجود نقص في الحزمة الطبية المقدمة للمتواجدين في مدارسها، مشيرا الى أن 'الأونروا' شكلت لجانا من موظفيها لتدريب 'النازحين' على النظافة الشخصية ونشر الوعي الصحي لديهم، اضافة الى كيفية التعامل مع مياه الشرب ودورات المياه. وتابع: نقوم بعقد ندوات ارشادية وتثقيفية حول النظافة، علاوة على القيام بفحوصات طبية وتقديم العلاج اللازم. ــــــــــــــ بيت حانون.. عندما تٌعدم الأحلام ويذهب شقاء العمر في ساعة! غزة 12-8-2014وفا- زكريا المدهون فقد المزارع محمد صالح وأسرته المكونة من عشرين فردا من بيت حانون شمال قطاع غزة مصدر دخلهم الوحيد ، بعدما حولت جرافات الاحتلال الاسرائيلي أرضهم الخضراء الى صحراء قاحلة لا حياة فيها. خلال الهدنة حاول صالح الاقتراب قدر المستطاع من أرضه التي تبعد حوالي كيلو متر ونصف عن حدود بيت حانون الشرقية، فذهل وصدم عندما لم ير أية شجرة أو غرسة رعاها لسنوات طويلة. يقول صالح (60 عاما): 'إن أرضه تبلغ مساحتها عشرون دونما كانت مزروعة بجميع أنواع الأشجار فتجد فيها ما تشتهي نفسك إنها جنة الله على أرضه.'، مضيفا انها 'كانت مزروعة بجميع أصناف أشجار الحمضيات واللوز والتين والزيتون والخضار بأنواعها، ويتوسطها بئر للمياه.' وأضاف صالح لـ 'وفا'، 'لم أشاهد أي غصن شجرة، يبدو أن قوات الاحتلال دفنتها بشكل متعمد في باطن الأرض كي لا نستفيد حتى من أخشابها'، مشيرا الى أن أولاده باعوا مصاغ زوجاتهم الذهبي للمساهمة في إعمار أرضهم وفلاحتها، لكن تعب العمر راح في ساعة.. أو ربما أقل!! وشدد صالح على أن أرضه هي مصدر الدخل الوحيد له ولأبنائه الأربعة، مؤكدا أنه سيتحدى الاحتلال وسيعمر أرضه بعد توقف العدوان. وتعمدت قوات الاحتلال خلال عدوانها استهداف الأراضي الزراعية في القطاع عبر تجريفها أو قصفها بالطائرات الحربية. وقدّرت وزارة الزراعة، حجم الخسائر الأولية للقطاع الزراعي بحوالي 400 مليون دولار أمريكي وهي عبارة عن خسائر مباشرة وغير مباشرة. من جانبه ضاع موسم البطيخ هذا العام على المزارع وسام المصري (37 عاماً)، لأن قوات الاحتلال أبادت ثلاثة دونمات كانت مزروعة بها. وأضاف المصري، 'أعددت جيدا لهذا الموسم وكلفني الكثير من الأموال، لكن الاحتلال حرمني من خيرات أرضي التي ورثتها عن أجدادي'، موضحا أنه حصل على قرض مالي كبير من احدى المؤسسات لفلاحة أرضه وزراعتها. 'لقد أعدموا أحلامنا وأرضنا وممتلكاتنا' قال المصري، وتابع والحزن باد على ملامح وجهه، 'كان يعتاش من خيرات الأرض 15 شخصا وهي مصدر دخلنا الوحيد كمزارعين.' وأعلن وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح في تصريح سابق لـ 'وفا'، أن القطاع الزراعي تكبد خسائر فادحة، قدرَت بشكل أولي وغير نهائي بحوالي 400 مليون دولار، كخسائر مباشرة وغير مباشرة. وأضاف لحلوح، 'المزارعون الذين هدمت مزارعهم ونفقت مواشيهم، فقدوا مصدر رزقهم وتحولوا من منتجين إلى مواطنين بحاجة لإغاثة ومساعدات'. وأكد على أهمية التدخل لإنقاذ الوضع الزراعي والغذائي في قطاع غزة، منوها الى أن وزارة الزراعة تعمل وفق مسارين الأول وهو الإنعاش المبكر، والثاني التدخل السريع حتى نستطيع ضمان ديمومة الإنتاج، وأيضا إعادة الإعمار وإصلاح المنشآت. بدوره، لم يعود أحمد الكفارنة الى عمله لبيع المياه للمزارعين شرق بيت حانون بعدما دمرت قوات الاحتلال 'بابور المياه' الذي يملكه. وقال الكفارنة لـ 'وفا': 'كلفتني إقامة البابور 17 ألف دولار وهي عبارة عن ديون وقروض لم أسدد ثمنها بعد.' وأوضح أنه كان يسقي 130 دونما لمزارعين مقابل الحصول على مبالغ مالية لإعالة أسرته المكونة من 15 فردا، مؤكدا أنه بذلك فقد مصدر رزقه الوحيد. وتعقيبا على استهداف قوات الاحتلال للأراضي الزراعية في غزة، قال أستاذ علوم البيئة د.يوسف أبو صفية:'إن الاعتداءات الاسرائيلية المتتالية التي استهدفت قطاع غزة خلفت أرضا محروقة، مشيرا إلى عدم صلاحية معظم التربة في قطاع غزة للسكن والزراعة، وعدم إمكانية معالجتها نهائياً إلا بتغييرها، نتيجة التلوث الناتج عن الاعتداءات المتكررة. وشدد أبو صفية، على ضرورة عمل تحاليل كيميائية وقياسات أشعة، للتأكد من مدى الضرر الذي لحق بالتربة، والخطر الذي قد يسببه هذا التلوث مستقبلاً على صحة البيئة والإنسان. ـــــــــــــ صيادو غزة يتطلعون لاتفاق يرفع الحصار البحري غزة 15-8-2014 وفا- زكريا المدهون ينتظر الصيادون في قطاع غزة بفارغ الصبر، بأن يتوصل الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق يسمح لهم بالصيد لمسافات أبعد حتى يتمكنوا من العيش بكرامة وتوفير قوت أطفالهم. ويطالب الوفد الفلسطيني خلال مباحثاته في القاهرة مع نظيره الاسرائيلي برعاية مصرية بزيادة مساحة الصيد لتصل الى 12 ميلا بحريا. ويقول الصياد أمجد الشرافي من مدينة غزة: 'إن الصيادين يتابعون أخبار المفاوضات الجارية بالقاهرة على مدار الساعة وخاصة فيما يتعلق بزيادة مساحة الصيد.' وأكد الشرافي لـ'وفا'، 'قوات الاحتلال لم تلتزم باتفاق التهدئة الموقع في 2012، القاضي بالسماح بالصيد لمسافة ستة أميال بحرية، وتطلق النار على الصيادين في مساحة الثلاثة كيلومترات.' وخلال عدوانها الحالي على قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام، تعمدت الزوارق الحربية الاسرائيلية تدمير قوارب الصيادين وغرفهم المخصصة لأغراض الصيد ما كبدهم خسائر فادحة. ومنعت قوات الاحتلال الصيادين البالغ عددهم 5000 صياد من نزول البحر طيلة أيام العدوان، واخترقت أيام التهدئة وأطلقت النيران صوبهم. وقالت نقابة الصيادين في قطاع غزة:' دمرت قوات الاحتلال حوالي 55 مركبا من مختلف الأنواع والاحجام، و36 مبنى، علاوة على اتلاف وحرق ممتلكات الصيادين ما يفاقم أوضاعهم المعيشية السيئة أصلا. ورغم ذلك الخراب والدمار، أعرب الصياد الشرافي عن أمله بأن يتوصل المفاوضون الى اتفاق يرفع الحصار عن قطاع غزة بما فيه الحصار البحري، معددا المضايقات والانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون من قبل البحرية الاسرائيلية. وأوضح، أن قاربه تعرض للقصف أثناء العدوان، وسبق أن تعرض قبل عامين لإطلاق النار من قبل البحرية الاسرائيلية الأمر الذي أدى الى احتراق محرك قاربه الذي أشتراه حينها بقرض. وأضاف الشرافي أن مساحة الصيد المسموح بها حاليا والتي تنتهكها قوات الاحتلال يوميا غير كافية للصيد لأن الأسماك تتوافر في الأعماق البعيدة. ونص الاتفاق الموقع بين بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993 على السماح للصيادين بالصيد لمسافة 20 ميلاً بحرياً. وخلال اتفاق التهدئة عام 2012 سمح للصيادين بالإبحار لمسافة ستة أميال، لكن قوات الاحتلال خرقت الاتفاق ولم تسمح للصيادين الا بالصيد في حدود ثلاثة كيلو مترات. من جهته، شدد الصياد محمد بكر، على أن الصيادين يترقبون بفارغ الصبر الاتفاق على السماح لهم بالصيد لمسافات بعيدة حتى يستطيعون العيش بكرامة وتوفير قوت أطفالهم. وأكد بكر أن قوات الاحتلال تحارب الصيادين في أرزاقهم، عبر قيامها بتدمير قواربهم ومصادرتها وكذلك اعتقالهم والتحقيق معهم، مطالبا بالضغط على قوات الاحتلال للالتزام بأية اتفاقات قادمة حتى لا تنتهكها كما حصل في السابق. بدوره، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على أن الاعتداءات الإسرائيلية على الصيادين تمثل انتهاكاً سافراً لقواعد القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والخاصة بحماية حياة السكان المدنيين واحترام حقوقهم، بما فيها حق كل إنسان في العمل، وحقهم في الحياة والأمن والسلامة الشخصية. وقال المركز في تقرير سابق:' جاءت هذه الاعتداءات في وقت لم يكن فيه الصيادون يمثلون خطراً على القوات البحرية الإسرائيلية المحتلة، فقد كانوا يمارسون عملهم ويبحثون عن مصادر رزقهم.' ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الرقص والرسم.. علاج لإخراج أطفال غزة من وضعهم النفسي جباليا 17-8-2014 وفا- زكريا المدهون تراقص أطفال من مختلف الأعمار يرسمون على وجوههم أزهارا وأشكالا فنية، محاولين الخروج من الحالة النفسية التي يمرون بها نتيجة العدوان الإسرائيلي، وذلك في قاعة مركز حيدر عبد الشافي التابع لجمعية الإغاثة الطبية شمال قطاع غزة. في منتصف القاعة وقف المرشد النفسي بشير كلوب، وتحلقت حوله مجموعة كبيرة من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين العامين والعشرة أعوام، وبدأ بالغناء والرقص معهم بصوت مرتفع. وقال كلوب لـ'وفا': 'هذا النشاط يأتي ضمن التفريغ النفسي، وهو نوع من الفرح والعلاج في نفس الوقت'. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسيف': 'تظهر على حوالي 400.000 طفل أعراض الضائقة النفسية، والتي تشمل التبول اللاإرادي، والتشبث بالوالدين، ورؤية الكوابيس، وهم بالتالي يحتاجون إلى دعم نفسي- اجتماعي'. ويشكل عدد الأطفال دون سن الثامنة عشرة نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. وفي ركن آخر من المركز، انشغلت المرشدة النفسية والاجتماعية نائلة عيسى، بالرسم على وجوه الأطفال، قائلة: 'نحاول قدر المستطاع إخراج هؤلاء الأطفال وجميعهم من مناطق الشمال ومراكز الإيواء من الوضع النفسي الذين يمرون به بسبب العدوان الإسرائيلي'. وأضافت: 'الأطفال خائفون جدا، وبالتالي يعانون من حالات نفسية مثل: الاكتئاب والخوف من الأصوات المرتفعة والتبول اللاإرادي والكوابيس الليلية'. وتابعت عيسى: 'نقوم بمعالجة هؤلاء الأطفال بالرسم على وجوهم بألوان الماء وتقديم ألعاب ترفيهية ومسلية لهم عن طريق مهرجين، وكذلك جعلهم يرسمون على الورق'. وأشارت إلى الصعوبات التي يواجهونها في البداية من بعض الأطفال الذين يرفضون الاندماج مع زملائهم، منوهة الى أن الكثير من الأطفال في البداية كانوا يرسمون صورا تعبر عن الواقع الذي يعيشونه مثل القصف وهدم البيوت والطائرات والشهداء. وبلغ عدد الأطفال الشهداء خلال العدوان الاسرائيلي أكثر من 400 شهيد وآلاف الجرحى. الطفلة رهف أبو العوف (خمس سنوات) حضرت من عزبة عبد ربه شرق جباليا برفقة جدتها الى مركز حيدر عبد الشافي لتلقي العلاج الجسدي والنفسي. تقول الطفلة ببراءة: 'قصف بيت جيراننا، أنا خفت كتير وهربت إلى الغرفة التانية'. وهنا تدخلت جدتها وقالت: 'رهف تعاني من السخونة الناتجة عن الخوف من شدة القصف'، مشيرة إلى أنها أحضرتها الى المركز للعلاج الجسدي والنفسي. وأضافت، 'تعاني رهف من الأصوات المرتفعة ومن الكوابيس والأحلام المزعجة أثناء النوم'، لافتة الى أن أسرتها تقدم لها الدعم النفسي والرعاية للخروج من حالاتها. من جهته، قال المدير الطبي للمركز الدكتور غسان الخطيب: 'منذ بداية العدوان يتوافد الى المركز يوميا مئات المواطنين وأطفالهم لتلقي العلاج الجسدي والنفسي'. وتابع لـ'وفا'،'ضاعفنا عدد الأطباء والأخصائيين لتلبية احتياجات سكان الشمال والتخفيف عنهم'، منوها الى عدم وجود أماكن للعلب والترفيه للأطفال. وأوضح الخطيب، أنهم يقدمون العلاج والدواء بشكل مجاني، مضيفا الى أن أغلب الأطفال يعانون وضعا نفسيا صعبا جرّاء العدوان، ونحاول قدر المستطاع مساعدتهم. الطفل رضا أحمد (9 أعوام)، جلس على كرسي متحرك يغني وينشد بأصوات مرتفعة والفرحة مرسومة على شفاهه. وقال: 'أسكن في منطقة الفاخورة وقد تحطمت نوافذ بيتنا من القصف الاسرائيلي، وهربنا من القصف الى دار عمي، مشيرا الى أنه يخاف من القصف والأصوات المرتفعة'. وقال مسؤول صحة الطفل في الاغاثة الطبية الدكتور وائل أبو عون: 'يصاب الأطفال بصدمة مباشرة نتيجة استشهاد أحد أفراد الأسرة أو الجيران ومشاهدته لهم، وهناك صدمة غير مباشرة'. وأضاف، 'قمنا في الإغاثة الطبية بتدريب طواقم وكوادر على التدخل النفسي والعلاجي للأطفال من خلال اللعب والعلاج بالتمثيل'. وتابع أبو العون: 'نقوم بدمج اطفال يعانون من صدمات نفسية مع زملائهم الأصحاء، لإخراجهم تدريجيا من الحالة التي يمرون بها، مضيفا أنهم يعقدون جلسات تفريغ نفسي فردية وجماعية للأطفال المصابين بالصدمة. وأوضح أبو عون أن حوالي 150 طفلا يترددون يوميا على المركز، مشيرا إلى أن المشاكل النفسية وآثارها لم تظهر بعد، وهي تراكمية، وستتوسع في المستقبل إذا لم يتم علاجها. وتقول الطفلة وفاء ياسين (10 أعوام): 'إنها تخاف من النوم في العتمة'، مشيرة إلى أنها شعرت بالخوف الشديد بعدما قصفت الطائرات بيت جيرانها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدوان الإسرائيلي يفاقم أزمة السكن في قطاع غزة غزة 23-8-2014 وفا- زكريا المدهون أدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلى تفاقم أزمة السكن بعد تدمير حوالي 60 ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كلي وجزئي وطفيف. وتعمدت قوات الاحتلال خلال عدوانها المتواصل منذ سبعة وأربعين يوما إلى استهداف المنازل والممتلكات العامة، ما أدى إضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة: 'دمرت قوات الاحتلال بشكل كامل وبالغ 20 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن، إضافة لقرابة أربعين ألفا بشكل جزئي ومتوسط وطفيف'، مقدرا القيمة الإجمالية الأولية للخسائر جرّاء هذا العدوان بما يتراوح ما بين 6-8 مليارات دولار أميركي. وأضاف الحساينة في تصريحات صحفية سابقة: 'استهدف الاحتلال المنازل والمستشفيات والمدارس والمرافق العامة وتم تدمير البنية التحتية والمصانع وتم استهداف الآمنين'. من جانبه، أكد مدير عام مجلس الإسكان الفلسطيني أسامة السعداوي، أن العدوان الإسرائيلي فاقم أزمة السكن القائمة أصلا في قطاع غزة عبر استهداف عشرات آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة. وقال السعداوي لـ'وفا': 'العدوان الإسرائيلي أدى إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين عن مناطق سكناهم، خاصة في المناطق الشمالية والشرقية وهم بحاجة الى ايجاد حلول لهم، خاصة ممن دمرت منازلهم بشكل كامل أو التي أصبحت غير صالحة للسكن. وأضاف، 'لا توجد شقق للإيجار لاستيعاب النازحين أو من دمرت منازلهم، خاصة في المناطق القروية مثل بيت حانون وخزاعة، وفي المدن الكبرى في القطاع الشقق السكنية المتوفرة لا تلبي الطلب'. وأكد أن حل مشكلة السكن في قطاع غزة جرّاء العدوان ليست سهلة، وهي بحاجة إلى خطط فورية وإستراتيجية، خاصة لمن فقدوا مأواهم وذلك فور توقف العدوان الإسرائيلي. وأشار السعداوي إلى أن الحلول الفورية والمؤقتة لمشكلة السكن تكمن بتوفير 'كرفانات' ذات مواصفات مقبولة، أو استئجار شقق لمن دمرت منازلهم بشكل كامل أو أصبحت غير صالحة للسكن، اضافة الى مساعدة من تضررت منازلهم بشكل جزئي وتصلح للسكن. بدوره، قال رئيس اتحاد المقاولين نبيل أبو معيلق، توجد أزمة سكنية بقطاع غزة بعد فرض الحصار الاسرائيلي الجائر منذ حوالي ثمانية أعوام. وأضاف لـ'وفا'،'الحصار أدى الى تراجع في قطاع الانشاءات، وهناك زيادة سنوية في عدد السكان الطبيعي نسبتها 4% أي بمعدل 60 ألف مولود جديد في العام خلال سنوات الحصار. وتابع أبو معيلق: 'تعرض قطاع غزة الى ثلاثة حروب أدت جميعها الى تفاقم أزمة السكن، الى جانب الحصار ومنع دخول مستلزمات البناء والإعمار'. وكشف أن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال تحتاج إلى ثلاث مراحل بعد توقف العدوان وفتح المعابر، فالمرحلة الأولى للمنازل المدمرة بشكل كلي تحتاج من عام الى ثلاثة اعوام لإعادة بناء المساكن، وخلال تلك الفترة يجب توفير مساكن لهم. ووفقا لرئيس اتحاد المقاولين، فان المرحلة الثانية وهي تشمل الذين تضررت منازلهم بشكل بالغ وأصبحت غير صالحة للسكن، فهي تحتاج من ستة أشهر الى عام لإعادة اصلاحها وترميمها مع توفير مساكن بديلة ومؤقتة لهم، مشيرا الى أن المرحلة الثالثة وهي تشمل أصحاب المساكن المتضررة بشكل جزئي وطفيف وعددهم بالآلاف فيجب تعويضهم ماليا لتمكينهم من اعادة ترميم منازلهم بأنفسهم. وأعلن أبو معيلق أن قطاع غزة كان يحتاج قبل العدوان الحالي الى 75 ألف وحدة سكنية للتغلب على أزمة السكن الناتجة عن الحصار الاسرائيلي، مشيرا الى تشكيل لجنة رسمية مهمتها الاساسية بعد توقف العدوان هي: حصر الأضرار والاشراف على اعادة الاعمار. وأوضح أن اللجنة تضم وزارة الأشغال والإسكان ووكالة الغوث الدولية 'الأونروا' وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع اتحاد المقاولين. وشدد أبو معيلق على ضرورة رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، والسماح بإدخال جميع الواردات وفي مقدمتها مستلزمات البناء من اسمنت وحديد وحصمة وغيرها، وكذلك بالنسبة للصادرات. أما الدكتور سمير أبو مدللة المحاضر بكلية الاقتصاد بجامعة الأزهر في مدينة غزة، فأكد أن العدوان الاسرائيلي الذي استهدف تدمير آلاف المساكن فاقم أزمة قطاع الاسكان الموجود أصلا منذ بداية الحصار الاسرائيلي. وأوضح لـ'وفا'، أنه حتى عام 2011 وفقا لوزارة الإسكان، كان قطاع غزة بحاجة الى 65 ألف وحدة سكنية لمواجهة الطلب والزيادة الطبيعية في النمو السكاني وتلبية احتياجات الشباب. وقال أبو مدللة: 'إن زيادة الطلب على السكن يقابله قلة العرض، خاصة على الشقق السكنية إن وجدت اصلا وارتفاع أسعارها'، وهي لا تحل المشكلة القائمة حاليا، منوها الى أنه في المرحلة المقبلة يجب أن يكون من الأولويات توفير مساكن للمواطنين ممن دمرت منازلهم وأصبحوا من دون مأوى، وكذلك بالنسبة للمشردين في المدارس والمستشفيات أو عند أقربائهم ومعارفهم وهو عبارة عن استيراد 'كرفانات' وإقامة مدن سكنية مؤقتة لحين حل المشكلة من جذورها واعادة اعمار ما دمر الاحتلال. وشدد على سرعة ايجاد حلول لمن دمرت منازلهم والمشردين في المدارس، خاصة مع قرب افتتاح العام الدراسي الجديد حال توقف العدوان، وحلول فصل الشتاء. ــــــــــــــــــــــ أحلام قاطني 'الظافر 4' تهاوت في لحظات غزة 24-8-2014 وفا- زكريا المدهون اعتقد هشام ساق الله أن تهديد قوات الاحتلال بقصف البرج السكني الذي يقطنه وسط مدينة غزة، سيقتصر فقط على تدمير إحدى الشقق، لكن توقعاته ذهبت أدراج الرياح مع غبار 44 شقة سكنية سوت بالأرض. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ولأول مرة منذ بداية العدوان المتواصل منذ ثمانية وأربعين يوميا، 'برج الظافر 4' السكني وسط مدينة غزة يتكون من أحد عشر طابقا وحولته إلى كومة من الحجارة. وعدّ حقوقيون، قصف البرج السكني تصعيدا خطيرا في العدوان الإسرائيلي وعقابا جماعيا، لا سيما أن المئات يقطنونه ويقع في منطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة، ويحيط به برجان سكنيان شاهقان. ويقول ساق الله وهو مقعد: 'لولا عناية الله لوقعت مجزرة بين سكان البرج والبيوت والأبراج المجاورة،' مشيرا إلى أن الفترة الزمنية التي حددتها قوات الاحتلال قبل القصف قصيرة جدا قياسا مع ارتفاع البرج وعدد قاطنيه وغالبيتهم من النساء والأطفال، وبينهم الكثير من المرضى وكبار السن. وروى ساق الله لـ'وفا'، ما حدث قبل القصف وبعده قائلا: 'بعد الساعة السادسة من مساء أمس قرع أحد الجيران باب شقتي بقوة ليخبرنا أنه سيتم قصف البرج فلم أصدق ما قاله لأنه لم يسبق أن تم ذلك، لكن عندما شاهدت الجيران يخلون البرج فعلت مثلهم أنا وأفراد أسرتي'. وأضاف، 'هربنا حفاة الأقدام وبملابسنا التي نرتديها ومن دون وعي يقفز من يستطيع على السلالم وصراخ الأطفال والنساء يملأ المكان'، منوها الى أنه كان آخر شخص غادر البرج نظرا لوضعه الصحي. وأوضح أن قوات الاحتلال اتصلت هاتفيا بأحد سكان البرج وأبلغته بنيتها قصفه ليقوم بإبلاغ السكان، وبعد ربع ساعة قصفت طائرة من دون طيار 'الرووف' وبعدها بخمس دقائق تم قصفه بواسطة طائرة مقاتلة من نوع 'إف 16'، واصفا عملية القصف بالمروعة والمخيفة. يقول سكان المنطقة:' هزة أرضية أو زلزال ضرب المكان'. الأبراج والعمارات السكنية المحيطة بالبرج وحتى البعيدة نالها نصيب كبير من الدمار والخراب. 'جبل مرتفع من الحجارة والخرسانة وقطع الحديد هذا كل ما تبقى من البرج' قال ساق الله وهو يجلس على كرسي سيارته التي تعمل بالطاقة الشمسية. ترك ساق الله كل ما يملك في شقته ومنه مصاغ زوجته ومدخراته، فقط استطاع أولاده أخذ حاسوبه المحمول 'لاب توب' لأنه صديقه كما يقول. وأضاف 'المال معوض، وحسبي الله ونعم الوكيل على الاحتلال القاتل الذي ارتكب هذه الجريمة بهدم برج سكني يقطنه مئات الآمنين العزل الذين فقدوا كل شيء بلحظة'. وقرر ساق الله اصطحاب أسرته إلى بيت شقيقته في حي تل الهوى للإقامة عندها. بدوره لم يستطع حازم الجمال جلب دواء السكري الخاص به، معتقدا أن القصف سيطال شقة وسيعود ثانية لكن 'أتت الرياح بما لا يشتهي'. وأضاف 'كباقي سكان البرج تم إبلاغنا بقرار الاحتلال قصفه فخرجنا على الفور والهلع والخوف يلف المكان، وتركنا كل ما نملك خلفنا'. وتابع: 'بعد أن ابتعدنا مئات الأمتار عن البرج تم قصفه بصاروخ واحد وتسويته بالأرض، واصفا ما حدث بالعمل الإجرامي. وبعد أن حمد الله على سلامته وسلامة الجميع، أكد الجمالي أن شقاء عمره ذهب في لحظات والمال معوض. وأضاف، 'إن سكان البرج وعددهم بالمئات أصبحوا مشتتين، وإنه قضى الليلة الماضية في بيت أحد أصدقائه. ـــــــــ غزة تقاوم أيضا بمقاطعة بضائع الاحتلال غزة 25-8-2014 وفا- زكريا المدهون امتنع حسن عبد الرحمن أثناء تواجده داخل أحد المحال التجارية الكبيرة وسط مدينة غزة، عن شراء بعض منتجات الاحتلال التي لها بديل وطني. عبد الرحمن يؤكد 'أن مقاطعة هذه المنتجات شكل من أشكال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي'. ويشهد قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ خمسين يوما، حملات وطنية لمقاطعة بضائع ومنتوجات الاحتلال. وقال عبد الرحمن لـ'وفا': 'من الواجب الوطني والأخلاقي مقاطعة منتوجات الاحتلال لأن ثمنها يذهب لشراء سلاح وقنابل لقتلنا وقتل أطفالنا'، مؤكدا أهمية الصناعات الوطنية وضرورة أن تكون ذات مواصفات عالية. بدوره، قال صاحب محل تجاري طارق شاهين: إن المواطنين خلال العدوان بدأوا بمقاطعة بضائع الاحتلال التي لها بديل وطني أو عربي أو أجنبي، خاصة فيما يتعلق بمشتقات الألبان، وهناك آخرون يفضلون هذه المنتجات لأنهم تعودوا منذ سنوات على شرائها معتقدين أنها الأفضل. وعند عدم شرائه منتجات الاحتلال، قال شاهين: 'عندما لا يتم استيرادها ودخولها إلى القطاع وليس عليها طلب حينها لا جدوى من عرضها في محلي'، وأكد ضرورة أن تتمتع المنتجات الوطنية بمواصفات عالية. من جهته، قال منسق 'حملة بادر لمقاطعة بضائع الاحتلال'، وائل أبو عون: الهدف الأساسي للحملة التي انطلقت بداية شهر رمضان وبلغت ذروتها خلال العدوان الإسرائيلي، هو تعزيز مفهوم ثقافة مقاطعة بضائع الاحتلال لدى المواطنين في القطاع. وتابع أبو عون لـ'وفا': 'مقاطعة منتوجات الاحتلال هي مقاومة بأقل التكاليف'، مشيرا إلى أن أي مواطن يستطيع مقاومة الاحتلال وهو جالس في بيته أو في عمله من خلال مقاطعة بضائع الاحتلال. وأوضح أن هدف الحملة التي تشرف عليها وتدعمها 'حركة المبادرة الوطنية'، إيصال رسالة إلى المواطنين أنه بشرائهم منتوجات الاحتلال يدعمون جيش الاحتلال الذي يقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا. وأشار إلى أن الشركات الإسرائيلية التي تصدر منتوجاتها إلى غزة تدفع ضرائب للحكومة، وجزء منها يعود إلى جيش الاحتلال وبذلك نكون قد دعمنا من يقتلنا دون أن ندري. وبين أن الحملة تشمل ثلاث مراحل، الأولى: إعداد وتجهيز وتدريب كوادر على كيفية التعامل مع المتسوقين وإقناعهم بأهمية المنتج الوطني ومقاطعة منتوجات الاحتلال، والثانية: نزول المتدربين إلى الشوارع والأسواق لتطبيق ما تدربوا عليه، بينما المرحلة الأخيرة تشتمل الجانب الإعلامي. وعن مدى تجاوب المواطنين مع الحملة، قال أبو عون: إن الاستجابة ضعيفة وليست بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة إلى عمل وجهد كبيرين لإقناع المواطنين بأن المقاطعة هي عمل وطني وأخلاقي. وأضاف أن هدف الحملة إلى جانب مقاطعة منتوجات الاحتلال، تحسين صورة المنتج الوطني لدى المستهلك، لافتا إلى أنهم يسعون لجعل المقاطعة نهج حياة. وتستعد الحملة لإنتاج 400 بوستر تحتوي على أسماء وصور بضائع الاحتلال ورديفها الوطني. ودعا أبو عون إلى جعل مقاطعة بضائع الاحتلال سلوكا يوميا، وليس كردة فعل على الجرائم الإسرائيلية. وعن مردود المقاطعة على المنتج الوطني، أكد الخبير الاقتصادي، ماهر الطبّاع، أن لمقاطعة منتوجات الاحتلال مردودا إيجابيا على الاقتصاد الوطني وعلى تخفيض نسبة البطالة، 'نستورد من الجانب الإسرائيلي سنويا ما قيمته ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار'. وشدد على أن عجلة الإنتاج ارتفعت في الضفة إلى 30% بسبب مقاطعة بضائع الاحتلال وبالتالي زيادة عدد الأيدي العاملة وتخفيض نسبة البطالة. وحول تأثير المقاطعة على الاقتصاد الإسرائيلي، أعلن الطبّاع أنها ستساهم في انخفاض الإنتاجية في الصناعات الإسرائيلية وتكبيدها خسائر فادحة، منوها إلى أن المقاطعة الأوروبية كبدت هي الأخرى الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة. وشدد على أهمية دعم وتعزيز المنتج المحلي لدوره في دفع الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى تعمد الاحتلال استهداف الاقتصاد الوطني في غزة، من خلال تدميره 350 مصنعا استراتيجيا تغطي السوق الغزية. ودعا إلى الاستعاضة عن منتوجات المصانع المدمرة باستيراد بضائع من الضفة أو من الدول العربية والإسلامية والأوروبية. واقترح الخبير الاقتصادي تفعيل دور مؤسسة 'المواصفات والمقاييس'، من خلال مراقبة ومتابعة المنتجات الوطنية من ناحية المواصفات والجودة، وكذلك أهمية دورها في حماية المستهلك. ـــــــ مدخل السلالم والمصاعد كل ما تبقى من 'برج المجمع الايطالي' غزة 26-8-2014 وفا- زكريا المدهون لم يتبق من 'برج المجمع الايطالي' في حي النصر وسط مدينة غزة، سوى بناية ضيقة ومرتفعة مخصصة للسلالم والمصاعد، لتبقى شاهدا على حرب اسرائيل الجديدة ضد الأبراج السكنية في قطاع غزة. ودمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية الليلة الماضية وفجر اليوم، إضافة الى 'برج المجمع الايطالي'، 'برج الباشا' قرب مفترق الطيران وسط غزة، وسبقه بيومين تدمير 'برج الظافر 4' في تل الهوا. ويتكون البرج من 15 طابقا كل طابق يحتوي على 4 شقق، ويضم أسفله مجمعا تجاريا ضخما يحتوي على عشرات المحال التجارية جميعها دمرت بالكامل. وشيد برج 'المجمع الايطالي' قبل حوالي عشر سنوات من قبل وزارة الإسكان وشركتين فلسطينية وإيطالية. ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها ضد قطاع غزة قبل خمسين يوما، أكثر من أربعين ألف منزل بين تدمير كلي وبالغ وجزئي. مفيد البورنو كان يحاول هو وأشقاؤه إخراج ما يستطيعون من الملابس الرجالية الصالحة من محله الواقع أسفل البرج. قال لـ 'وفا' والعرق يتصبب على جبينه: 'كل ما أملك راح محلي وشقتي السكنية في البرج.' وأضاف: 'أملك شقة بالطابق العاشر ومحلا لبيع الملابس الرجالية لم أتمكن من إخراج أي شيء منهما'، مقدرا فقط خسائر محله التجاري بحوالي عشرين ألف دولار أميركي'. ووصف البورنو ما حدث بـ 'الجريمة البشعة'، قائلا: 'تلقى أحد سكان البرج اتصالا هاتفيا من جيش الاحتلال بإخلاء البرج تمهيدا لقصفه بعد ثلث ساعة.' وأشار الى قِصَر المدة الزمنية التي تخللها إخلاء سكان البرج الذي يضم مئات الأشخاص معظمهم أطفال ونساء، منوها الى حالة من الخوف والفزع سادت المكان ونجا السكان بأرواحهم. وأضاف: بعد أن نزل السكان الى الشارع تم ضرب البرج بحوالي خمس صواريخ من طائرة استطلاع، ثم تبعه قصف بعدة صواريخ من طائرات (أف 16) لتسويته بالأرض. وطال القصف الشديد الذي هزّ أرجاء مدينة غزة المنازل على بعد مئات الأمتار حيث تهمشت وتحطمت معظم نوافذها المنازل وكذلك المحال التجارية، وامتلأت الشوارع بقطع الزجاج والحجارة. مئات المواطنين من مختلف ضواحي مدينة غزة، جاءوا الى موقع البرج المستهدف للاطلاع على حجم الدمار غير مصدقين ما حدث. بدوره، انشغل عوني أبو شرخ أحد ملاك 'كافي كلاسيك' بإخراج كراسي خشبية وبعض 'الشيش' لم تضرر لكنها امتلأت بالغبار. وأوضح أبو شرخ أن محله تدمر بشكل كامل وفقد هو وشركاؤه و12 عاملا مصدر رزقهم الوحيد، بعد تكبدهم خسائر فادحة. وكذلك حال جار أبو شرخ، خليل عثمان صاحب 'كوفي شوف' الذي دمر بالكامل، محاولا هو وبعض العاملين لديه انقاذ ما يمكن انقاذه. يقول عثمان: 'لم يبق شيئا دمروا المحل والمخازن، قطعوا رزقنا حسبي الله ونعم الوكيل'، منوها الى أنه كان يعمل لديه عشرة عمال ليس لديهم أي مصدر دخل أخر. بينما المهندس عبد الكريم الغرباوي لم يسدد بعد ثمن شقته وسيارته اللتين دفنتا تحت الأنقاض وتبخرت أحلامه بامتلاك شقة سكنية. الغرباوي سكن بالإيجار لمدة خمس سنوات، وقبل أربع سنوات اشترى الشقة المستأجرة ودفع فيها مال قلبه وضاع حلم حياته بامتلاك شقة لأسرته كمال يقول. من ناحيته، اعتبر خالد البرعي الذي يقطن برج النصر المجاور لبرج المجمع الإيطالي ما حدث جريمة هدفها فقط التخريب والانتقام من الآمنين. وأضاف أن شقتهم تعرضت لأضرار كبيرة حيث تحطم زجاج جميع النوافذ، مشيرا الى حالة الخوف والفزع التي انتابت أفراد أسرته لحظة القصف وخاصة الأطفال. ــــــــ رغم وقف النار... عائلات غزية باقية في مراكز الإيواء غزة 27-8-2014 وفا- زكريا المدهون لم تعد أسرة بلال أبو عودة إلى بيتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد تدميره بشكل كامل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الذي استمر واحدا وخمسين يوماً. وفضّلت أسرة أبو عودة المكونة من أربعين فردا البقاء في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' غرب مدينة غزة، بالرغم من سريان وقوف إطلاق النار منذ مساء أمس الثلاثاء. آلاف النازحين من المناطق الشرقية والشمالية بدأوا بالعودة إلى منازلهم غير المدمرة وتصلح للسكن، بينما المئات بقوا في مراكز الإيواء بعد فقدان منازلهم. يقول أبو عودة: 'دمر منزلنا المكون من سبعة طوابق الواقع في منطقة البورة شرق بيت حانون بالكامل وتم تسويته بالأرض... ولا يوجد لنا مأوى آخر إلا تلك المدرسة.' وأضاف لـ'وفا': 'سنبقى في المدرسة لحين توفير مسكن بديل لنا بشكل مؤقت، وإعادة بناء بيتنا من جديد.' بدوره قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة الغوث الدولية:' سيتم تجميع من تبقى في مدارس الأونروا' في عدة مدارس معينة لحين إيجاد حل لمشكلتهم.' ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها حوالي أربعين ألف منزل في جميع محافظات القطاع، بين تدمير كلي وبالغ وجزئي وطفيف. وهناك مساع لعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ المصرية لإعادة اعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة. وعبرّ أبو عودة عن أمله بأن يتم إعادة اعمار بيته الذي دفع فيه شقاء عمره، منوها إلى أنه غير قادر على استئجار منزل لأفراد أسرته. واستشهد خلال العدوان الاسرائيلي أكثر من ألفي مواطن وجرح أكثر من عشرة آلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء. بدورها، تقول مها النجار من سكان منقطة جبل الريس شرق مدينة غزة والتي ما زالت تتواجد داخل المدرسة:' إن بيتهم المستأجر دمر بالكامل، ولا يوجد مأوى لهم إلا المدرسة.' وأضافت، والحزن باد على وجهها،'زوجي كبير السن ومريض بالقلب, أنا مريضة بسرطان الدم ولا معيل لنا.' وأوضحت النجار لـ'وفا': 'أن إدارة المدرسة خصصت غرفة لها ولزوجها نظرا لوضعهما الصحي وأنها تتلقى علاجا يوميا على نفقة 'الأونروا'. وتابعت النجار التي تقطن في المدرسة منذ بداية العدوان:' إنها وزوجها وطفلهما الوحيد يتنقلون منذ عشرات السنين من بيت لآخر بالإيجار لعدم مقدرتهم على شراء بيت'، لافتا إلى أنهم في الوقت الراهن غير قادرين على استئجار بيت لصعوبة وضعهم المادي. ويعيش سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) أوضاعا اقتصادية وإنسانية صعبة للغاية بسبب العدوان ومن قبله الحصار المستمر منذ ثمانية أعوام. ولا يختلف وضع خالد الكولك من سكان منطقة المدرسة الأمريكية شمال غرب مدينة غزة، كثيرا عن وضع عائلة النجار. فالمواطن الكولك كما يقول دمر منزله بشكل بالغ وبات غير صالح للسكن وتشرد خمسة عشر فردا من سكانه. وأضاف وهو يجلس على احد المقاعد:' أصبت خلال العدوان بأذني وأعاني من مشاكل بالسمع'، مشيرا إلى أنه سيبقى في المدرسة لحين ايجاد حل لهم. وبعد تأجيل العام الدراسي في القطاع بسبب العدوان، تستعد 'الأونروا' كما يقول مستشارها الاعلامي لاستئناف العام الدراسي وفق خطة من ثلاث مراحل. وأوضح أبو حسنة لـ 'وفا'، أن المرحلة الأولى تتضمن تجميع العائلات التي فقدت منازلها ببعض المدارس، والمرحلة الثانية عبارة عن نظام الفترتين لمدارس الفترة الواحدة، مع استئجار بعض مدارس الحكومة للتغلب على نقص المدارس بسبب النازحين المتبقين. وأشار الى أن المرحلة الثالثة تشتمل على البدء بنشاطات لا منهجية وإعادة تأهيل الطلبة، مع التدرج بتدريس المناهج الدراسية لمدة شهرين، متوقعا عودة طلبة مدارس 'الأونروا' الى مقاعد الدراسية بعد اسبوعين على أبعد تقدير. ــــــــــــــــــــــــــــــــ العدوان الإسرائيلي يضرب القطاع الفندقي والسياحي بغزة غزة 30-8-2014 وفا- زكريا المدهون تكبد عامر سلمي صاحب 'فندق الجزيرة' على شاطئ بحر مدينة غزة، خسائر فادحة أبرزها كما يقول 'ضرب موسم الصيف'، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من خمسين يوما. جلس سلمي وحوله مجموعة من العمال على مدخل الفندق وهو يقول: 'خلال الشهر الجاري فقدنا حجوزات لحوالي 90 فرحا، وبالتالي خسرنا 150 ألف دولار.' ويضم فندق الجزيرة الملاصق لشاطئ البحر ثلاث قاعات كبرى مخصصة للأفراح، وجرى إعادة بنائه من جديد بعد قصفه في عدوان 2008 وتسويته بالأرض. وأضاف سلمي لـ'وفا'، 'غالبية الأفراح تم إلغاؤها بعد استشهاد أحد العرسان أو أقربائهما، كذلك آخرون اضطروا لتأجيل أفراحهم لعدة أشهر مراعاة للظروف الراهنة.' وأشار إلى فقدان عشرات العمال لمصدر رزقهم خلال العدوان، منوها إلى أنهم تلقوا خسائر خلال شهر رمضان الذي يتخلله حجز القاعات للاحتفالات الدينية والإفطارات الجماعية التي تنظمها الشركات والمؤسسات. ويقدّر رئيس هيئة الفنادق والمطاعم في غزة صلاح أبو حصيرة، حجم الخسائر الأولية للقطاع السياحي والفندقي في قطاع غزة بحوالي ثمانية ملايين دولار وهي مباشرة وغير مباشرة. وقال أبو حصيرة لـ'وفا'، 'إن السياحة الداخلية تلقت ضربة موجعة جرّاء العدوان الإسرائيلي أبرزها توقف موسم السياحة خلال فصل الصيف'. وأوضح أن الخسائر المباشرة تمثلت بأضرار جزئية وبالغة بالمرافق السياحية، وأيضا تلف المواد الغذائية والمشروبات، بينما الخسائر غير المباشرة عبارة عن إلغاء أو تأجيل مواعيد الأفراح واسترجاع أموالهم من أصحاب الفنادق. وعن دور الهيئة في دعم المتضررين، قال أبو حصيرة: 'نحن نقوم بإحصاء وحصر الأضرار لتقديمها إلى الجهات المختصة لمحاولة دعمهم وتعويضهم.' من ناحيته، قال أحمد النعسان الذي يعمل إداريا في 'فندق في': 'إن الموسم الحالي من أسوأ المواسم التي مرت علينا بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع.' وأوضح النعسان 'أنهم تكبدوا خسائر كبيرة لا سيما حجوزات الأفراح خلال فصل الصيف والتي قدرها بـ 55 فرحا فقط خلال الشهر الحالي الذي يشهد ذروة الأفراح في القطاع سيما أنه يأتي بعد شهر رمضان.' وأشار إلى أن خسائر حجوزات الأفراح حوالي 65 ألف دولار، منوها إلى تضرر العديد من نوافذ الفندق بسبب القصف الإسرائيلي. وأضاف، غالبية الأفراح تم إلغاؤها بسبب استشهاد أحد أقارب العروسين أو أحداهما، أو تأجيلها لمواعيد لاحقة، متطرقا إلى خسائر عمال الفندق بسبب توقف العمل. وطال العدوان الإسرائيلي 'فندق قصر جبريل' الملاصق لفندق فيينا، والذي تكبد هو الآخر خسائر كبيرة كما يقول العاملون فيه. وأوضح أمير أبو ضلفة أحد الإداريين في الفندق لـ'وفا'،' القصف الإسرائيلي أدى إلى تحطيم النوافذ وتصدع الجدران واشتعال النيران وتضرر الأثاث.' وقدّر أبو ضلفة خسائر الفندق المادية فقط بحوالي 50 ألف دولار، إضافة إلى الخسائر الناتجة عن سحب حجوزات الأفراح، مشيرا إلى فقدان 12 عاملا لمصدر دخلهم الوحيد خلال فترة العدوان. ويؤكد الباحث والمتخصص في مجال السياحة المحلية الدكتور عبد القادر حماد، أن العدوان الإسرائيلي ألحق أضرارا فادحة بكافة مناحي الحياة الفلسطينية، حيث بلغت الخسائر الناجمة عن العدوان العسكري الهمجي ضد قطاع غزة عدة مليارات من الدولارات. وقال حماد لـ'وفا'، استهدفت قوات الاحتلال الفنادق والمعالم الحضارية والسياحية سعيا منها لتدمير البنى التحتية ومقومات الحياة الفلسطينية بكافة مجالاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية الثقافية. وتعرضت البنية الثقافية الفلسطينية كسائر المجالات الحياتية الفلسطينية الى استهداف قوات الاحتلال، في محاولة لطمس معالم الثقافة الفلسطينية وشواهدها بهدف مسح الهوية الثقافية الفلسطينية. واستهدف الاحتلال خلال عدوانه العديد من المكتبات والمؤسسات الثقافية والأماكن الأثرية والمتاحف، والحق بها أضرارا فادحة، ما يؤشر على مدى حقده على الثقافة الفلسطينية ورموزها ومدى خوفه ورعبه من وجودها وتجذرها. وبحسب حماد أدى الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ثمانية أعوام إلى إصابة القطاع السياحي بغزة بشلل كامل، كما أوشكت شركات ومكاتب السياحة والسفر البالغ عددها 39 شركة ومكتبا في القطاع على الإفلاس نتيجة إغلاق المعابر وعدم حرية السفر، وأصاب الضرر أصحاب الفنادق السياحية البالغ عددها 12 فندقا سياحيا تحتوي على أكثر من 423 غرفة جاهزة لاستقبال النزلاء وتدنت نسبة الإشغال إلى الصفر.' ولفت حماد إلى تأثر المطاعم السياحية والبالغ عددها 35 مطعما سياحيا، وأصبحت جميعها مهددا بالإغلاق نتيجة إغلاقها وعدم تغطية المصاريف الجارية، ما أدى إلى فقدان أكثر من 500 عامل لعملهم في المنشآت السياحية. ــــــــــــــــــــــــ الدجاج الطازج يغيب عن موائد الغزيين غزة12-9-2014وفا- زكريا المدهون عزفت الكثير من العائلات الغزية اليوم الجمعة، عن شراء الدجاج اللاحم بسبب ارتفاع أسعاره حيث وصل سعر الكيلو غرام الواحد 18 شيقلاً. وأرجع مزارعون وتجار ارتفاع أسعار الدواجن الى تدمير مزارع تربية الدواجن اللاحم والبياض من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستمر 51 يوماً. ودفع ارتفاع أسعار الدواجن التي تعتبر وجبة رئيسة لدى الغزيين خاصة يوم الجمعة، المواطنين إلى الإقبال على شراء الأسماك، واللحوم والدجاج المبرد والمجمد. وقال غسان أبو ياسين صاحب محل لبيع الدواجن في سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة:' منذ توقف العدوان تشهد أسعار الدواجن ارتفاعا كبيرا لا يقل عن 15 شيكلا، واليوم شهدت ارتفاعا وصل إلى 18 شيكل وليس بمقدور معظم السكان شرائها.' ولم يشهد محل أبو ياسين الحركة الشرائية المطلوبة التي يعتاد عليها لا سيما أيام الجمع، معلا ذلك بسوء الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وتوفر الأسماك. وأضاف أبو ياسين لـ 'وفا'، 'دمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها أعدادا كبيرة من مزارع الدواجن وحرمت المزارعين من الوصول اليها لإطعامها ورعايتها ما أدى الى نفوق الألاف منها.' ويملك أبو ياسين محلا مجاورا لبيع اللحوم والأسماك المجمدة وشهد اقبالا واسعا من المواطنين على عكس محل بيع الطازج. وأردف:' اسعار اللحوم والدواجن المجمدة أقل بكثير من أسعار الطازجة وهي بمقدور الطبقة المتوسطة والفقيرة من الناس.' وتابع: ' يستطيع رب الأسرة بـ 50 شيكلا اطعام اسرته الكبيرة من اللحوم المجمدة ولكنه لا يستطيع شراء دجاجتين صغيرتين من الطازج وهي غير كافية.' وقدّرت وزارة الزراعة الخسائر الأولية لقطاع الدواجن نتيجة العدوان الاسرائيلي بحوالي عشرة ملايين دولار أميركي، وتضرر 25 % من مزارع الدجاج اللاحم والبياض. ويعاني أهالي قطاع غزة ظروفا اقتصاديا صعبة للغاية تفاقمت بشكل كبير جرّاء العدوان الاسرائيلي الذي طال المئات من المنشآت الاقتصادية والورش والمصانع، حيث من المتوقع ارتفاع نسبة البطالة الى 55% وأن تصل معدلات الفقر الى 60%. من جانبه، قرر المواطن عاهد سلامة(موظف حكومة) عدم شراء الدجاج الطازجة لهذا اليوم بسبب ارتفاع أسعاره 'بشكل جنوني' واستبداله بوجبة سمك طازج، كما قال. وأضاف سلامة لـ 'وفا'،' أسعار الدجاج مرتفعة جدا ولا أقدر على شرائها، فقررت شراء وجبة سمك بسعر أقل بكثير من الدجاج.' وتشهد حسبة السمك في مخيم الشاطئ اقبالا كبيرا من المواطنين الذين قدموا من أحياء خارج المخيم، لتوافره وانخفاض سعره قياسا بالدجاج الطازج. كما تشهد أسعار الخضروات في قطاع غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي ارتفاعا ملحوظا بعد تدمير وتجريف قوات الاحتلال لآلاف الدونمات الزراعية. بدوره قال فوزي موسى خلال تسوقه: 'كل شيء في البلد غالي من دجاج وخضروات وأسماك لا يقدر المواطن العادي على شرائها.' وأضاف موسى وهو رب أسرة كبيرة وعاطل عن العمل،' كيلو الدجاج بـ 18 شيقل وكيلو البندورة بـ 5 شواقل وكذلك الكثير من أصناف الخضار وأنا لا أقدر على شرائها'، مشيرا الى أنه يشتري اللحوم والدجاج المثلج لإطعام أطفاله نظرا لانخفاض سعرها قياسا بالطازجة. ـــــــــــــــــــــــــ غزة.. طلبة غيّبهم الاحتلال عن مدارسهم غزة 14-9-2014 وفا- لم يذهب المئات من الطلبة اليوم الأحد، إلى مدارسهم في قطاع غزة مع افتتاح العام الدراسي المؤجل لأكثر من أسبوعين بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 50 يوما. وغيّبت قذائف وصورايخ الاحتلال الإسرائيلي هؤلاء الطلبة، فيما اكتفى مدرسوهم وزملاؤهم بوضع أسمائهم وصورهم على مقاعد الدراسة في الكثير من مدارس قطاع غزة. واستشهد خلال العدوان الإسرائيلي أكثر من ألفي مواطن، بينهم أكثر من 400 طفل غالبيتهم من طلبة المدارس. وأصرّ نصف مليون طالب وطالبة يدرسون في مدارس حكومية وأخرى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، على تحدي الاحتلال والتوجه إلى مقاعد الدراسة، رغم الأضرار الفادحة التي لحقت بمدارسهم وخاصة في المناطق الشرقية والشمالية للقطاع المحاصر. وقالت وزارة التربية والتعليم: 'إن أكثر من 170 مدرسة تضررت خلال العدوان الإسرائيلي بين أضرار بالغة وجزئية'. وكان من المقرر انطلاق العام الدراسي الجديد في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، إلا أنه تأجل بسبب العدوان وازدحام المدارس بآلاف المشردين. وسار طلبة من المناطق الشرقية لمدينة غزة، وخاصة في حي الشجاعية بين الركام متوجهين إلى مدارسهم. وعند دخولهم الفصول الدراسية رفعوا أعلام فلسطين ولوحوا بشارات النصر، ورفعوا لافتات تؤكد على تحدي الاحتلال والتنديد بمجازره. وخصصت وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث، الأسبوع الأول من الفصل الدراسي للرسم والترفيه واللعب لإخراج الطلبة من الحالة النفسية التي يمرون بها. واصطحب الكثير من أولياء الأمور أبناءهم، لاسيما تلاميذ الصف الأول الأساسي، لتعريفهم على مدارسهم. وشهدت مدارس 'الأونروا' غرب مدينة غزة تنقلات واسعة للطلبة شملت مدارس 'الأونروا' أو استئجار مدارس حكومية والعمل بنظام الفترتين، كما قال المستشار الإعلامي للمنظمة الدولية عدنان أبو حسنة في حديث سابق لـ'وفا'. وقامت 'الأونروا' بتجميع من تبقى من المشردين في بعض المدارس لحين إيجاد حلول لهم بعد أن دمرت منازلهم بالكامل وأصبحوا بدون مأوى. بينما لم يذهب طلاب بلدة بيت حانون إلى مدارسهم كبقية طلبة قطاع غزة بعد امتناع مواطنين عن الاستقرار في ثلاث مدارس. وقال المستشار الإعلامي لـ'الأونروا': 'إن محاولات عديدة جرت لإقناع الأهالي بالتجمع في مدارس محددة دون جدوى، ما أدى إلى اتخاذ الوكالة قرارا بعدم بدء العام الدراسي في بيت حانون، أو توجه 9600 طالب والهيئة التدريسية إلى مدارسهم'. ــ صيادو غزة.. مضايقات رغم تفاهمات وقف النار غزة 15-9-2014 وفا- زكريا المدهون لا يكاد يمر يوم إلا وتخرق قوات الاحتلال تفاهمات وقف إطلاق النار التي تنص على السماح للصيادين في قطاع غزة بالإبحار لمسافة ستة أميال بحرية. يقول الصياد محمد بكر لـ'وفا'، 'منذ بدء وقف إطلاق النار ونحن نتعرض لمضايقات وملاحقات شبه يومية من قبل قوات الاحتلال التي تطلق النار على الصيادين وتعتقل بعضهم'. وتنص تفاهمات وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على السماح للصيادين بالصيد لمسافة ستة أميال بحرية بدلا من ثلاثة. وأشار بكر (45 عاما)، إلى 'أن الصيادين ملتزمون بحدود الستة أميال ولا يتجاوزونها، لكن البحرية الإسرائيلية غرضها التضييق عليهم وحرمانهم من قوت أطفالهم'. وتمكن الصيادون بعد وقف النار من صيد كميات وفيرة من مختلف أنواع الأسماك، بعد سنوات من شحها وقلتها بسبب ضيق مسافة الصيد المسموح بها. وقال بكر: 'إنهم يتعرضون لانتهاكات واعتداءات أبرزها إطلاق النار، والاعتقال، وتخريب وإتلاف القوارب والشباك'. وكان مسموحا للصيادين الإبحار لمسافة 20 ميلا بحريا وفقا لاتفاق أوسلو الموقع عام 1993، وكذلك لمسافة ستة أميال بعد عدوان 2012 إلا أن قوات الاحتلال لم تلتزم بأي شيء. بدوره، قال الصياد عبد الباري السلطان من شمال غزة، الذي اعتقلت قوات الاحتلال قبل أسبوعين ولديه في عرض البحر: 'اعتقلت قوات الاحتلال صدام وطارق عندما ذهبا لإحضار شباك الصيد التي كانا قد نصباها في عرض البحر، حيث حاصرتهما الزوارق واعتقلتهما'. وأضاف، 'استولت تلك القوات على الحسكة (قارب صغير) التي يشترك بها مع أخيه ومعدات الصيد'. وتابع السلطان، 'منذ وقف إطلاق النار ونحن نتعرض بشكل شبه يومي لمطاردات واعتداءات من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية لإجبارنا على الصيد لمسافة أقل من ستة أميال'، مؤكدا أن الصيادين لم يتجاوزوا أبدا تلك المسافة، لكن قوات الاحتلال هي التي تنتهك ما تم التوصل إليه. وعدّت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين أنها إمعان في نهج العدوان وانتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما يعمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتفاقمها على مختلف المستويات، خاصة الأمن الغذائي. وشدد رئيس الشبكة في غزة أمجد الشوا، 'يعيش الصياد الفلسطيني ظروفا بالغة الصعوبة جرّاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة إلى حرمانه من مصدر دخله فهو أيضا حرمان لقطاعات واسعة من أبناء شعبنا من مصدر رئيس للغذاء'. وطالب الشوا في تصريح لـ'وفا'، بتوفير كل الدعم للصيادين وبخاصة تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم جراء العدوان الإسرائيلي وتوفير مقومات الصمود، إضافة إلى ذلك فضح الانتهاكات على كل المستويات. وتعرض الصيادون خلال العدوان الأخير والذي استمر 51 يوما لخسائر فادحة تقدر بحوالي ستة ملايين دولار أميركي. وقالت نقابة الصيادين: 'إن هذه الخسائر المباشرة شملت غرف الصيادين بمحتوياتها من ماكينات ومولدات كهرباء وحبال وشباك صيد'، مقدرة كذلك الخسائر غير المباشرة بحوالي ثلاثة ملايين دولار، نتيجة عدم نزولهم للبحر لمدة شهرين. يشار إلى أن عدد الصيادين في قطاع غزة يبلغ حوالي خمسة آلاف صياد يعيلون أكثر من 50 ألف فرد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ الغزيون يأملون بسرعة الإعمار قبل حلول الشتاء غزة 24-9-2014 وفا- (زكريا المدهون) ينتظر سامي الزعانين من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بفارغ الصبر المشوب بالقلق إعادة بناء منزله الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الذي استمر 50 يوما. وزاد قلق الثلاثيني بعد توارد أنباء عن حدوث انخفاض على درجات الحرارة وهطول الأمطار بداية الأسبوع المقبل. وما زالت أسرة الزعانين الممتدة تقيم في 'مدرسة هايل عبد الحميد الحكومية للبنين' شمال البلدة الحدودية بصحبة عائلات فقدت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي. وقال لـ'وفا': 'دمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها البري منزلنا المكون من طابقين بشكل كامل وسوته في الأرض وشردت أكثر من 15 فردا كانوا يقطنونه، ومعظمهم من الأطفال والنساء'. وأعرب الزعانين وهو يقف على أنقاض منزله المدمر عن أمله ببدء عجلة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المنازل المدمرة بشكل كامل، ولا يجد أصحابها أي مأوى لهم'. ورفضت عائلات بيت حانون المشردة في بداية العام الدراسي الجديد الذي انطلق في الرابع عشر من الجاري إخلاء مدارس لجأت إليها. وقبل أيام جرى تجميع 'المشردين' في مدرستين تابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا'، وآخرين في مدرسة ثالثة تابعة للحكومة. ونبه الزعانين من تدهور أوضاعهم الإنسانية خلال فصل الشتاء، مطالبا بالضغط على سلطات الاحتلال لرفع الحصار وإدخال مواد البناء. وقالت 'أونروا': 'إنها تعمل جاهدة على توفير مساكن بالإيجار لمن دمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير'. وتقول تقارير: إن قوات الاحتلال دمرت خلال عدوانها الجوي والبري والبحري حوالي 60 ألف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي'. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد محمد الحساينة: إن الحكومة تتواصل مع كافة الجهات الدولية والمحلية من أجل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. ودعا الوزير في تصريحات صحفية سابقة، إلى فتح المعابر بصورة عاجلة أمام مواد ومستلزمات الإعمار، مشيرا إلى أن نحو 20 ألف أسرة بمعدل 130 ألف نسمة تواجه مصيرها الآن في العراء، وهي بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إغاثتها وتوفير المأوى لها. وقدّر الوزير الحساينة حجم الخسائر التي لحقت بقطاع الإسكان والعمران حوالي مليار ونصف المليار دولار أميركي. وشدد على ضرورة الإسراع والبدء بإعادة الإعمار وتوفير كافة المقومات اللازمة للإعمار في كافة القطاعات، وعلى رأسها إعادة إعمار المنازل المدمرة وإيواء المشردين. بدوره، أعرب عبد الكريم بلاطة من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، عن أمله بسرعة إعمار ما دمره الاحتلال، خاصة قبل بدء فصل الشتاء. واستشهد 11 فردا من أسرة عبد الكريم وأخيه نعيم، فيما دمر منزله بشكل بالغ بعد استهدافه من مدفعية وطائرات الاحتلال الإسرائيلي. وقال بلاطة لـ'وفا': 'نقيم حاليا وابن أخي الناجي الوحيد من أسرته في مدرسة قريبة، وفي ظروف إنسانية صعبة'. وأضاف أنه غير قادر على استئجار منزل لأسرته لارتفاع أسعارها، مطالبا بإعادة بناء بيت أسرته الذي شيده بعرق جبينه ولم يسدد ثمنه بعد. ــــــــ غزة.. أضاحي العيد تشكو قلة المُضحين تصغير الخط تكبير الخط تعديل حجم الخط تجهيز نسخة للطباعة غزة 29-9-2014 وفا- (زكريا المدهون) يشكو تجار الحلال في قطاع غزة من ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، مرجعين ذلك الى سوء الأوضاع الاقتصادية والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، فيما يجمع التجار على أن أسعار الأضاحي لهذا العام مناسبة للجميع، رغم الخسائر التي تكبدها القطاع الحيواني نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير. وقال تاجر الحلال محمد العبسي لـ'وفا': 'إن إقبال المواطنين على شراء الأضاحي سواء الأبقار أو الماشية ضعيف جدا هذا العام ووصل الى النصف.' وأوضح العبسي الذي يمتلك ملحمة في سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة 'أن سعر كليلو جرام القائمة من لحم العجل 'الشراري' حوالي 18 شيقلا، بينما تتراوح حصة الاشتراك بالعجل ما بين 1300 الى 1800 شيقل.' وبلغت خسائر القطاع الحيواني خلال العدوان الاسرائيلي حوالي 70 مليون دولار، حيث استهدفت قوات الاحتلال مزارع الأبقار والمواشي. وقال العبسي:' الإقبال فقط من قبل الجمعيات على شراء الأضاحي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بينما الاقبال على الأضاحي الشخصية ضعيف جدا.' وأرجع ضعف الإقبال على شراء الأضاحي أو الاشتراك بحصص، إلى سوء الأوضاع الاقتصادية وانقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي سيفسد ويتلف اللحوم، متوقعا أن تشهد نسبة الاقبال ارتفاعا بعد استلام الموظفين لرواتبهم. وتوقع اقتصاديون، أن ترتفع نسبة البطالة في قطاع غزة بعد العدوان الى 55%، وأن ترتفع نسبة الفقر الى 60%. وتقول التقارير الدولية: 'إن حوالي 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الاغاثية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' ومنظمات وجمعيات محلية وعربية ودولية. بدوره اتفق تاجر الحلال غسان أبو ياسين مع العبسي على ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي أو الاشتراك بحصص. وقال أبو ياسين لـ'وفا':' رغم انخفاض أسعار الأضاحي إلا أن إقبال المواطنين عليها ضعيف، بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية وكذلك انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن منازلهم. وأشار الى أن ثمن حصة الاشتراك بالعجل تتراوح ما بين 1300 الى 1800 شيقل، لافتا الى أن العدوان الاسرائيلي ألقى بظلاله على مجمل الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة. من جهتها، أكدت وزارة الزراعة توفر الأضاحي في أسواق قطاع غزة، وانخفاض أسعارها لهذا العام بسب انخفاض أسعار الأعلاف عالميا. وحددت الوزارة أسعار لحوم الأضاحي على أن يكون كيلو العجل الهولندي قائم بـ 16 شيقلا بدلاً من 18 العام الماضي، والعجل 'الشراري' القائم 18 شيقلا، وسعر كيلو العجل البلجيكي قائم 20 شيقلاً. ويحتاج قطاع غزة قرابة 10 آلاف رأس من العجول لموسم الأضاحي، لكن هذه الأعداد تنخفض في ظل الوضع الاقتصادي السيئ، بينما المتوفر حاليا حوالي 6000 رأس وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 9000 على الأقل في ظل محاولة إدخال (3000) آلاف رأس من إسرائيل حتى عيد الأضحى المبارك. ــــــــــــــــــــــــــ غزة .. عندما تكون أمطار الخير 'نقمة' غزة 22-11-2014 وفا- (زكريا المدهون) تجدد مياه الأمطار الغزيرة والسيول المصاحبة للمنخفضات الجوية، معاناة 'المشردين' الذين هدمت منازلهم خلال العدوان الاسرائيلي الأخير، سيما في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة. وغمرت مياه الأمطار قبل أسبوع مخيمات اللجوء الجديدة التي تضمم مئات البيوت المتنقلة 'كرفانات' في أنحاء مختلفة من القطاع الساحلي. ويخشى معين حمزة المصري من بلدة بيت حانون المنكوبة شمال غزة، من تكرار معاناته خلال المنخفض الجوي الحالي كما حصل الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن مياه الأمطار والسيول أغرقت 'الكرفانين' اللذين تقطنهما أسرته خلال المنخفض الجوي الفائت. وأضاف المصري، في العقد الثالث من عمره، لـ'وفا'، أن أسرته المكونة من ثمانية أفراد تقطن في 'كرفانين' بعد هدم قوات الاحتلال لمنزلهم أثناء عدوانها الأخير الذي استمر واحدا وخمسين يوما. ويقطن المصري مع عشرات الأسر التي دمرت منازلهم بالكامل في بيوت متنقلة نصبت على أراضٍ جرداء عند مفترق المصريين شرق بلدة بيت حانون. وتعمدت قوات الاحتلال خلال عدوانها على القطاع تدمير آلاف المنازل ما بين تدمير كلي وجزئي. وتابع، 'قبل أسبوع، وخلال المنخفض الجوي، دخلت مياه الأمطار الى 'الكرفانات' وأتلفت محتوياتها'، لافتا الى أن تلك البيوت غير مؤهلة لفصل الشتاء، لأنها مصنوعة من الحديد ومبطنة بـ'الفلين'. وقال المصري: 'نعيش خلال الشتاء معاناة وظروفا إنسانية صعبة للغاية، خاصة الأطفال الذين يعانون من البرد وصوت الأمطار والرياح المزعج'، منوها إلى أن المنطقة المنصوبة عليها 'الكرفانات' مكشوفة ولا توجد بها أية مبان سكنية. وناشد بسرعة وضع حد لمعاناة آلاف الأسر التي حرمها الاحتلال من بيوتها، وذلك عبر سرعة إعادة الإعمار. إضافة إلى 'الكرفانات'، لا تزال أسر فلسطينية 'منكوبة' تقطن في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، وأخرى تقطن في منازل مستأجرة. من ناحيته، كشف وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، أن الأسبوع المقبل سيشمل المرحلة الثانية من إدخال مواد البناء والاليات الخاصة باعمار قطاع غزة. وأعلن الوزير الشيخ في تصريح نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك'، 'أن الحكومة ستقوم بإدخال المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة من (جرافات، وبرادات، وحافلات، وغيرها). وأوضح، أن المرحلة الثانية من ادخال مواد البناء الى قطاع غزة، هي المرحلة الكبرى من حيث عدد المواطنين المستفيدين، وكذلك من حيث الكميات، حيث سيكون عدد المستفيدين تقريبا 24 ألف أسرة تضررت جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وكان وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أعلن عن توقيع عقود مع شركتين لإزالة ركام المنازل المدمرة في محافظة غزة بقيمة 3.2 مليون دولار ويبدأ العمل فيها بدءا من الأسبوع المقبل، بإشراف ومتابعة الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 'UNDP'. ووضع الحساينة قبل أيام حجر الأساس لمشروع ألف وحدة سكنية مؤقتة لمنطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بتمويل من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا). بدوره، اشتكى رامز حمد من سكان بيت حانون من صعوبة العيش في 'الكرفانات'، خاصة خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أن أسرته المكونة من ستة أفراد تقطن في 'كرفان' في ظروف إنسانية صعبة للغاية. وقال لـ'وفا'، 'عشنا أوضاعا صعبة أثناء المنخفض الجوي قبل أسبوع حيث غمرت مياه الأمطار الكرفانات، وتحولت المنطقة إلى ساحة من الوحل يصعب السير عليه'. وأضاف: 'لا توجد مياه ساخنة ولا حتى مياه كافية للشرب، ونعاني من البرد خلال ساعات الليل'، مطالبا بسرعة بناء ما دمره الاحتلال ووضع حد لمعاناتهم. ــــــــــــــ مياه الأمطار تفاقم معاناة الفقراء والمشردين في غزة غزة 26-11-2014وفا- (زكريا المدهون) ألحقت مياه الأمطار والسيول الناتجة عن المنخفض الجوي الذي يضرب البلاد هذه الأيام، أضرارا بالعديد من المنازل وأغرقت شوارع وطرق رئيسية في قطاع غزة، لا سيما في مخيمات اللاجئين والمناطق المنخفضة والحدودية المنكوبة. ويتخوف سكان القطاع (1.8 مليون نسمة)، من تكرار مأساة المنخفض الجوي 'أليسكا' الذي أدى الى إغراق مناطق سكنية بالكامل مثل 'منطة النفق' جنوب شرق مدينة غزة. وقال سكان محليون: 'إنهم لم يناموا ليلتهم الفائتة خوفا من تكرار مأساة العام الماضي، وأنهم جهزوا مقتنايتهم وأمتعتهم لحدوث أي طارئ.' وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال ليل أمس الى إغراق العديد من المنازل المنخفضة في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وأيضا غرق الشوارع والأزقة. وحذرت سلطة جودة البيئة، من تكرار مأساة العام الماضي عندما غرق وادي غزة وامتلأت بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة، وأغرقت عشرات المنازل من حولها جراء المنخفض الجوي. ودعت سلطة جودة البيئة في بيان صحفي، سكان وادي غزة والمحيطين ببركة الشيخ رضوان إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع تكرار المأساة الماضية. كما حذرت دائرة الأرصاد الجوية من خطر تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، وخطر التزحلق على الطرق. بدوره قال وائل أبو عواد من سكان مخيم الشاطئ الشمالي:' غرقت العديد من المنازل المنخفضة في محيط منطقة مدرسة أبو عاصي، ما أدى الى تضرر وغرق محتوياتها، مشيرا الى أن منسوب المياه في اشارع الذي يقطنه شارف ارتفاعه على المتر. وأشار الى أن الطواقم الفنية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، تقوم على مدار الساعة بتنظيف مصارف المياه. وأعلنت بلديات قطاع غزة منذ الاعلان عن المنخفض الجوي حالة الطوارئ، مؤكدة استعداداتها لمواجهة أي تطورات أو كوارث. وأفاد شهود عيان في اتصالات هاتفية مع 'وفا'، بتعرض المناطق الشمالية والشرقية لقطاع غزة والتي نالها النصيب الأكبر من العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، لسيول جارفة ألحقت أضرار بالبيوت المتنقلة 'الكرفانات' التي يقطنونها مؤقتا لحين بدء دوران عجلة الإعمار. ووصف هيثم الكفارنة من سكان بلدة بيت حانون الحدودية شمال القطاع والتي هدمت مئات المنازل فيها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي الأوضاع في البلدة جراء الأمطار الغزيرة بـ 'المأساوي'. وقال: 'غرقت شوارع البلدة بالمياه التي تشبه الفيضان، ودخلت الى منازل المواطنين التي تهدمت جدران بعضها.' وأشار الى أن أكثر المتضررين من المنخفض هم سكان 'الكرفانات' التي دخلت المياه الى داخلها وأتلفت محتوياتها'، منوها كذلك تضرر المواطنين القاطنين في مراكز الأيواء في مدارس تابعة لوكالة الغوث. ولفت الكفارنة الى أن السيول التي اجتاحت البلدة تأتي من الحدود الشمالية والشرقية للبلدة مع الجانب الاسرائيلي، مضيفا لا يستطيع المواطنون السير على أقدامهم بسبب الوحل المنتشر في الشوارع والطرقات. ولا يختلف الوضع المأساوي في بلدة بيت حانون عن الأوضاع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبلدة خزاعة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة. ـــــــــــــ الحصار يبدد أحلام الخريجين في غزة غزة 13-12-2014 وفا- زكريا المدهون لم يجد علاء (اسم مستعار)، سوى بيع المشروبات الساخنة، وسيلة للتغلب على ظروفه الاقتصادية الصعبة التي يمر بها منذ تخرجه من الجامعة قبل أربعة أعوام. على أحد المفترقات الرئيسية في مدينة غزة، وقف علاء (26 عاما) خلف بسطة خشبية محاطة بالزجاج، يصب القهوة لأحد الزبائن مقابل شيقل واحد (حوالي ربع دولار أميركي). وكان عشرات الخريجين نظموا قبل يومين وقفة احتجاجية لعدم حصولهم على فرص عمل، قاموا خلالها ببيع المشروبات الساخنة تعبيرا عن رفضهم وسخطهم على الظروف التي يمرون بها. وقال علاء: 'تخرجت قبل أربع سنوات من كلية التربية في جامعة الأزهر، ولم أحصل على فرصة عمل دائمة، فاضطررت الى بيع المشروبات الساخنة لتوفير مصروفي الشخصي ومساعدة أسرتي'. واسترسل: 'ظروفنا الاقتصادية صعبة جدا.. والدي من دون عمل منذ سنوات ولي إخوة صغار وفي المدارس، وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة'. ويشهد قطاع غزة أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية منذ فرض الحصار عليه قبل ثمانية أعوام، لكنها تدهورت بشكل ملحوظ بعد العدوان الاخير الذي استمر أكثر من خمسين يوما. وأشار اقتصاديون إلى أن نسبة الفقر زادت بعد عدوان الصيف الماضي الى أكثر من 60%، فيما بلغت نسبة البطالة أكثر من 40%. وفي هذا الصدد، أكدت مديرة 'المؤسسة المصرفية' و'صندوق التنمية الفلسطيني' في قطاع غزة نبراس بسيسو، أن القطاع يعاني من أعلى نسبة فقر وبطالة منذ عام 2006. وقالت بسيسو في دراسة حديثة: 'وصلت نسبة البطالة في قطاع غزة 40.8%، يضاف اليها أعداد العاطلين جرّاء العدوان الاخير وتدمير المنشآت الصناعية، وارتفاع نسبة الفقر الى 60%، حيث تعطل ما يقارب 12000 عامل نتيجة تدمير المنشآت الصناعية'. وأكد الخريج علاء أنه طرق جميع الأبواب للحصول على وظيفة ولو بشكل مؤقت دون جدوى، مشيرا الى أنه يكسب في اليوم الواحد أكثر من عشرة شواقل (حوالي دولارين ونصف)، وهي غير كافية لإخراج عائلته من فقرهم المدقع. وكشفت بسيسو، أن 110 آلاف خريج بلا عمل، في حين تخرج مؤسسات التعليم العالي سنويا حوالي 30000 ألف طالب وطالبة ينضمون لجيش العاطلين عن العمل. وأرجعت بسيسو، أسباب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه قطاع غزة الى الحصار الاسرائيلي واغلاق المعابر، منوهة الى ان اي عائلة لا يزيد دخلها عن 1500 شيقل شهريا تعتبر تحت خط الفقر، جرّاء ارتفاع غلاء المعيشة. وتعتمد 80% من أسر قطاع غزة على المساعدات التموينية والاغاثية المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، وجمعيات ومؤسسات خيرية عربية ودولية. ومنذ التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل أكثر من ثلاثة أشهر في القاهرة، لم ترفع قوات الاحتلال الاسرائيلي الحصار الذي تفرضه منذ سنوات. وتفاءل الخريجون والعاطلون كثيرا على اتفاق 'التهدئة' لتحسين أوضاعهم الاقتصادية مع بدء دوران عجلة الاعمار، لكن 'أحلامهم ذهبت أدراج الرياح'. ـــــــــــــــــــــــــ غزة: مشروع لإنقاذ المزارعين من الجفاف وزيادة دخلهم خان يونس 17-12-2014 وفا- (زكريا المدهون) يستطيع المزارع سامي أبو خاطر من منطقة الفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، خلال فصل الصيف المقبل، ري مزروعاته بمياه الأمطار العذبة بدلاً من المياه الجوفية المالحة، وذلك بفضل 'مشروع مقاومة الجفاف عبر وسائل مبتكرة في إدارة مصادر المياه'. وينفذ المشروع جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، بالشراكة مع مؤسسة الدايكونية الألمانية (DSK)، بتمويل من وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية (BMZ). وعبّر أبو خاطر الذي يمتلك 'دفيئة بلاستيكية' مزروعة بثمار البندورة، عن سعادته البالغة لأنه سيستفيد من هذا المشروع ضمن 230 مزارعا من منطقة الفخاري الزراعية. ويهدف المشروع بحسب ما قاله المهندس محمد الزيان المنسق الفني للمشروع لـ 'وفا'، إلى تعزيز مقاومة الجفاف في قطاع غزة باستخدام وسائل مبتكرة في إدارة مصادر المياه في القطاعين الزراعي والمنزلي. وأشار المزارع أبو خاطر إلى أنه سيقوم بتخزين مياه الشتاء لفصل الصيف لزراعة الشمام والخيار والفلفل الرومي لأنها تحتاج إلى مياه عذبة لا تتوفر بمياه الخزان الجوفي. وتوّقع أن يتحسن إنتاجه في السنوات المقبلة بفضل ذلك المشروع الذي سيوفر عليه مصاريف كثيرة. وفي سبيل تحقيق أهداف المشروع، أوضح المهندس الزيان، أن (الإغاثة الزراعية) تعكف على إنشاء برك تجميع مياه الأمطار من الدفيئات الزراعية لخدمة المزارعين. كما يهدف المشروع إلى تعزيز قدرة أرباب الأسر البالغ عددها 340 أسرة، من الوصول لمصادر المياه. وأعلن الزيان أنه لتحقيق هذا الهدف تعكف الإغاثة على إنشاء عدد من وحدات تجميع مياه الأمطار من فوق أسطح المنازل واستخدامها منزليا. وبيّن أن مدة المشروع ثلاث سنوات ومقسمة على ثلاث مراحل، مشيرا إلى أن المزارعين وأرباب الأسر حصلوا على تدريب مكثف في إدارة مصادر المياه ومكافحة الآفات والاستخدام الفعّال للمياه والممارسات الصحية السليمة داخل المنزل وإدارة استخدام وحدة تجميع مياه الأمطار. وأكد أن ما يميز المشروع هو تحقيق الاستدامة البيئية وذلك بتقليل الضغط على الخزان الجوفي عن طريق تجميع مياه الأمطار كمصدر متجدد وغير تقليدي للمياه. وقال: إن الجدوى الاقتصادية للمزارعين هو توفير ما يقارب 300 متر/ مكعب من المياه اللازمة للري، إضافة إلى زراعة محاصيل تحتاج إلى مياه ذات جودة عالية مثل مياه الأمطار وهذا سيزيد من دخل المزارعين. وعن التصميم الذي تم استخدامه لبرك تجميع مياه الأمطار، أوضح الزيان: 'أنه تصميم فريد من نوعه من حيث حجم التخزين، بيد أنها تستوعب 350 متر/ مكعب، وكذلك استخدام مادة 'الجيوممبرين'، وهي مادة بلاستيكية تتمتع بديمومة تصل إلى 25 عاماً، إضافة إلى بناء برك الصفائح المعدنية. وكشف عن استعدادات (الإغاثة الزراعية) لبناء 46 بركة لتجميع مياه الأمطار في مناطق الفخاري ورفح الغربية ومواصي خان يونس. واعتبر أن قطاع غزة بأمس الحاجة إلى مصادر المياه غير التقليدية، حيث يعاني من الكم والجودة، لافتا إلى أن العجز السنوي من المياه حوالي 70 مليون متر مكعب، إضافة إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه الجوفية لاختلاطها بمياه البحر. ـــ مشردو غزة... نريد العودة الى بيوتنا غزة 23-12-2014 وفا- زكريا المدهون وائل شحادة لم يعد الى منزله في حي الزيتون شرق غزة، ولا يزال يقطن هو وأفراد أسرته في إحدى المدارس غرب المدينة في ظروف إنسانية صعبة بالرغم من اقتراب وقف العدوان على قطاع غزة من الشهر الرابع. شحادة يعدّ واحدا من آلاف الغزيين الذين لم يعودوا الى بيوتهم التي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الأخير في الصيف الماضي والذي استمر 51 يوماً، ولا يزالون ينتظرون دوران عجلة الاعمار التي تسير ببطء شديد كما يؤكد عديد المسؤولين. يقول شحادة، ' منذ بداية العدوان الاسرائيلي وأسرتي المكونة من 24 فردا تعيش في تلك المدرسة بعد تدمير طائرة حربية لمنزلنا بشكل كامل ومصنعا للخياطة كنا نعتاش منه وسيارتي الخاصة.' ويضيف لـ 'وفا' وهو يجلس على كرسي خشبي في احدى مدارس الايواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا'، ' استشهدت زوجة عمي نتيجة القصف واثنان من أفراد عائلتي... وفقدنا كل ما نملك وننتظر اعادة بناء منزلنا المكون من أربع طبقات.' وزير الاشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، كان قد أوضح أن قطاع غزة يحتاج إلى 150 ألف وحدة سكنية بعد العدوان الأخير، وأن عملية إعادة إعمار قطاع غزة تسير بشكل بطيء، وأنها بحاجة إلى جهد أكبر. وقال في تصريحات صحفية أمس: 'في قطاع غزة آلاف الأسر تنتظر عملية إعادة الاعمار لإيجاد المأوى لها.' وبالرغم من أن 'الأونروا' تقدم لشحادة كل مستلزمات المعيشة كما يقول إلا أن ذلك لا يغنيه عن العودة بأسرع وقت الى منزل يجد فيه راحته وكرامته ، خاصة أن معاناة المهجرين تزداد خلال فصل الشتاء. بدوره ينتظر أحمد أبو هندي من سكان منطقة التوام شمال مدينة غزة، منذ وقف العدوان الاسرائيلي اعادة بناء بيته المدمر. وقال أبو هندي لـ 'وفا':' بيتي أصيب بأضرار بالغة ودمرت محتوياته وأصبح غير صالح للسكن، شقاء عمري ذهب في لحظة.' وتابع:' قدّر الله وما شاء فعل، ومنذ ذلك الوقت أعيش مع أفراد أسرتي التي تضم أطفالا في تلك المدرسة لا نريد البقاء هنا طويلا نريد العودة الى بيتنا.' وبعد أن شكر المنظمة الأممية على ما تقدمه من مساعدات انسانية لهم، أكد أبو هندي العاطل عن العمل أن طلبه الوحيد هو إعادة بناء منزله المدمر. وكان مدير عمليات 'الاونروا' في قطاع غزة 'روبرت تيرنر قال قبل يومين:' ان الوكالة لن يكون لديها اي أموال بداية العام الجديد لتقديم اية مساعدات سواء لإعادة اعمار البيوت المتضررة او دفع بدل ايجارات بسبب عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم. ونبّه تيرنر في تصريحات للصحفيين: 'ان الوضع المالي لـ 'الاونروا' خطير، وأن على المتبرعين سرعة تحويل الأموال الى غزة للبدء بعمليات الاعمار الحقيقية'، مشيرا الى ان ما وصل الوكالة حتى الآن هو مائة مليون دولار دفعت كإيجارات بيوت واصلاح أضرار أكثر من 35 الف أسرة في قطاع غزة. وحذر المسؤول الأممي 'من أن عواقب توقف 'الأونروا' عن صرف المدفوعات للأسر المتضررة ستكون وخيمة، حيث سيجد عشرات آلاف اللاجئين وأسرهم أنفسهم بدون مأوى مناسب وبدون أي دعم خلال الأشهر القاسية من فصل الشتاء. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد ثمانية أشهر من العدوان .. عملية الإعمار تراوح مكانها غزة 9-5-2015 وفا- زكريا المدهون عادت أسرة صبحي أبو ريدة إلى منزلها في بلدة خزاعة الحدودية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد إعادة ترميمه إثر تعرضه لأضرار جزئية خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع صيف العام الماضي. وقال أبو ريدة (38 عاما): 'إنه تمكن من إعادة ترميم بيته المكون من طبقتين بعض حصوله على كميات من الإسمنت، بعد رحلة تشرد ومعاناة استمرت أكثر من ثمانية أشهر بين مدارس الإيواء والبيوت المستأجرة'. وتشهد مناطق من قطاع غزة اعادة اعمار وترميم لبيوت ومساكن تعرضت لأضرار جزيئة وبالغة، فيما تشاهد آليات ثقيلة تقوم بإزالة الركام. وقال الاتحاد الأوروبي أمس: 'إنه جرى ازالة 250 ألف طن من الركام من أصل مليون من مناطق مختلفة من القطاع'. وأشار أبو ريدة الذي أصيب خلال العدوان الاسرائيلي، الى أن المدفعية الاسرائيلية قصفت منزله ما أدى الى الحاق أضرار فيه، وغادره على الفور مع أسرته المكونة من ثمانية أفراد. وكان لبلدة خزاعة الزراعية نصيب كبير من العدوان الاسرائيلي الذي أدى الى استشهاد وجرح العشرات من أبنائها، وهدم مئات المنازل. وشنت اسرائيل في الفترة الواقعة ما بين 8- 7 و 26- 8 من العام الماضي عدوانا بريا وبحريا وجويا ضد قطاع غزة، أدى الى استشهاد أكثر من ألفي مواطن وجرح الآلاف، اضافة الى هدم آلاف الوحدات السكنية. ويقول مراقبون: إن عجلة الاعمار الحقيقية لم تنطلق بالمعنى الحقيقي حتى الآن، بسبب استمرار الحصار الاسرائيلي ووضع العراقيل. وكان مسؤول في شركة سند للصناعات الانشائية التي تشرف على ادخال الاسمنت الى القطاع، أوضح في تصريحات له أمس: ارتفاع حجم الكميات الواردة من 'الاسمنت' الشهر الماضي، لكنه أكد أنها لا تلبي متطلبات واحتياجات القطاع الساحلي. وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، دعا في تصريحات سابقة أصحاب المنازل المدمرة كليا للإسراع في تجهيز المخططات والخرائط الخاصة بمنازلهم واعتمادها من البلديات، وذلك للبدء في اعادة اعمار هذه المنازل. وفي مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال غزة، لم تعد أسرة الخمسيني عبد الكريم بلاطة الى منزلها المدمر بشكل كبير جدا، لعدم حصولها على مواد بناء كافية لإعادة ترميمه. واستشهد 11 فردا من عائلة بلاطة خلال العدوان الاسرائيلي. وقال بلاطة الذي تشردت أسرته في مدارس 'الإيواء' التابعة لوكالة الغوث الدولية 'الأونروا': 'إنه حصل على كميات غير كافية من الاسمنت لم تكف لإعادة اعمار منزله'. وأشار الى أنه قبل شهر لم يقدر على دفع الايجار لصاحب المنزل فاضطرت اسرته للسكن في منزل شقيق له، منوها الى أن 'الأونروا' لم تدفع له بدل ايجار منذ شهر كانون الأول الماضي، واصفا حياة أسرته بسبب عدم اعادة بناء منزله بالصعبة للغاية وشديدة المعاناة. من جهته، أكد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع عدم وجود حركة اعمار حقيقية في القطاع وانما اعادة اعمار جزئي. وأعلن في تصريح لـ'وفا'، أن كل ما تم ادخاله من مادة الإسمنت من تاريخ 14-10-2014 وحتى اليوم هو 98 ألف طن وهي تكفي القطاع لمدة عشرة أيام. وقال: 'يحتاج قطاع غزة يوميا الى عشرة آلاف طن من الاسمنت'، داعيا الى رفع الحصار بشكل كامل وادخال جميع مستلزمات الاعمار دون قيود أو شروط. وتتهم منظمات حقوق الانسان قوات الاحتلال بالتحكم بالمعابر المحيطة بقطاع غزة، وتضييق الخناق على سكانه المحاصرين منذ أكثر من ثمانية أعوام. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في تقرير سابق، أن تخصيص 'معبر كرم أبو سالم' كمعبر تجاري وحيد لقطاع غزة، غير كاف لتلبية احتياجات سكانه (1.8 مليون نسمة)، متهما قوات الاحتلال بالعمل على زيادة معاناة الغزيين. ــــ أنس قنديل.. رحل قبل أن ينام غزة 12-7-2014 وفا- زكريا المدهون رحل الفتى أنس قنديل (17 عاماً) قبل أن يتمكن من النوم الذي جافاه لأيام خوفا من قصف الطائرات الاسرائيلية لمنزل أحد جيرانه في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وآخر ما كتبه أنس الذي استشهد فجر اليوم السبت على حسابه الشخصي على صفحة التواصل الاجتماعي 'فيس بوك': 'يا ربي ارحمني إلي من مبارح ما نمت... خلصونا اقصفوا الدار.' وعلق أنس على صفحته كذلك: 'معيشينا بحالة نفسية صعبة'. وتداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعية بكثرة ما كتبه أنس الذي رحل برفقة والده وثلاثة آخرين من الجيران. بيت الجيران لم يقصف كما تمنى أنس كي يستطيع النوم كبقية شعوب العالم بأمن ودون خوف، لكن الذي قصف مجموعة من المواطنين كانوا يجلسون بساحة واسعة قرب مسجد هربا من حرارة الصيف في المخيم المكتظ بالسكان. وقال أحد أصدقاء أنس:'كان أنس منذ عدة أيام كباقي سكان قطاع غزة لا يستطيع النوم، فما بالك اذا كان قربا منك منزل مهدد بالقصف.' وأضاف،' كنا نتوقع قصف أحد المنازل في منطقتنا بعد تهديد أصحابه بأية لحظة، ما جعل سكان الحارة في حالة استنفار وترقب دائمين.' وتابع صديق أنس:' الشهداء الستة كانوا يجلسون في ساحة مسجد الشهيد أنور عزيز وفجأة باغتهم صاروخي اسرائيلي قضى عليهم جميعا.' ولم تسلم الجمعيات التي تعنى بالمعاقين هي الأخرى من القصف الاسرائيلي، بعدما طالت الصواريخ فجر اليوم، مقر جمعية مبرة فلسطين للمعاقين شمال القطاع، ما أدى الى استشهاد نزيلتين. وخرجت قوات الاحتلال من عقالها عندما قصفت تجمعا للمواطنين في حي الشيخ رضوان جنوب مدينة غزة أدى الى استشهاد ستة منهم. وفي هذا الصدد، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان 'إن قوات الاحتلال كثفت من استهدافها للجمعيات والمؤسسات المدنية والمتنزهات العامة، وبعض المساجد، غير آبهة بالمدنيين المتواجدين فيها أو في محيطها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد امرأ تين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن مقتل خمسة مدنيين كانوا في ساحة احد المساجد.' وأضاف المركز في تقرير له، 'إن تلك القوات واصلت دك المنازل ولكن هذه المرة بغطاء قانوني.' وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتهديد بتوسيع تلك العمليات وما يرافقها من إجراءات حصار خانق يمس بكل مناحي الحياة للمدنيين الفلسطينيين. ودعا المركز الحقوقي، المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، مجددا فينفس الوقت مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية. ودعا المركز كذلك، إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها. ـــــــــــــــــــ غزة.. ينتزعون الحياة من براثن الموت غزة 4-7-2014 وفا- زكريا المدهون لم يكترث المتسوقون في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة اليوم الاثنين، لصوت قصف إسرائيلي استهدف منزلا قريبا واستمروا بشراء حاجياتهم بشكل طبيعي. هزّ الانفجار المخيم لكن أم رائد أبو غبن واصلت التسوق وشراء ما تحتاجه أسرتها من خضار، مؤكدة 'أن الأعمار بيد الله'. وأضافت وهي تتفحص ثمرات 'البندورة': 'تعودنا على الوضع، كل يوم قصف وشهداء وجرحى وتدمير بيوت... بطلنا نخاف من الموت.' ازدحم السوق بمئات المتسوقين وعلت أصوات الباعة ليطغى عليها أصوات أبواق سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي هرعت إلى البيت المستهدف. على بعد مائتي متر المشهد كان مختلفا.. سيارات الإسعاف تخلي الشهداء والجرحى وتقطع الطريق مسرعة من وسط المتسوقين. أبو غبن تؤكد أنها منذ بداية العدوان تأتي إلى السوق يوميا غير مكترثة بالقصف الإسرائيلي الذي يضرب في كل مكان، ويطال الأسواق والمدارس والبيوت والمساجد، مشيرة إلى أنها تعودت على القصف وتمارس حياتها بشكل طبيعي. بدوره، استمر البائع أنس النحال في المناداة على المتسوقين لشراء بضاعته من الخضروات، مؤكدا أن الناس في غزة تعودت على الوضع وأصبحت لا تخاف على حياتها. وشدد النحال، على أنه رغم صعوبة الوضع في غزة إلا انه منذ بداية العدوان يفتح محله في السوق رغم شح الخضار وارتفاع سعرها أحياناً. وأضاف أن المواطنين يأتون إلى السوق من المخيم وخارجه من الأحياء القريبة للتسوق وتلبية احتياجاتهم الضرورية. وعلى مسافة قريبة من سوق الشاطئ، ازدحم الشارع الرئيس وسط المخيم بعشرات السيارات التي تنقل المواطنين لمناطق مختلفة. لحظة وقوع القصف في المخيم، علت أصوات الأطفال وأصبحوا يشيرون بأيديهم إلى مكان تصاعد أعمدة الدخان. ويمارس الأطفال في المخيم حياتهم رغم تحليق الطائرات بمختلف أنواعها في سماء القطاع. ويقترب عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ ثمانية وعشرين يوما، من الألفي شهيد وعشرة آلاف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين. ويقطن مخيم الشاطئ الذي تبلغ مساحته كليومتر مربع حوالي 90 ألفا، وزادت هذه النسبة بعد نزوح آلاف المواطنين من مناطق شمال وشرق القطاع إلى مدارس 'الأونروا' في المخيم. وفي أحياء قريبة من مخيم الشاطئ تسير الحياة بشكل شبه طبيعي، ويخرج المواطنون من بيوتهم لقضاء احتياجاتهم الضرورية. يقول المواطن أحمد صلاح من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة: 'في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي أصبح يمارس حياته بشيء من الحيطة والحذر'، مؤكدا أن الأعمار بيد الله فأينما تكون في غزة يدركك الموت. وتابع صلاح:' يجب أن نثبت للاحتلال أنه رغم مجازره فإننا نزرع الأمل من بين الأشلاء والركام كطائر 'الفينيق'، مشيرا إلى أنه يقوم بزيارة أصدقائه والاطمئنان عليهم والجلوس في الشارع مع الجيران لتبادل الحديث حول آخر أخبار العدوان. ــ قطاع غزة.. كساد وبطالة وانهيار للأنشطة الاقتصادية غزة13-4-2015 وفا- زكريا المدهون اشتكى بائع الخضروات في سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة أنس النّحال، من تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين والتي لم يسبق حدوثها منذ سنوات طويلة. وقال النحال وهو يتكئ على بسطة كبيرة لبيع أصناف مختلفة من الخضروات:' نمر هذه الأيام بحالة كساد تجاري صعبة للغاية لم نشهدها منذ سنوات بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.' وأشار النحال وهو في نهاية العقد الثاني لـ 'وفا'، الى أن الأسعار مناسبة للجميع... لكن انعدام فرص العمل وبالتالي عدم امتلاك المواطنين للمال أدى الى ضعف مقدرتهم الشرائية. وأوضح 'أن الحركة الشرائية تنتعش نوعا ما مع انتهاء السوق ورغبة التجار والباعة في بيع ما لديهم فتنخفض الأسعار نوعا ما فيزيد اقبال المتسوقين لا سيما الفقراء منهم'، لافتا الى أن كثيرا من زبائنه يشترون على الحساب.' وأشار الى أن أزمة الرواتب وتقاضي الموظفين 60% من رواتبهم أدى الى تراجع القدرة الشرائية. وتفرض اسرائيل على قطاع غزة منذ حوالي ثمانية أعوام حصارا مشددا تمنع بموجبه دخول الكثير من السلع والبضائع، ما أدى الى تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وفي هذا الصدد يقول الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، 'أدت تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير إلى تزايد عدد الفقراء والمحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، حيث تجاوزت معدلات البطالة في قطاع غزة 55%, وبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالى 230 الف شخص, فيما ارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%.' وأكد الطبّاع لـ 'وفا'، 'تجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' والمؤسسات الإغاثية الدولية والعربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% وهي النسبة التي بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة.' وأدت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، بحسب الطبّاع، إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، ما تسبب بركود تجاري واقتصادي حاد وغير مسبوق لم يحدث منذ عام 1967. وأرجع الخبير الاقتصادي أسباب ذلك، الى استمرار الحصار الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وكذلك تعثر عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه بما في ذلك المنشآت الاقتصادية والتي تم تدمير ما يزيد عن 5 آلاف منها ما بين تدمير كلي وجزئي. ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع بحسب الطباع، أزمة الرواتب وحصول الموظف على جزء من راتبه الذي تقتطع المصاريف نسبة منه لتسديد القروض. وأجمعت العديد من المؤسسات الدولية على أن الوضع كارثي وخطير في قطاع غزة, وحذرت من تداعيات إبقاء الحصار وتأخر عملية إعادة الاعمار على كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية. فقد حذر اتحاد وكالات التنمية الدولية، اليوم، من استمرار تدهور الأوضاع الانسانية في قطاع غزة، مشيرا الى أنه بعد مرور ستة أشهر على مؤتمر الدول المانحة في القاهرة، ما زالت عملية اعادة اعمار القطاع تراوح مكانها والظروف المعيشية للسكان تتدهور. وتعتمد غالبية سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث الدولية ومؤسسات وجمعيات إغاثية عربية ودولية. وبحسب صندوق النقد الدولي, فإن العدوان الاسرائيلي الأخير قطاع غزة أدى إلى انهيار كافة الأنشطة الاقتصادية. ــــــــــ غزة أحلى' في مخيم الشاطئ غزة 22-11-2015 وفا- زكريا المدهون على طول ساحل البحر، زيّن فنانون شبان بريشاتهم جدران منازل مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بألوان زاهية ورسومات في محاولة لادخال الفرحة على قلوب المواطنين الذين يعانون أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة. ويشارك ثلاثون شابا ضمن مبادرة 'غزة أحلى' لتلوين تسعين بيتا من مختلف الاحجام والارتفاعات بدعم من 'شركة باديكو القابضة'. وانطلق المشروع كما يقول منسق المبادرة رزق البياري، في الحادي عشر من الشهر الجاري وينتهي عند تلوين جميع منازل المخيم بطول 2 كيلو متر. وأشار البياري لـ 'وفا'، الى أن المبادرة تهدف الى تزيين وتلوين منازل اللاجئين من الجهة الغربية للمخيم بألوان 'زاهية وباردة' لرسم الفرحة على وجوه وقلوب المواطنين. وأنشئ مخيم الشاطئ للاجئين في عام 1952، ويقطنه حاليا حوالي 90 ألفا في ظروف مغايرة لرغد الحياة وجماليتها على شاطئ المتوسط. وأضاف البياري:'بعد تعرض غزة للقتل والدمار خلال الحروب الثلاثة الماضية اأصبحت غزة معتمة ومظلمة ونحاول انارتها من خلال تلك الرسوم والزخارف التي تنبض بالحياة.' وشنت اسرائيل ثلاثة حروب في أعوام 2008، 2012، 2014، أدت الى استشهاد وجرح الالاف من المواطنين، وكذلك تدمير الاف المنازل والمنشآت الاقتصادية. وأكد البياري أن المبادرة تهدف الى أنه يوجد حياة في غزة وأنها تستحق الأفضل، مشيرا الى أن الرسومات تشمل زخارف ونباتات ورسومات بحرية لأن معظم سكان المنطقة المستهدفة هم صيادون. وأوضح الى أن المبادرة تستهدف مخيما للاجئين في قطاع غزة بعد تلوين دوار الميناء وحارة في حي الزيتون. بدوره قال الفنان أسامة أبو حمره (26 عاما): 'في البداية نقوم بدهان الجدران بألوان مختلفة ومن ثم تزينها بالرسومات المتنوعة كالزخارف والنوافذ والأبواب والمخلوقات البحرية والنباتات'. وتابع أبو حمره لـ 'وفا'، 'نحاول برسوماتنا المختلفة زراعة الأمل والفرحة في نفوس المواطنين في ظل الحصار والأوضاع الصعبة التي يمرون بها، اضافة الى تعرضهم لثلاثة حروب نشرت الرعب والدمار والخراب.' وخلال قيام أبو حمره برسم احدى الزخارف تدخل أحد المواطنين وألح عليه رسم سفينة على جدران منزله لانه يعمل صيادا. وعبّر زاهر عبد الباري (50 عاما) عن سعادته الغامرة لتلبية الرسام أبو حمره طلبه، مشيرا الى أنه يعمل في مهنة صيد الأسماك منذ سنوات طويلة. وشكر عبد الباري القائمين على المبادرة الشبابية 'التي لونت جدران منازلهم بألوان تبعث الحياة والأمل والصمود فوق هذه الأرض'. من جانبه، شدد الفناني التشكيلي محمد نجم، على أن اختيار الجهة الغربية لمخيم الشاطئ له دلالات حيث أن المكان قريب من البحر والمنطقة مكتظة بالسكان الذين يعانون من الفقر، لافتا الى أنهم يرسمون رسومات لها علاقة بمهن المواطنين في هذه المنطقة لا سيما الصيادين. وعبر نجم لـ 'وفا'، عن سعادته لمشاركته في هذه المبادرة الشبابية التي تؤكد أن 'غزة أحلى' وعليها ما يستحق الحياة رغم الحصار والخراب والدمار. ـــــــــــــــــــــــ الغزيون يستقبلون شهر رمضان بأوضاع اقتصادية سيئة غزة 17-6-2015 وفا- زكريا المدهون تشهد أسواق قطاع غزة حركة شرائية استعدادا لشهر رمضان المبارك الذي يحل غدا الخميس، في ظل أوضاع اقتصادية سيئة يمر بها سكان الشريط الساحلي المحاصر منذ أكثر من ثمانية أعوام. ويقول باعة وتجار: 'إن ازدحام الأسواق لا يعكس بالضرورة القوة الشرائية لدى المواطنين، بل معظمهم يبحث عن البضائع الاقل سعراً وآخرون يسألون فقط .' وما يعكس سوء الوضع الاقتصادي، اقبال المتسوقين الكبير على شراء المواد الغذائية المجمدة لانخفاض أسعارها قياسا بالطازجة. وفي هذا الصدد يقول غسان أبو ياسين صاحب محل لبيع المواد الغذائية المجمدة: 'طوال العام هناك اقبال على شراء المواد الغذائية المجمدة نظرا لانخفاض اسعارها وهي في متناول الفقراء واصحاب الدخل المتدني.' وتابع أبو ياسين الذي ازدحم محله في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بالمشترين:' في شهر رمضان تزداد القوة الشرائية عن باقي اشهر السنة لأنه يتطلب مصاريفا أكثر.' ورغم الحصار المفروض على سكان القطاع (1.8 مليون نسمة)، الا أن المستلزمات الرمضانية متوفرة. وينتظر فقراء ومحتاجون شهر رمضان على أحر من الجمر، للحصول على مساعدات نقدية وعينية من جمعيات اغاثية وميسورين علها تساعدهم على توفير احتياجات أسرهم. يقول 'أبو محمد': 'إنه عاطل عن العمل منذ سنوات وغير قادر على تلبية احتياجات أسرته المكونة من سبعة أشخاص'، لافتا الى أنه ينتظر شهر رمضان الكريم بفارغ الصبر للحصول على مساعدات الجمعيات الخيرية وأهل الخير لتلبية احتياجات أسرته التي تزداد خلال هذا الشهر. بدوره يؤكد المحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، 'يأتي شهر رمضان للعام التاسع على التوالي في ظل استمرار وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة.' وأضاف الطباع لـ'وفا'، 'كما يأتي شهر رمضان في ظل استمرار الانقسام وعدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها القطاع لم يسبق لها مثيل خلال العقود الاخيرة.' وأشار الى استمرار تشديد الحصار الظالم ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع المختلفة وأهمها مواد البناء والتي تعتبر المشغل والمحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية والتي أدى منعها ودخولها فقط وفق الألية الدولية إلى تعثر عملية إعادة الإعمار. ولفت الطبّاع الى ارتفاع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر رمضان، ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل معدومي الموارد, منوها الى ارتفاع معدلات البطالة بشكل جنوني وبلغت نسبتها 55% وارتفع عدد العاطلين عن العمل لأكثر من ربع مليون شخص, وأصبح ما يزيد عن مليون شخص دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالي السكان. كما ارتفعت نسبة الفقر إلى 39% من إجمالي عدد السكان، وأيضا انتشار ظاهرة الفقر المدقع والتي بلغت نسبتها 21%. وحذر الخبير الاقتصادي، من أن استمرار الوضع على ما هو علية سوف يكبد التجار والمستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة, ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية. من جانبه، قال رئيس الغرفة التجارية في غزة وليد الحصري:' للعام التاسع على التوالي يستقبل الغزيون شهر رمضان الكريم في ظل الحصار والمعاناة وما تولده من فقر وبطالة ومن تداعيات الحروب الأخيرة و الهجمات المتكررة على القطاع.' وطالب الحصري في تصريح لـ 'وفا'، التجار بضرورة مراعاة الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين، وعدم رفع الأسعار والاحتكار خلال الشهر الفضيل. ـــــــــــــــــــــــــــ البطالة والفقر يحولان عمال غزة إلى 'متسولين' غزة 1-5-2015وفا- زكريا المدهون يعتمد عبد القادر النابلسي (55 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، على المساعدات الغذائية التي تقدمها له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' وجمعيات خيرية محلية لإعالة أسرته الفقيرة. يقول النابلسي الذي غزا الشعر الأبيض رأسه، إنه عاطل عن العمل منذ سنوات، وبالكاد يستطيع توفير قوت أسرته اليومي الا اذا تبرع له أحد المحسنين أو حصل على فرصة عمل مؤقتة. ويحل عيد العمال العالمي (الأول من أيار)، لينكأ جراح أكثر من 200 ألف متعطل عن العمل في قطاع غزة المحاصر منذ حوالي ثماني سنوات. ويتابع النابلسي الذي يعيل أسرة تتكون من سبعة أفراد:' أنا فقير جدا وعاطل عن العمل منذ بداية انتفاضة الأقصى ولا يوجد عمل في غزة.'، مشيرا الى أنه أصبح 'متسولاً' على أبواب الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتلبية احتياجات أسرته. وتفرض اسرائيل حصارا مشددا على الشريط الساحلي الضيق (1.8 مليون نسمة)، ما أدى الى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. ويؤكد النابلسي أنه في كثير من الأيام لا يقدر على توفير قوت أطفاله وخاصة من الخضار والفواكه واللحوم الطازجة، منوها الى أن 'الأونروا' تقدم له فقط مواد غذائية ومساعدات نقدية كل ثلاثة شهور. ويعرب هذا المواطن عن أمله بأن تدور عجلة اعادة الاعمار وتتوفر فرص عمل حيث أنه يعمل في مهنة 'البناء'. الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع، يقول: 'إن معدلات البطالة في قطاع غزة تجاوزت 55%، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%.' ويشف الطباع لـ 'وفا'، 'تجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من 'الانروا' و المؤسسات الإغاثية الدولية والعربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة، وهي النسبة التي بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة. ويؤكد أن أوضاع العمال ازدادت سوءا نتيجة لتبعيات العدوان الاخير واستمرار الحصار الاسرائيلي و تعثر عملية إعادة الإعمار. ويشير الطباع، الى أن العدوان الأخير أدى الى تدمير كلى وجزئي لما يزيد عن 500 منشاة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، بالإضافة إلى العديد من المنشآت المتوسطة و الصغيرة والتي تمثل مجمل اقتصاد قطاع غزة في كافة القطاعات ( التجارية والصناعية والزراعية و الخدماتية) والتي يتجاوز عددها ما يزيد عن 2800 منشأه. بدوره، يشدد مركز الميزان لحقوق الانسان، على أن العدوان الإسرائيلي صيف العام الماضي ساهم في مزيد من تدهور أوضاع الطبقة العاملة والمجتمع الغزي وسط استمرار تشديد الحصار. ويوضح المركز في بيان تلقت 'وفا' نسخة منه أن المعطيات تشير إلى أن البطالة وغياب سياسات الحماية منها من أهم المشكلات التي تواجه العمال والتي تشكل سبباً لكثير من المشكلات الاجتماعية التي أصبحت مستشرية في المجتمع الفلسطيني، ولا سيما بين سكان القطاع.' ويذكر المركز الحقوقي أن غياب الرقابة تسببت في تحويل بعض أنماط العمل إلى ما يشبه السخرة، حيث يتم استغلال العاطلين عن العمل بتشغيلهم بأجور لا تتعدى مائة دولار أميركي في الشهر، في ظل الارتفاع في أسعار السلع والخدمات وهي مرشحة لمزيد من الارتفاع إذا طبقت ضريبة التكافل في قطاع غزة. ـــــــــــــ رئيس جامعة الأزهر لـ 'وفا': إنشاء 4 مبان جديدة بقيمة 34.2 مليون دولار -الجامعة تواجه عجزا ماليا وهناك مساع لاعتماد كلية للطب البيطري غزة 16-1-2015وفا- زكريا المدهون تستعد جامعة الأزهر في مدينة غزة خلال المرحلة المقبلة، لافتتاح وإنشاء عدد من الكليات والمباني الجديدة وسط قطاع غزة، بتمويل عربي. وحول هذا الموضوع قال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا في حديث خص به وكالة 'وفا': 'تجري الاستعداد على قدم وساق لافتتاح وانشاء أربعة أبنية في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، وفقا لأحدث التصاميم العمرانية والتقنيات والمعايير والمواصفات العالمية الخاصة بالجامعات.' وكشف الفرا، أن تكاليف هذه المباني الممولة من قبل المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وسلطنة عمان 34.2 مليون دولار أميركي. *انشاء أربعة أبنية بمواصفات عالمية: وتطرق رئيس جامعة الأزهر، بالتفصيل عن هذه الأبنية وهي (كلية الحسن الثاني للعلوم البيئية والزراعية) بتمويل من المملكة المغربية الشقيقة يبلغ 6.2 مليون دولار وبإشراف (وكالة بيت مال القدس الشريف) وسيتم افتتاحها قريباً، مشيرا الى انه جار الترتيب لزيارة وفد من الجامعة الى المملكة المغربية لوضع الترتيبات اللازمة لافتتاح هذا المبنى بما يليق بدور المغرب ملكا وحكومة وشعبا بدعم صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه. وأعلن الفرا، أن الأيام القادمة ستشهد طرح عطاءين للبدء بتنفيذ المشروعين الآخرين وهما: مبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومبنى الاحتفال والأنشطة بتمويل كريم من (الصندوق السعودي للتنمية) بقيمة 24 مليون دولار. وانتقل الفرا للحديث عن المشروع الرابع وهو مبنى كلية التربية (مسقط) بتمويل كريم من (الهيئة العمانية للأعمال الخيرية) بقيمة 4 ملايين دولار. وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أنه تم تخصيص 131 دونما من قبل الرئيس محمد عباس لإقامة مبان عليها لصالح الجامعة، لافتا الى أن 'حكومة غزة السابقة' استقطعت 42 دونما منها. وتحدث الفرا عن نشاطات الجامعة وانجازاتها منذ نشأتها بقرار من الرئيس الشهيد ياسر عرفات في 1991، والتي أطلق عليها 'جامعة الشعب الفلسطيني'. *تضم11 كلية منها الطب البشري والهندسة والصيدلة: وقال: 'جامعة الأزهر تضم حاليا 11 كلية وهي كليات: كلية الطب البشري، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلية، كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية العلوم، كلية الزراعة والبيئة، كلية الحقوق، كلية التربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية الشريعة. *مساع لاعتماد كلية للطب البيطري: وأضاف ان العمل جار لاعتماد كلية الطب البيطري من قبل هيئة الاعتماد والجودة النوعية في وزارة التربية والتعليم العالي، منوها الى ان لدى الجامعة العديد من الكليات تنفرد بها قاطبة دون غيرها من الجامعات الفلسطينية لا سيما بقطاع غزة. *15 ألف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة: وأشار الى أن الجامعة 15 ألف طالب وطالبة على مقاعد الدراسة موزعين على كليات الجامعة المختلفة، لافتا الى وجود نخبة مميزة من العاملين في الجامعة قوامها 600 شخص بينهم نخبة من حملة الرتب العلمية العليا. *نواجه عجزا ماليا: وعن أهم المعيقات التي تواجه جامعة الأزهر، نبه الفرا من أن هناك صعوبات جمة وكبيرة تواجه الجامعة وفي مقدمتها شبح العجز المالي التراكمي والذي يلقي بظلاله على عمل ومسيرة الجامعة. وأضاف، لا مورد مالي للجامعة الا رسوم الطلبة الذين نسبة كبيرة منهم غير قادرين على دفع رسومهم الدراسية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة جرّاء الحصار الاسرائيلي المتواصل، منوها الى أن تقوم بالتخفيف عن الطلبة المحتاجين وتوفير مصادر ومساعدات مالية لهم. وأشار الى قيام وفد من الجامعة مؤخرا، بزيارة الى دولة قطر الشقيقة وبحث مع العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات سبل تقديم الدعم للطلبة غير القادرين على دفع الرسوم الجامعية. *الموازنة التشغيلية 15 مليون دينار أردني: وعن الموازنة التشغيلية للعام الدراسي 2014/ 2015 قدّر الفرا هذه الموازنة بحوالي 15 مليون دينار أردني، وأن رسوم الطلبة في الوضع الأمثل تتراوح ما بين 65% و70% من الموازنة والتي تفاقمت بعد الحروب والأوضاع الاقتصادية المتردية. وعن خسائر الجامعة جرّاء العدوان الأخير على قطاع غزة، أعلن الفرا أن الخسائر بلغت 2.7 مليون دولار بعد قصف قوات الاحتلال لمباني الجامعة المختلفة. وتمنى الفرا، على الرئيس محمود عباس أن يعطي توجيهاته الكريمة بإنشاء (صندوق دعم الطالب) بجامعة الأزهر لمساعدة الطلبة المحتاجين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا. ــــ بيت حانون... تشرد بين 'الكرافانات' والمدارس بيت حانون 7-1-2015 وفا- (زكريا المدهون) غادرت أسرة اسماعيل حمد المكونة من عشرين فردا البيوت المتنقلة 'الكرفانات' التي تقطنها غرب بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، الى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' خوفا من تداعيات المنخفض الجوي العميق الذي يضرب فلسطين ودول المنطقة. وقال حمد (50 عاما) لـ 'وفا':' غادر جميع سكان 'الكرفانات' الى مدارس الوكالة بسبب سوء الأحوال الجوية التي تصاحبها رياح شديدة.' وأقيمت البيوت المتنقلة لإيواء 'المشردين' الذين دمرت منازلهم خلال العدوان الاسرائيلي الأخير. وتقول التقارير: إن قوات الاحتلال دمرت حوالي ستين ألف بيت في أنحاء قطاع غزة ما بين تدمير كلي وبالغ وجزئي. وأشار حمد، الى أن البيت المتنقل الذي يقطنه أصبح غير آمن من شدة الرياح وأنه بارد جدا، منوها الى أن المكان بارد جدا لعدم وجود وسائل تدفئة وانقطاع التيار الكهربائي. وتابع:' كإجراء وقائي وحرصا على سلامة أفراد أسرتي ومعظمهم أطفالنا غادرنا الى أمكان ربما تكون أكثر أمنا رغم علمنا المسبق بصعوبة الأوضاع الإنسانة في المدارس.' وحذر من غرق 'الكرفانات' بمياه الأمطار مثل ما حدث معهم قبل عدة أسابيع، مناشدا جهات الاختصاص بتقديم الدعم والمساندة للمشردين خلال المنخفض الجوي. ويشهد قطاع غزي الساحلي كباقي محافظات الوطن أحوالا جوية سيئة مصحوبة برياح شديدة حيث خلت الشوارع من المارة، وأمتنع الصيادون عن نزول البحر خوفا على حياتهم. ويتابع الغزيون وخاصة 'المشردين' وأصحاب البيوت المدمرة تطورات المنخفض الجوي المسمى 'هدى' بقلق وترقب بالغين بانتظار ما ستؤول اليه أوضاعهم. محمد عبد الهادي اصطحب اسرته فور سماعه أنباء المنخفض الجوي الى احدى مدارس الوكالة، تاركا البيت المتنقل الذي يقيمون فيه. وقال عبد الهادي لـ'وفا'، 'ربما يكون وضعنا في المدرسة أفضل حالا من 'الكرفان'، لان الوضع فيه سيئ للغاية.' وأضاف، 'دمرت قوات الاحتلال منزلي بشكل كلي ونحن 'مشردون' الآن ما بين 'الكرفانات' والمدارس لأنني غير قادر على استئجار منزل لإيواء أسرتي المكونة من ثمانية أشخاص'. وتابع، 'الكرفانات باردة جدا في ظل البرد الشديد وانقطاع التيار الكهربائي، وستغرق بالمياه اذا هطلت الأمطار لساعات طويلة'. في غضون ذلك، يخشى سكان مناطق في قطاع غزة، المحاصر منذ ثماني سنوات، من تبعات المنخفض الجوي وخاصة سكان المناطق المدمرة ومنطقة 'النفق' شمال مدينة غزة، بعد أن غرقت منازلهم الشتاء الماضي. وأعلنت بلديات قطاع غزة والجهات المعنية حالة الطوارئ لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي وحددت أرقام هواتف للاتصال عليها في الطوارئ. وما يفاقم من معاناة الغزيين انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لساعات طويلة في ظل البرد القارس المصاحب للمنخفض الجوي. وقال المشرد أشرف مصلح من بلدة بيت حانون:' هربت بأسرتي المكونة من 13 فردا معظمهم أطفال إلى مدرسة الوكالة علهم يجدون دفئا يحميهم من برد الشتاء القارس.' ـــــــــــــــــــــــــــــــــ بيت جديد .. أمنية مشردي غزة في 2015 غزة 31-12-2014وفا- (زكريا المدهون) تقتصر أمنية أسرة أبو بلال أبو عودة من بلدة بيت حانون المتاخمة للحدود الشمالية لقطاع غزة، خلال عام 2015 على إعادة بناء بيتها الذي دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء عدوانها الأخير الذي استمر 51 يوماً. وقال بلال أبو عودة (35 عاماً): 'أمنيتنا الوحيدة في العام الجديد أن يتم اعادة بناء بيتنا المكون من سبعة طوابق ولمّ شمل أسرتنا من جديد'، مشيرا الى أن أربعين فردا من أسرته ما زالوا مشردين بدون مأوى في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'. ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها الصيف الماضي أكثر من 50 ألف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي وبسيط، إضافة الى تدمير مئات المنشآت الصناعية وتجريف آلاف الدونمات الزراعية. وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر على وقف إطلاق النار، لا تزال مئات الأسر مشردة في مدارس تابعة لـ 'الأونروا' أو بالإيجار، بدون مأوى بعد تدمير منازلها. ولفت أبو عودة الى أن العام 2014 كان من أسوأ الأعوام التي عايشها من حيث القتل والتدمير والحصار، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يكون 2015 أفضل من سلفه وأن تتحقق أمنيات شعبنا بالحرية والاستقلال. هيثم الكفارنة (45 عاما) يتمنى هو الآخر أن يأتي العام الجديد وقد أعيد بناء بيته المدمر من جديد بعد تدميره بشكل كامل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الأخير. وأضاف الكفارنة لـ'وفا'، 'أنه يقطن في بيت بالإيجار على نفقته وذلك بعد مرور أربعة أشهر على تدمير بيته'، منوها الى أنه ينتظر أن تدفع 'الأونروا' له بدل ايجار لأن الايجارات مرتفعة وراتبه لا يكفيه، وان أسرته المكونة من ثمانية أفراد ستضطر للعودة الى العيش في المدارس إذا لم يتوفر لها سكنا بالإيجار. وأكد أن أسرته تعيش حالة من عدم الاستقرار والقلق، داعيا الى سرعة اعمار ما دمرته قوات الاحتلال ووضع حد لمعاناة المشردين. وكان مدير عمليات (الأونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر، قال: 'إن الوكالة لن يكون لديها أي أموال بداية العام الجديد لتقديم أية مساعدات سواء لإعادة إعمار البيوت المتضررة أو دفع بدل إيجارات بسبب عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم.' وأضاف في تصريحات سابقة، 'أن الوضع المالي لـ(الاونروا) خطير، وأن على المتبرعين سرعة تحويل الأموال الى غزة للبدء بعمليات الإعمار الحقيقية'، مشيراً إلى أن ما وصل الوكالة حتى الآن هو مائة مليون دولار دفعت كإيجارات بيوت وإصلاح أضرار لأكثر من 35 ألف أسرة في قطاع غزة. ويخشى محمود عبد الهادي (41 عاماً) من بيت حانون أن يأتي العام المقبل ولم يتم إعادة بناء منزله المدمر الذي كان يؤوي عشرة أفراد. وأكد عبد الهادي أنه يقطن مع أفراد أسرته في ظروف إنسانية صعبة في أحد مدارس 'الأونروا'، بعد طردهم من المنزل لعدم قدرته على دفع الايجار. وتمنى أن يأتي العام الجديد وقد تحققت أمنيته الوحيدة وهي العيش بكرامة في منزله بعد إعادة بنائه. ــــ اقتصاديون في غزة: الأجواء الحالية تبعث على التفاؤل بمستقبل اقتصادي أفضل غزة 10-5-2014 وفا- زكريا المدهون أكد مختصون ومحللون اقتصاديون في قطاع غزة، أن الأجواء الايجابية التي تسود الوطن حاليا تبعث على التفاؤل والأمل بمستقبل اقتصادي أفضل خلال السنوات القادمة. ورأوا في لقاءات منفصلة مع 'وفا' أن المرحلة القادمة ملائمة لدعم الاقتصاد في فلسطين وخاصة من قبل المستثمرين الفلسطينيين والعرب. رجل الأعمال بسام عبد العزيز أبو شريعة، قال:'إن المرحلة القادمة ربما تكون مناسبة وداعمة للاقتصاد الوطني، لا سيما في قطاع غزة الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي. ورأى أبو شريعة أن توفر النوايا الحسنة والصادقة من قبل جميع الأطراف، خاصة حركتي 'فتح' و'حماس' يعطي بارقة أمل جديدة للمستثمرين بضرورة اعادة بناء ما دمره الاحتلال. وشدد على أهمية رفع الحصار الإسرائيلي، ووجود ضمانات دولية لعدم قيام إسرائيل بتدمير ما يتم بناؤه، قبل القيام بأية مشاريع استثمارية. وأضاف أبو شريعة: 'نحن مستعدون لخدمة أهلنا في القطاع، ومن أول أولوياتنا في المشاريع الاستثمارية هو قطاعات المباني والطرق والمطار والميناء'. وقال:'إن من أهم ألويات نجاح المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في القطاع هو اعادة فتح معابر قطاع غزة المغلقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول مستلزمات البناء والمواد الأساسية.' كما اعتبر أن فتح معبر رفح وخاصة بعد الوعود المصرية، سيشكل داعما لقطاع غزة من جميع الجوانب. وتمنى أبو شريعة على أية حكومة فلسطينية قادمة، أن يكون من أولوياتها التخفيف عن المواطن الفلسطيني، ودعم الاقتصاد الوطني. بدوره، أشار الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، الى أن قطاع الاستثمار في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص يعتبر من أكبر القطاعات الاقتصادية التي تضررت خلال السنوات السابقة، حيث أصيب بانتكاسة كبيرة نتيجة لسياسة الحصار المالي والاقتصادي الإسرائيلي و إغلاق المعابر. وأكد الطباع، أن تدمير هذا القطاع هو أحد أهم أهداف السياسة الإسرائيلية الراهنة وتعد خسائر قطاع الاستثمار من أسوأ الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الفلسطيني خلال السنوات السابقة. وشدد على أن الحروب المتكررة على قطاع غزة، تركت أثارا سلبية على قطاع الاستثمار المحلى والعربي والدولي، والتي تمثلت في هروب العديد من رؤوس الأموال المحلية للدول المجاورة للبحث عن الاستقرار السياسي والاقتصادي. وتفرض إسرائيل منذ أكثر من سبع سنوات حصارا مشددا على قطاع غزة، أدى الى شلل جميع مناحي الحياة، اضافة الى شنها حربين في عامي 2008، 2012، أدت الى تدمير العديد من المصانع والورش والمنشآت الصناعية. وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أرصدة الأصول الفلسطينية المستثمرة في الخارج تجاوزت 6 مليارات دولار في نهاية الربع الرابع من عام 2013. ولإعادة الثقة في الاستثمار في فلسطين أوصى الطباع، باتخاذ العديد من الخطوات والتي من أهمها: الحصول على ضمانات دولية بأن لا تقوم إسرائيل بتدمير ما سوف يتم إنجازه، وفتح كافة المعابر الحدودية أمام حركة الأفراد والواردات والصادرات. كما أوصى بتطوير قانون تشجيع الاستثمار الفلسطيني لكي يشكل مناخا استثماريا جاذبا ومنافسا للدول المحيطة ويواكب المتغيرات الجديدة في اقتصاديات العالم وتشجيع الاستثمار في فلسطين، وذلك بإعطاء المحفزات الضريبية وغيرها للمستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار، والعمل على تطوير منظومة التشريعات الخاصة بالاستثمار وعلى تبسيط الإجراءات التي تعيق الاستثمار. وشدد الخبير الطباع، على أهمية وجود دور فاعل للملاحق التجارية في السفارات والقنصليات الفلسطينية في ترويج وتسويق الاستثمار في فلسطين مع توفير كافة المعلومات الخاصة بذلك. ودعا الى تكاتف كافة الجهود للقطاع العام والخاص للتحضير الجيد لعقد مؤتمر حقيقي للاستثمار في قطاع غزة، يتم دعوة كافة رجال الأعمال العرب والمسلمين للمشاركة في المؤتمر بحضور شخصيات دولية وعربية وإسلامية لتوفير البيئة الملائمة لجلب الاستثمار مع تجهيز بنك معلومات حول المشاريع الاستثمارية التي تحتاجها فلسطين، وخصوصا قطاع غزة في الفترة القادمة لعرضها على المشاركين في المؤتمر مع المراعاة بطرح مشاريع تحمل صفة الديمومة وتشغل أكبر عدد من العمال للتخفيف من حدة البطالة المرتفعة في فلسطين والتي وصلت إلى 26.2% حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 328 ألف شخص في فلسطين خلال الربع الأول لعام 2014. وطالب بدعم الاستثمارات المحلية وتشجيعها لتساهم في إعادة بناء الثقة للاستثمار والتي من أهم عوامل نجاحها التواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية دون تدخل الجانب الإسرائيلي في ذلك. ورأى الطباع، ضرورة المطالبة الفورية بتنفيذ قرارات مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في الثاني من مارس 2009 بعد الحرب الأولى على غزة، حيث تعهد المانحون خلال المؤتمر بتقديم 4.5 مليار دولار لإعادة اعمار قطاع غزة. واقترح إنشاء هيئة خاصة لإعادة إعمار القطاع، ممثلة من القطاع العام والخاص وكافة الجهات ذات الاختصاص. وكان رجل الأعمال أسامة كحيل، أكد استعداد رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع غزة والضفة الغربية للمشاركة في إعادة إعمار القطاع. وأضاف في حديث سابق مع 'وفا'، أن المال الوطني هو الكفيل الوحيد لإعادة الأعمار. وأوضح أن قطاع غزة بحاجة إلى 30 ألف وحدة سكنية في المرحلة القادمة لسد النمو الطبيعي السكاني، وهذا لا يشمل المباني السكنية التي دمرها الاحتلال. ـــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق